محمد إنسان عجيب وغريب يبلغ من العمر 14 عاماً تقريباً، الأم تشكو منه والأب يشكو منه والأخوات يشكين منه، يقوم بفعل أشياء غريبة لا أدرى لماذا يقوم بها؟ ربما لأنه وُلِد وحيدا له أخوات ثلاث هو أصغرهم، عانت أمه منه كثيراً ومازالت تشتكى منه ولكن لا حياة لمن تنادى.
بعد أن تكلمت الأم معى بخصوص هذا المراهق محمد، وما يقوم به، الأمر الذى أدى إلى تأخره فى الدراسة وحصوله على درجات ضعيفة ورغبته الجامحة فى الاستقلال وعدم تنفيذ ما يُطلب منه، قمت بقراءة بعض المقالات والتحقيقات والموضوعات التى تتحدث عن المراهقة فعلمت الآتى:
المراهقة هى مرحلة من أخطر المراحل التى يمر بها الإنسان وهى تتسم بالتجدد والاستمرار، وهى تنقل الإنسان من الطفولة إلى الرشد، وتحدث معها بعض التغيرات فى مظاهر النمو المختلفة "الجسيمة والفسيولوجية والعقلية والاجتماعية والانفعالية والدينية والخُلقية".
والمراهقة فى علم النفس هى الاقتراب من النضج الجسمى والعقلى والنفسى والاجتماعى، ولكنه ليس النضج نفسه ولا يصل إليه إلا بعد سنوات كثيرة قد تصل لـ10 سنوات.
وعلمت أن مراحل المراهقة ثلاثة.. الأولى من 11-14 عاماً وتتميز بالتغيرات البيولوجية السريعة.. ومرحلة المراهقة الوسطى من 14-18 وهى مرحلة اكتمال التغيرات البيولوجية.. ومرحلة المراهقة المتأخرة من 18-21 عاما ويصبح الشاب فيها إنساناً راشداً بالمظهر والتصرفات.
وقرأت أن مشاكل المراهقة تتمثل فى انسحاب المراهق من مجتمع الأسرة ومجتمع الأصدقاء ويفضل الانعزال والانفراد بنفسه، وقد يميل للعدوانية فيتسم سلوكه بالعدوان على نفسه وعلى غيره من الناس والأشياء، وقد يعانى المراهق من صراعه بين الاستقلال عن الأسرة والاعتماد عليها فى آن واحد، والصراع بين الطموحات الزائدة التى يريد أن يحققها ويحظى بها وبين التقصير فى الواجبات التى يجب أن يقوم بها، والصراع بين الغرائز الداخلية وبين التقاليد الاجتماعية، هذا بالإضافة إلى شعور المراهق بأن والديه لا يفهمانه فنجده يحاول الانسلاخ من رغبات الوالدين كوسيلة منه لإثبات تفرده، ومن مشاكل المراهقة أيضاً الخجل والانطواء، وذلك نتيجة للتدليل الزائد أو القسوة الزائدة.
وعن طرق علاج المشاكل عرفت الكثير ومنها:
الأهم على الإطلاق هو تعويد الأبناء على القرب من الله باتباع ما أمر به الله ورسوله، وتعليمهم المحافظة على الصلاة فى أوقاتها، والعمل على إشراك المراهق فى المناقشات العلمية المنظمة التى تتناول علاج مشكلاته وتعويد المراهق أيضا على طرح مشكلاته وعدم الخوف والخجل والالتزام بالثقة والصراحة، وإحاطة المراهق علماً بالأمور الجنسية عن طريق التدريس العملى الموضوعى، والاهتمام بتشجيع النشاط الترويحى الموجه والقيام بالرحلات والاشتراك فى الأندية ومعسكرات الكشافة والمشاركة فى مشروعات الخدمة العامة، وعدم إجبار المراهق على رأى وعادة وتقليد معين، وتكوين علاقة حميمة عن طريق تبادل الخواطر ونقل الخبرات عن طريق لغة الصداقة لا عن طريق لغة ولى الأمر، وإحلال الحوار الحقيقى بدل التنافر والصراع والاغتراب المتبادل، ولابد من تفهم وجهة نظره فعلا لا شكلا بحيث يشعر المراهق بأنه مأخوذ على محمل الجد ومعترف به وبتفرده واحترام أسراره وخصوصياته وعدم السخرية منه.
وأختم بأنه لابد أن يعى كل منا أن المراهق بحاجة إلى خمسة أشياء هى الحاجة للحب والأمان والحاجة إلى الاحترام والحاجة إلى إثبات الذات والحاجة للمكانة الاجتماعية والحاجة للتوجيه الإيجابى، وهذا لا يأتى إلا عن طريق الحوار والتحلى بالصبر واحترام استقلالية المراهق وتفكيره، والتعامل معه كشخص كبير وغمره بالحنان وشمله بمزيد من الاهتمام.