حسين اليمانى يكتب:جريمة الاغتصاب.. مسئولية من؟

السبت، 24 أبريل 2010 12:45 م
حسين اليمانى يكتب:جريمة الاغتصاب.. مسئولية من؟

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
باتت أخبار التَّحرش الجنسى فى مصر مسلمات لا تخلو منها صحفنا صبيحة كل يوم، وصار الأمر مألوفًا لدى الأسماع فما عادت الوجوه تتمعر عند سماعها..

لكن الأدهى والأمرّ- هنا- أن الأمر تحوَّل إلى ورم سرطانى خبيث يفت فى عضد المجتمع، وينال من أمنه واستقراره فقد تحول من تحرش بمضايقة فى طريق أو كلمة فى هاتف أو حتى ملامسة خاطفة إلى نهش أجساد ووأد براءة وانتهاك حرمات.

فبتنا كل يوم نسمع عن أسيرة تقتاد لسجن مظلم من الإهانة والظلام الدامس عن مغتصبة الكرامة والعفة مغتصبة الشرف فيا أيها المغتصب، يا أيها المجرم فى حق نفسه وأمه وأخته، يا من حوّلت حياتنا إلى غير مأمن ونفثت سمومك فى جسد الوطن فبات مكلومًا حزينًا، يا من قتلت أحلامًا ونزعت براءة ولوثت شرفًا وألحقت بطاهرات عارًا، ماذا جنيت مما فعلت؟ وماذا أنت قائل لربك غدًا؟

لا ينكر عاقل أن الزنا من الأمراض الاجتماعية الفتاكة ولا جدال فى كونه أم الكبائر فى العقائد السماوية برمتها؛ لكن أرانى إذا وضعت الزنا بما يحويه من خبث بل رغم كونه الخبث نفسه فى كِفة ميزان ووُضع الاغتصاب فى الأخرى لرجحت كِفة الاغتصاب إثمًا وخطرًا وجريرة.

وإنّى لأعجب من الذين يتجردون من كل إنسانية حين يبحثون عن علاقات آثمة؛ أما يجدون عاهرات ولا يخلو منهن مجتمع مهما بلغ طهره، أما يجدون فى هؤلاء كفاية لإشباع غريزة فاسدة فى غير ما أحلّ الله؟

لماذا يلجأ هؤلاء إلى هتك أعراض لا يميل أربابها إلى بغى أو سفور فتلك بكر فى ريعان شبابها وكامل نضارتها تقتل غدرًا براءتها، وهذه زوجة وتلك أم يُؤخذن غدرًا فى بيوتهن بل والأصعب أثرًا أنّ الأطفال لم ينجوا من معارك لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
تلك الظاهرة الكالحة فى حاجة إلى دراسة عميقة ومستفيضة، وليست كافية مناقشات الإعلام- إن علا قدرها- فى إحداث تغيير حقيقى.

وإنّى لأسأل: أليست تلك الجريمة النكراء بما تحمله من نتائج وخيمة على المستويات كافة تستحق أن يعقد مؤتمر موسع يشارك فيه كل أصحاب العلوم التى لها علاقة بالأمر ولو بسيطة؟!!! وليكن للمؤتمر صفة بحضور وتمثيل رسمى من كل الجهات المعنية وليشارك رجال الدين وعلماؤه وعلماء النفس والاجتماع وغيرهم، ولا ننسى أن الشهرة قادرة على إحداث الفارق؛ فلا ضير أن يُستعان برجال الفن والرياضة فى حملة أظنّها أحد نتائج المؤتمر حال انعقاده.

وأتوجه بالدعوة للمؤتمرين حينها أن تتم دراسة كافة جوانب القضية وتحريك آليات فاعلة لها صفة، ويلحقها متابعة قوية للقضاء على داء عضال ينخر فى عظام أمتنا يوما بعد يوم بصورة أقبح وأشد.

وأحذر من خطورة التناول الإعلامى بطريقة صراع الأيدلوجيات المتغايرة وكأنه صراع أفكار يحاول كل طرف أن يكسب أرضا جديدة على أطلال عفة الأمة وشرف نسائها.

وإن كانت كلمة تقف كغصة فى حلقى أقولها لأستريح: لا بارك الله فيك أيتها العولمة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة