محمد فوزى طه يكتب: وما زال أحمد الحزين فى انتظار نظرة من "الخارجية"
الأحد، 25 أبريل 2010 03:55 ممشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أدرى لماذا وجدت نفسى متحمسا لهذه الدرجة لسرد قصته رغم كم المآسى التى نصحو وننام عليها؟ هو شاب اسمه أحمد على حسين حسين.. من مدينة الكردى محافظه الدقهلية.. سافر إلى العراق سنه 1983، مكث بها خمس سنوات.. سافر منها إلى ليبيا.. انقطعت أخباره.. ماتت أمه، المكافحة حزنا.. ولحق بها أخوه.. لا مورد رزق سوى كشك الجرائد.. تتوالى الأيام والسنوات وفجأة يأتيهم من يقول لهم إنه من طرف أحمد، أتدرون بعد كم عام فى ليبيا تأتى أخباره؟ بعد اثنين وعشرين عاما.. يعنى5 سنوات فى العراق + 22 يساوى سبعة وعشرون عاما.. الكل اندهش.. ذهل.. لا يصدق.. حلم انتابت الفرحة أخواته الكثر.. المحرومين من وجوده وسط هذه الدنيا، فلا أب ولا أم، بل آخر وحيد يكد ويتعب ويذوق المرار كل يوم من أجل لقمة العيش.. المهم سيدى الفاضل تحدث معهم عبر الهاتف وكان البكاء هو الغالب.. وعندما سألوه عن هذا البعد.. عن هذا الغياب.. عن هذا العمر..
اكتشفوا أنه كان فاقد للذاكرة.. نعم كان فاقد للذاكره! اعلم أن ما أكتبه كالأفلام.. كالمسلسلات الدرامية..قل ما شئت، لكن هذا حدث.. المصيبة الكبرى، والتى من أجلها كتبت لك، إنه يود العودة منذ شهر مارس ولا يستطيع!! .. طلب أوراقه من عائلته فبعثوها بسرعة، شهادة التجنيد.. صورة البطاقة.. كشف بأسماء العائلة.. كل الأوراق الثبوتية.. وراجع السفارة المصرية فى لبيبا، وكان الرد: فوت علينا بعد أسبوع.. فوت علينا بعد يومين..و..و.. إلى أن ضاق بهم وبردودهم المتكاسلة، وصرخ فيهم طالبا الرحمة.. فأخبروه أنهم قد بعثوا الملف إلى الوزارة ليتم أخذ الموافقة على استخراج وثيقة سفر ليتمكن من العودة إلى بلده، بعد ربع قرن وسنتين، هل هذا يليق؟ هل هذه هى الإنسانية؟ هل هذا هو الإنجاز الدبلوماسى والرسمى أمام أى مشكلة لمصرى فى أى بلد؟ وإن تكلم أحد وقال إن المصريين بلا قيمة، ولا اهتمام من الخارجية.
يصرخون منددين إن هذا الاتهام عار من الصحة.. ماذا سيحدث لو تم الأمر باتصال عبر الهاتف بوزارة الداخلية مثلا ليسألوا عن هذا الرجل المحطم الغائب ليطمئنوا عن وضعه وأوضاعه، وأزعم أن الداخلية سترد سريعا، القصد أن الطرق كثيرة جدا.. وكلها تؤدى إلى أن يرجع هذا الحزين إلى أهله.
على فكرة معه ثمن تذكرة الطيران، وقادر على أى مصاريف، يمكن محتاجين دمغات!!
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة