مر يوم 19 إبريل الماضى خمس سنوات على اعتلاء البابا بندكتوس السادس عشر السُدة الباباوية خلفا لطيب الذكر البابا يوحنا بولس الثانى، ورغم مرور 5 سنوات فقط، ورغم سنه المتقدمة «83 سنة» إلا أننا نشكر الرب على شخص قداسة البابا بندكتوس السادس عشر الذى يقود سفينة الكنيسة عبر عواصف من الجحود وعدم الإيمان والاستهلاكية البغيضة، وتهديدات لقداسة الزواج والعائلة وغيرها، ويهاجم البابا من بعض المفكرين الذين يطلقون على أنفسهم صفة الليبرالية، ومن بعض الصحف ووسائل الإعلام، وكما قال قداسته فى إحدى خطبه الباباوية الأولى: «على البابا أن يطيع كلمة الله» العالم لا يدرك أن خدمة البابا هى أن يكون سلطة تعليمية، ينطق بأحكام كلمة الحق المستمدة من الكتاب المقدس، والكتاب المقدس هو البرنامج الذى على البابا والمطارنة والكهنة أن ينشروه.
فلا يمكن أن يوافق البابا على زواج المثليين، أو يبيح الإجهاض أو يصرح باستعمال الواقى الذكرى بدلاً من التحلى بالعفة، تحت دعوى محاربة مرض الإيدز، وفى الحوار مع الأديان الأخرى أو الكنائس والجماعات المسيحية الأخرى، ينادى قداسة البابا بندكتوس السادس عشر، بأن يكون الحوار صريحاً وعميقاً، ويحترم الآخر، وليس حواراً «سطحياً تليفزيونياً» ومن صميم خدمة البابا أن يجمع الشمل على مثال الراعى الصالح الذى يبحث عن الخروف الواحد الضال، وهذا ما فعله عندما سمح برجوع كثير من الذين انتموا لجماعة المطران السابق مارسيل لوفيفر، وأيضا السماح بالعودة للانجليكان الذين يريدون الشركة مع الكنيسة الكاثوليكية، فعادوا بتقاليدهم وليتورجيتهم.. إن جماعية الكنيسة تسمح بتعدد الطقوس والنظم ما دامت لا تمس العقيدة، كما هو الحال مع كنائسنا الشرقية التى يكن لها قداسة بابا احتراما كبيرا، فيستشهد ويدرس فى عظاته لآباء الكنيسة الشرقيين وهو الداعى لسينودس خاص بالشرق الأوسط والذى سينعقد فى أكتوبر القادم إن شاء الله.. وقداسة الباب فى 5 سنوات أصدر 3 رسائل باباوية جميلة وعميقة جداً، كما أصدر كتابا عن حياة «يسوع الناصرى» وقام بزيارات عديدة للخارج، نذكر منها فرنسا وبولندا ومالطا والبرازيل واستراليا وباراجواى والولايات المتحدة الأمريكية والأراضى المقدسة والتشيك وألمانيا، وفى كل زيارة يلتقى بالشباب ليقويهم ويثبتهم، كما نشيد بشجاعته، لأنه اعتذر باسم الكنيسة عن الأخطاء التى ارتكبها بعض الكهنة، ولم نجد مؤسسة دينية أخرى فعلت ذلك من قبل، وأخيراً وليس آخراً.. ندعو لقداسة البابا بالصحة وطول العمر، وعلينا أن نتتبع أكثر وأكثر أعماله وخدمته.
المتحدث الإعلامى باسم الكنيسة الكاثوليكية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة