صدر عن مركز دراسات الوحدة العربية كتاب "تهويد القدس.. محاولات التهويد والتصدى لها من واقع النصوص والوثائق والإحصائات" للكاتب والأكاديمى أنور محمود زناتى الباحث بكلية التربية جامعة عين شمس .
الكتاب يتناول المؤامرات العديدة التى تمر بها القدس، تلك العاصمة الدينية والتاريخية والسياسية والاقتصادية العربية، "حسبما وصفها المؤلف" والمحاولات اليهودية لتزوير هويتها، والتى استند فيها الباحث الى وثائق يهودية وليست عربية فقط، بدءا من تهويد المقدسات بعمل "حفريات" تحت المسجد الأقصى، وبناء الكنس اليهودية ومحاولات عدة لحرق وهدم المسجد واجتياحه، وحتى تهويد السكان عن طريق طرد العرب والمسلمين من المدينة واستقدام يهود آخرين من شتى بقاع الأرض لتغليب تعداد اليهود فيها، ومرورا بتهويد ملامح المدينة عن طريق هدم المنازل وردم الآثار الإسلامية وبناء مستوطنات على أنقاضها.
الكتاب كما يقول مؤلفه يستند إلى المصادر الوثائقية والإحصائية المتوافرة وأقلها تحيزاً والتى يستعرضها فى متن الكتاب والتى تعبر عن إضافات جديدة ألقت مزيد من الضوء على الفكر الصهيونى.
الكتاب مقسم إلى فصلين الأول تحت عنوان "إقرار النصوص وكلمة التاريخ" وفيه تم التأكيد على عروبة القدس من خلال النصوص والمصادر اليهودية والتوراتية قبل العربية والإسلامية وكلها تشهد بعروبة فلسطين، ومدينة القدس.
وتعرض الباحث لكلمة التاريخ وكلمة الوثائق وأعمال التنقيب، وقام بتحليل تلك النصوص وانعكاس ذلك بوضوح كل خطوات الكيان الصهيونى، وقد أكدت الدراسة أن الفلسطينيون المعاصرون هم أصحاب الحق، والكنعانيون هم سكان فلسطين عبر التاريخ، وإسرائيل فى الأصل مجرد قبيلة صغيرة، قامت بالغزو طمعاً فى أرض كنعان ذات الثقافة العالية، والتى سميت بعد ذلك فلسطين
.
ثم جاء الفصل الثانى بعنوان "آليات التهويد"، والتى وصفها المؤلف بالأساليب الشيطانية من أساليب التحريف والتزييف فى المدينة، حيث تتعرض مدينة القدس بصفة عامة والمسجد الأقصى المبارك بصفة خاصة لاعتداءات يومية من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلى، والتى تعمل ليل نهار على إزالة وطمس الهوية العربية لكى ينجحوا فى تركيب تاريخ يهودى مزور، وذلك ليس بدافع تزوير الواقع السياسى والديموجرافى فقط، وإنما أيضاً محو الهويّة العربية والإسلامية لمدينة القدس وتهويد التعليم ، واستبدالها بهويّة يهوديّة من الناحيتين التاريخيّة والدينيّة .
الكتاب فى مجمله يستعرض الفكر الصهيونى والأيدلوجية الصهيونية منذ تبلورهما باتجاه هدف واحد هو النفى الكامل للشعب الفلسطينى وترحيله واستبداله باليهود من مختلف أنحاء العالم، وكانت الخطة ترتكز على الاستيلاء على أكبر مساحات ممكنة من الأراضى الفلسطينية، وإجبار السكان الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم وبيوتهم بمختلف الطرق والوسائل، ثم دفع الهجرة اليهودية إلى أرض فلسطين، وهذا النهج الإسرائيلى أدى بدوره إلى برنامج عمل يومى ينحو باتجاه إعادة تكوين المدينة وتشكيلها من جديد وإعادة صياغة التركيبة والخريطة السكانية الديموغرافية لها واستخدمت أساليب مختلفة الكتاب يستعرضها بالتفصيل.
الجدير بالذكر أن مركز دراسات الوحدة العربية واحد من خمسة مراكز عالمية يعنى بالدراسات المستقبلية. وهو يغطى الدراسات فى المنطقة العربية. وقد تأسس المركز عام 1975 على أيدى نخبة من المفكرين العرب، وفى عام 2000 تمّ تصنيفه على أنه منظمة دولية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة