منذ القدم و نحن هنا فى مصر والوطن العربى كله لدينا نظرة خاصة بعض الشئ نحو الهنود، كما أن معلوماتنا عنهم قليلة أيضا.
فكل ما نعلمه عن الهند هو: المهارجا الهندى الذى يمتلك الجوهرة الثمينة والفريدة من نوعها فى العالم، و البخور الهندى، و الدراجات الهندية الصنع، والأفلام الهندى المليئة بالأكشن والإثارة، ــ و مازحاً ــ التمر هندى أيضاً.
و قد تولدت فكرة عن الهنود بأنهم قليلى الخبرة والحنكة، فعندما تحاول الإيقاع بشخص ما فى شرك النصب أو الاحتيال، ويكتشف حقيقة الأمر ويكشف تلك الخديعة يكون أول تعليق له: ( هو أنا رابط الفيل بره ؟! ) أو ( هو إنت فاكرنى هندى؟! ).
و فى عهد عبد الناصر كانت هناك مزحة ــ أو ربما كانت حقيقة ــ تقول : إن المهاتما غاندى عندما زار مصر، وعند لقائه مع عبدالناصر، قد أبدى استياؤه من سخرية المصريين من الهنود ببعض المقولات المذكورة سلفاً، وطالبه بفرض غرامة على من يستخدم هذه العبارات التى تسئ للهنود، على أن تحصل تلك الغرامات وترسل إلى الهند كنوع من رد الاعتبار.. فما كان من عبدالناصر سوى أنه قال: ليه؟ هو انت فاكرنى هندى؟!
هذا ما تعرفه أنت عن الهند كما أعرفه أنا، وربما أنت تعرف أكثر من ذلك بكثير.. لكن ما لا نعرفه ــ سواء عمداً أو جهلاً ــ هو أن الهند ذات ثانى أكبر تعداد سكانى فى العالم، قد استطاعت أن تصبح قوة إقليمية ودولية فى غضون سنوات معدودة، استطاعت أن تدشن المصانع والمؤسسات على بعض أمتار قليلة من أحياء الصفيح، استطاعت أن تروض الطاقة النووية للاستخدامات العسكرية وكذلك الطبية وفى مجال الطاقة تماما مثلما يروض فقراؤها الأفاعى والثعابين السامة والأفيال.
استطاعت أن تغزو الأسواق العالمية بمنتجاتها الصغيرة والمتوسطة والثقيلة ، أصبحت قاعدة هامة لإنتاج برمجيات الحاسوب وسوقاً ضخمة فى مجال الاتصالات ونظم المعلومات.
إنتاجها يبدأ من إبرة الحياكة وحتى الصواريخ الحاملة للرؤوس النووية العابرة للقارات، استطاع شعبها معظمه تحت خط الفقر، يعانى من المرض والجهل، أن يصبح فى طليعة شعوب العالم.. و أن يغزو أبناؤها ميادين العلم والفن والثقافة والرياضة، أعتقد أن الحديث عن الهند وإنجازاتها قد يحتاج إلى مقالات وصحف بأكملها.. لكن مجازاً يمكننى اختصار ذلك بالقول: ليتنى كنت هندياً!.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة