عثمان محمود مكاوى يكتب: السقوط فى الهاوية

الأحد، 25 أبريل 2010 04:10 م
عثمان محمود مكاوى يكتب: السقوط فى الهاوية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هناك عوامل كثيرة تتشابك مع بعضها البعض تؤدى إلى تخلف الأمم وانهيار الحضارات، منها الظلم والفساد والتدنى الأخلاقى.

هذه العوامل هى التى ظهرت جليا فى مصر منذ بضعة عقود وازدادت فى العقدين الأخيرين، من هذه الأحداث وخير مثال على هذا هو ما حدث من تسرب لأسئلة امتحان الثانوية العامة فى محافظة المنيا منذ ما يقرب العام، ومحافظة المنيا تعتبر عينة لما يحدث على أرض الكنانة مصر، فحادثة الغش الجماعى وتسريب الامتحان الخاص بالثانوية العامة، الذى اشترك فيه مجموعة من علية القوم.

و حسب ما تأتى من تصريحات فى الصحف، منها على سبيل المثال أعضاء مجالس نيابية و قيادات أمنية و..الخ من قيادات، إذاً نحن أمام مافيا تنتهك حرمة الوطن ومقدراته وتريد بكل السبل نشر الفساد والإفساد على أرضه، فنحن الآن أصبحنا فى مرحلة متقدمة من مراحل التوريث السلطة والفساد معا، إن أبناء أعضاء المجالس النيابية والقيادات الأمنية تقوم بتسريب أوراق الأسئلة عن طريق الضغط على من هم أقل منهم فى الوظائف الأخرى وشراؤهم بذهب المعز وسيفه، كى يعطوهم ورق الأسئلة الخاص بالامتحان لأبنائهم وأقاربهم.

المشكلة الكبرى التى ستواجه مصر إننا نعمل على تفريغ جيل فاسد و مرتشى، فلنصارح أنفسنا، إن المناصب الحساسة عندنا تورث فاعلم أن على الدنيا السلام فأستاذ الجامعة يسعى بأقصى ما يستطيع أن يحصل ابنه على أعلى الدرجات التى تفوق مستواه العلمى كى يلتحق بالعمل داخل أسوار الحرم الجامعى، و هكذا فى الخارجية ولا ننسى بعض أبناء ضباط الشرطة، فما إن يحصلوا على الثانوية العامة حتى يتم التحاقهم بكليات الشرطة، أنا هنا لا أتحدث عن لياقاتهم البدنية ولا اختبارات القدرات العقلية، فكل هذا محسوم، فهم عباقرة وأذكياء!!
لذلك نجدهم قد قبلوا فى هذه الكليات أتوماتيكيا، يكفى كتابة وظيفة الآباء. نعم هناك اختبارات قبل دخول هذه الكليات، لكنها بالنسبة إليهم تحصيل حاصل!! إن ما يجرى بالنسبة لأبناء الحظوة فى هذه الكليات يحدث بطريقة فجة فى باقى الوزارات، وهو أن تقرأ فى بعض الصحف و المصالح، أمثال وزارات البترول والعدل والكهرباء..الخ إعلان عن وظائف ويشترط لمن يتقدم إليها أن يكون من أبناء العاملين!! لا أنكر إننا فى الأسرة قد استفدنا من هذا القانون، لكن هذا لا يمنعنى من انتقاده، بعد كل هذا دعك من التعديلات الدستورية وحق المساواة فى الوظائف، دعك أيضا من مبدأ المواطنة، الذى نص عليه الدستور فهو معطل من هذه الزاوية . إذاً نحن أمام جيل كامل فاسد بالوراثة، فما حدث فى لجان الثانوية العامة بمحافظة المنيا سابقا من تسريب لأسئلة الامتحان لأبناء الحظوة من أجل إنجاحهم فى الامتحان، سنرى شباب تخرج وعاش فى ظل مناخ الفساد والغش ترى إذا ما أصبح الواحد منهم قاضيا هل سيعدل بين الناس، وابن الضابط هل سيقوم بتنفيذ القانون على أكمل وجه؟! أشك فى هذا.

المشكلة أكبر من ذلك، إننا فى مصر نقوم بتوريث المناصب الخطيرة للأبناء، مع أنه فى جميع دول العالم المتقدم هذه المناصب تكون خطيرة جدا للأمن القومى لا يشغلها الإنسان إلا بعدما يمر على العديد من الاختبارات النفسية والبدنية والعقلية، أما عندنا لعدم وجود مثل هذه الاختبارات وعدم وجود الشفافية، أصبح أمراً طبيعيا أن ترى ضابطا منحرفا ودكتورا فاسدا، إذاً سيكون عليه مستقبل مصر!! إذا كان من يحكموا البلد أتوا بالغش والتدليس أعتقد أن البلد ستسقط سقوطا مروعا إلى الهاوية وهذا ما يقلق الجميع.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة