د . مصطفى سعيد يكتب: الجريمة الكبرى

السبت، 24 أبريل 2010 11:02 ص
د . مصطفى سعيد يكتب: الجريمة الكبرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هناك جريمة ارتكبت وترتكب يوميا فى حق مصر والمصريين وهى صرف مياه الصرف الصحى على البحيرات الشمالية.

ففى الوقت الذى تطورت فيه تقنيات تنقية المياه فى جميع أنحاء العالم لتنقية مياه الصرف الصحى نجد أننا نهدرها بصرفها على البحيرات الشمالية التى أصبحت بعد 30 سنة من صرف ملايين الأمتار المكعبة على هذه البحيرات عبارة عن بكبورتات وبذلك أهدرنا مياه الصرف الصحى التى بلغت 12 مليار متر مكعب فى السنة تمثل 10% من مواردنا وأهدرنا فى نفس الوقت أهم مورد للأسماك وهو البحيرات الشمالية التى كانت تمد مصر بـ60 % من إنتاجها من الأسماك وتعيش عليها أكثر من 500 ألف أسرة كانت حياتها فى بحبوحة من العيش وتحولوا إلى فقراء أو مسجونين نتيجة ذهابهم إلى أبعد الدول للصيد فى مياهها.

إن من ارتكب جريمة توجيه مسار مياه الصرف الصحى إلى البحيرات الشمالية يجب أن تتم محاكمته محاكمة علنية ويوقع عليه أقصى الجزاء فإن 80% من سكان البحيرات الشمالية مصابون بأمراض السرطان والفشل الكلوى وفيروسات الكبد بأنواعها حيث إن هؤلاء يعيشون فى جزر داخل البحيرات وطعامهم الوحيد هو السمك والأرز.

وفى الوقت الذى يعتبر العالم فيه مياه الصرف الصحى مصدر ثروة بعد تنقيتها بوسائل بسيطة فقد تم اكتشاف بعض أنواع البكتريا التى تنقى هذه المياه لتعيدها إلى طبيعتها وبعد ذلك تستخدم فى زراعة بعض الأنواع التى لا تستخدم مباشرة فى تغذية الإنسان أو تستخدم فى زراعة الأشجار الخشبية وبعضها غالى الثمن مثل الماهوجنى أو زراعة أشجار الجتروفا التى يستخرج منها زيوت الوقود الحيوى وهى غالية الثمن، نجد أننا نهدر هذه المياه فبدلا من أن نوجهها للصحراء لنزرع بها ملايين الأفدنة ونشغل الشباب ونحصل منها على عائد اقتصادى كبير نجد أننا نستخدمها فى إضاعة أهم مصدر للثروة السمكية فى مصر وهو البحيرات الشمالية التى كانت تأتى إليها أسماك الثعابين كل عام من خليج المكسيك بأمريكا ويأتى اليابانيون ليشتروها من مصر وتأوى إليها الأسماك البحرية من أفخم الأنواع كالدنيس والقاروص، وكانت مصدر دخل مميز لآلاف الأسر من المصريين أفسدنا عليهم حياتهم وحولناهم إلى فقراء يلقون بأنفسهم إلى الجحيم للصيد بأقصى سواحل الدنيا ليتحولوا إلى سجناء أو أسراء بدلا من أن يظلوا يعانون من الفقر والبطالة .

أرجو طرح هذا الموضوع بقوة وأن يكون على رأس الاهتمامات خاصة فى برامج الأحزاب التى تريد أن تضع حدا لما نحن فيه، فليس هناك أمل غير التغيير بعد أن عانينا من الحكومات المتتالية التى عتت فى الأرض فسادا وأهدرت مواردنا وأصابتنا بالسموم والأمراض وجعلتنا فى أواخر دول العالم بعد أن كنا نسبق الجميع.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة