عبد اللطيف فؤاد يكتب: ومين ينصفك يافلاح أرضنا المظلوم؟!

السبت، 24 أبريل 2010 11:12 ص
عبد اللطيف فؤاد يكتب: ومين ينصفك يافلاح أرضنا المظلوم؟!

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الفلاح المصرى هو عمود التقدم الفقرى ومخزن الطعام الكبير للدولة والمجانى، فلاح هذا العصر تم إعدامه شنقًا فى غرفة إعدام الاستعمار، أقصد الاستثمار فى هذه السنين بلا جريمة ارتكبها ولا جثة لقتيل ولا تحقيق نيابة ولا محام ولا قضاة ولا محكمة، تم قتله فى هذا العصر، عصر الفنانات ولاعبى كرة القدم وفضائح النواب والمرتشين والرياضيين، ومن يهتم بالمسكين الذى لا يعرف الطريق إلى القاهرة كى يتظاهر أو يشكو أو يعتصم، كيف ومن يرعى مواشيه التى تحتاجه كل ساعة وأرضه التى لا تنام إلا إذا قبّلها؟!

ففى هذه الأيام ماتت مياه الرى، ولو نزلتم إلى معظم الأرياف لرأيتم المسكين يروى أرضه بدموعه فى عز النهار وتحت لهيب الشمس كى لا يموت جوعًا، هو وأطفاله ومواشيه مصدر اللحوم لأصحاب أوردرات اللحوم بآلاف الجنيهات، وهو يعتمد على بيضة أو اثنتين من دجاجاته الطيبات فى الحصول على البروتين.

ولن أتكلم هنا عن سهره ليلا طوال الشتاء عاصمة البرد القارس ينتظر وصول مياه الرى كى يروى أرضه، ومياه الرى تعانده ولا تصل الآن إلا فى الأعياد وتنعم معظم أراضى المستعمرين الجدد بأنهار المياه، وهى التى لا تنتج إلا الهواء وبعض الفواكه.

ولن أتحدث عن سهره فى الناموس فى الصيف، الناموس يا سادة ويا حكام الوطن ينهش لحمه فى الصيف ويصيبه بكل الأمراض بسبب استشهاد مياه الرى، وخاصة فى أجود الأراضى الزراعية فى الدقهلية كغزالة السنبلاوين، ومن يشعر به فى الصيف ومعظم المسئولين فى المصايف داخليا وخارجيا، والفيلات والشاليهات بساتينها تزهق من كثرة المياه المعدنية والبيبسسى ومياه الرى، فأين العدالة يا رفاق، وطنى وأبناء شعبى فلاح فقير يفترسه الناموس ليعيش على لحمه وعظامه، وآخرون يقضون نهارهم وليلهم على الشواطئ، وأنا أعرف الحياة على الشواطئ جيدا وليلا تذوقتها فقط.

وبعد هذا العناء والفناء فى الصيف والشتاء يخرج محصول الفلاح البسيط، ونشم فيه رائحة العرق والدم من شدة التعب، ويحاول المسكين بيع محصوله، فكيف ولمن وأين ومتى يبيع؟
يخرج طن الأرز مثلا من الفدان بمصاريف حوالى 600 جنيه من تقاوى وسماد وحصاد وسولار وزيت لماكينة المياه، فما ثمنه عند البيع؟ ثمنه 800 جنيه. أى الفلاح فدانه محصوله 3 أطنان أرز يصرف عليهم 1800 جنيه لحين دخوله المنزل، ويبقى له حوالى 600 جنيه فقط هم أجر تعبه طول العام بعد بيع المحصول.

ومطلوب منه أن يدفع فواتير كهرباء وتليفون ومياه ومدارس ودروس غير المرض وتكاليفه وكلها أمراض كبد وفشل كلوى من سوء مياه الشرب وغير شراء الخضار، طيب يعيش ازاى؟ أجيبى على يا عاصمة الرجال.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة