الريس الأمير كامل السليك..

اليوم السابع مع أشهر منقب عن الآثار

الإثنين، 26 أبريل 2010 07:19 م
اليوم السابع مع أشهر منقب عن الآثار الريس الأمير كامل السليك
كتب محمود الدسوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هناك قاعدة تقول إن التعاون الكامل بين مفتش الآثار وريس الحفائر هو الذى يخلق ناتجا من العمل الجيد، هذه القاعدة هى التى جعلتنى اصطحب الصديق مفتش الآثار، شاذلى دنقل، ابن عم الشاعر الراحل أمل دنقل، الذى يقوم بتوثيق صور عمال الحفائر الأثرية القديمة لإجراء حوار مع الريس الأمير السليك أحد أبناء تلك العائلات الأثرية التى امتهنت هذه المهنة منذ مائة عام، وهى عائلة تستوطن مدينة قفط بمحافظة قنا منذ آلاف السنين، وقد تم تكريم الريس الأمير السليك مؤخرا فى المتحف المصرى، وذُكر هو وأبوه وأجداده فى كتب الأثريين الأجانب، حيث تعدت مجهوداتهم العمل فى مجال الحفر إلى مجال التعامل الجيد مع الآثار فى وقت إخراجها من باطن الأرض.

الريس الأمير يخاطبك قبل أن تسأله عن ميراث عائلته وعن أبيه قائلا: توارثت العمل عن والدى الريس كامل الذى توارثه أيضا من جدى الريس صدّيق، الذى عمل مع د سليم حسن أى إننى توارثت وعملت مع والدى منذ أكثر من 25 عاما.

وأضاف الريس كامل قائلا، والدى عمل مع بعثة المعهد الألمانى ببلاد النوبة لأكثر من 20 عاما، وذهب معهم أيضا إلى أسوان وأبو صير والقرنة وأبيدوس ودير أبو مينا بالإسكندرية، وعام 1968، وبدورى عملت مع المعهد الألمانى فى أسوان بالاشتراك مع المعهد السويسرى برئاسةد(كيزر)ثم تلاه د (دراير)ثم د(سترجمان) وعملت معهم بجوار والدى منذ25 عاما.

وبعد وفاة والدى توليت رئاسة الحفائر بدلا منه حتى الآن، وأهم الأماكن التى عملت فيها هى دير أبو مينا بالإسكندرية أبيدوس وعملت مع والدى فى القرنة عام 1965 مع المعهد النمساوى وعام 1967عملت مع الريس على صديق عمى فى تل الضبعة مع بعثه نمساوية، كذلك عملت فى الهرم مع د كرومر بعثه نمساوية فى السبعينات وعملت فى الطريق الصاعد للهرم، وعملت معهم كريس لمدة سنتين متواصلتين، ثم توقفت.

أسأله عن خبراته فى مجال الآثار، فيجيب قائلا: من خلال الاحتكاك المباشر بالآثار أستطيع أن أحدد إذا كان هناك آثار أم لا، وذلك من خلال لون التربة، والذى غالبا يكون متغيرا عن لون التربة المحيطة، مما يدل على وجود آثار كذلك كسرات الفخار الكثيرة المتناثرة بالموقع، والتى نستطيع من خلالها تحديد الزمن الفرعونى لهذا الموقع.

سألته، لماذا يقلل من شأن المصريين فى مجال الآثار، وأيضا لماذا يتم تفتيش عمال الحفاير المصرين عقب انتهاء يوم الحفاير ولا يفعل هذا مع الأجانب؟ يصمت الأمير، ثم يجيب، الأجانب يمتلكون إمكانيات هائلة أثناء العمل بمجال الحفاير، وأنا عملت مع بعثات مصرية وأجنبية، الصراحة يا ولدى إن البعثات الأجنبية تقوم بالإنفاق على الحفاير بصورة كبيرة، ولكن هناك مصريون عملت معهم زمان، لهم شأنهم فى الحفاير مثل الدكتور عبد العزبز صالح، الذى اعتبره نابغة فريدة فى مجال الآثار، أما عن موضوع تنفيض الجلاليب فهذه القصة ترجع إلى أنه قديما كان بعض الذين يتولون الإشراف على الحفاير ويعملون بها يقومون بحيل كثيرة لسرقة الآثار من هذه الحيل هى تفريغ خشبة الفاس الذى يستخدم فى الحفر، ويضعون به قطعا صغيرة من الآثار حتى لا يراهم أحد، كما أنهم غير منتظمين فى العمل، فأحيانا يتركون العمل فى منتصفه فيثيرون الشكوك عليهم، أما رؤساء مدينة قفط فيشهد الجميع لهم بالأمانة فى العمل والأجانب يأمنونهم على جميع متعلقاتهم مثل الكاميرات والميزانية حتى لو نسى أحد من الأجانب شيئا فيقوم عمال فقط بتذكيرهم به، والحقيقة أن العمل فى مجال الحفاير عشق بين الفرد والآثار وهواية جميلة، وهذا العشق يربى لدينا الأمانة الشديدة.

سألته، ما هى أهم الاكتشافات التى شاركت فيها؟ فأجاب شاركت مع بعثة المعهد الألمانى بالفنتين بأسوان، وتم عمل كتاب عن أعمال البعثة وتم تكريمى بمناسبة مرور 100 عام على العمل ومنحى شهادة تقدير، أنا والريس عبد الحميد سالمان من منطقة الظافرية القريبة من قفط فى احتفالية كبيرة بالمتحف المصرى، ويضيف، متحف منطقة الفنتين يوجد به جميع الآثار المكتشفة بالمنطقة، وتم تصوير القطع الأثرية أيضا وعرضها فى المتحف المصرى فى الاحتفالية التى كرمونى فيها.

سألته، ما هى الأدوات التى كانت تستخدم قديما فى الحفائر ومع التطور لم تعد موجودة الآن؟ فأجاب، لاغنى عن الفأس والمقطف، وقد تم تغيير الديكوفيل وهى عربات تسير على قضبان ويوضع فيها ناتج الحفر وقد استبدلت بالبارويطة.

سألته، هل صحيح توجد لعنة الفراعنة؟ ابتسم الأمير وأجاب دى خرافات ياولدى، فأنا عملت فى أكثر من موقع أثرى ولم أتعرض لأى أذى، وكشفت مومياوات ومسكتها بيدى ولكن مطلوب تهوية أى مكان حديث الاكتشاف قبل الدخول إليه حتى نتخلص من الغازات السامة التى بداخله من آلاف السنين.

سألته عن أهم المواقف التى تعرض لها وهو يقوم بالحفر؟ فيجيب من أهم هذه المواقف الصعبة التى نتعرض لها فى العمل هى الحجارة الكبيرة التى تحتاج إلى ترميم وهذه الحجارة تزن أكثر من 2 طن، ولا يوجد معدات لحملها فيتم التصرف عن طريق الدرفيل، وهو عبارة عن مواسير دائرية قوية يوضع فوقها الحجر وتدفع للأمام وتحمل إلى أعلى عن طريق( السبية) وهى السقالة الخشبية والتعامل معها لابد أن يتم بحذر وإلا كان المصير الإصابة القوية.

سألته، هل هناك عائلات أثرية أخرى غير عائلة السليك امتهنت الحفر فى الآثار منذ 100 عام؟ فأجاب الأمير، هناك عائلة( الكريتى) وهى تعمل فى سقارة، ولها باع طويل فى الحفاير ومن أشهر من عملوا فيها الريس عبده الكريتى الذى شارك فى اكتشاف وترميم مراكب الشمس بالهرموعائلة(دراز) والذى كان من أفرادها أول من عمل بالآثار وورثها لنا تباعا واحدا تلو الآخر، هو الريس سيد دراز بجانب عائلتى التى امتهنت المهنة قبل مجئ الدكتور سليم حسن، وعملت فى مجال الآثار حتى وقتنا الحالى.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة