فى ذروة الجدل الدائر حول الحظر التام للنقاب فى فرنسا والذى يؤيده الرئيس نيكولا ساركوزى، تعرضت سيدة تبلغ من العمر 31 عاما لغرامة مادية فى مطلع شهر إبريل عندما كانت تقود سيارتها بدعوى القيادة فى ظروف غير مريحة وسهلة نتيجة ارتدائها النقاب الذى يحد من مجال الرؤية أمامها، وفقا لصحيفة "لوفيجارو".
وبحسب ما تروى هذه المواطنة الفرنسية لـ"وكالة فرانس برس" والتى ترتدى النقاب منذ تسع سنوات، فقد أوقفها اثنان من رجال الشرطة أثناء قيادتها لسيارتها فى أحد شوارع مدينة نانت يوم 2 إبريل. فقامت بإطلاعهم على رخصة القيادة وأوراق السيارة، كما كشقت لهما عن وجهها حتى يتمكنا من التحقق من هويتها.
وعندها قال لها الشرطى بأنه سيحرر لها محضرا بغرامة قيمتها 22 يورو لأن ملابسها غير ملائمة للقيادة بدعوى أن النقاب يؤثر على جودة مجال الرؤية أمامها. أجابت عليه بأنه لا يملك الحق فى ذلك، وأن تصرفه هذا يدل على تمييز واضح. وقد رفضت هذه السيدة دفع الغرامة وأرسلت يوم الخميس مذكرة إلى النيابة العامة باعتراضها على هذا الأمر.
ومن جانبها دافعت إدارة الأمن العام عن تصرف الشرطى، مؤكدة أنه كان يؤدى عمله، وأنه قد رأى فى ظل تلك الظروف أن القيادة بالنقاب الذى لا يكشف سوى عن العينين تشكل خطرا على الأمن والسلامة فى الطريق العام لأنه يحد من مجال الرؤية، لاسيما وأن قانون المرور ينص على أنه يجب على أى سائق سيارة أن يكون على الدوام فى وضع أدء مريح وسهل للقيام دون تأخير بأى حركة أو مناورة قد تطلبها الظروف أثناء القيادة.
فى حين أن محامى السيدة قد أكد على عدم وجود ما يبرر هذه الغرامة من حيث السلامة على الطرق وأن فرض هذه الغرامة يمثل خرقا لحقوق الإنسان والمرأة، كما أن ارتداء النقاب فى الأماكن العامة ليس محظورا بعد، مشيرا إلى أن مجال الرؤية أمام سائق دراجة نارية يرتدى خوذة مثلا هو أقل بكثير من وضع سيدة ترتدى النقاب. ويضيف المحامى أن هذه السيدة امرأة لا ترتدى النقاب لأنها مجبرة على ذلك، ولكنها امرأة مثقفة ترتديه بإرادتها.
ومن جانبها تشير صحيفة "لوباريزيان" إلى أن هذه الواقعة لن تؤدى إلا إلى إثارة الجدل حول ارتداء النقاب، وخصوصا فى حالة هذه السيدة، وهى زوجة إسلامى معروف فى نانت بحسب مصادر شرطية، لأنها كانت ترتدى النقاب داخل سيارتها، أى داخل نطاق محيط خاص.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة