بداية أنا لا أقصد الدفاع عن أيدلوجية ما، ولا أريد مهاجمة أحد، ولا أريد حتى الشهرة من كتابة هذه السطور، ولكن كل ما أريده هو توضيح الحقائق، فى وقت اختلطت فيه الأمور والمفاهيم، وأصبح الناس حيارى وما هم بحيارى، ولكن "السُـكْر الإعلامى" شديد.
ففى مقال للأستاذ محمود جاد تحت عنوان "حماس.. والتطبيع على ضفاف "الصرف الصحى"، المنشور بموقع اليوم السابع الإلكترونى ذكر الكاتب أنه "كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية النقاب عن قيام حكومة حماس" بإرسال "بعثة مهندسين رى قاموا بزيارة محطة تنقية المياه والصرف الصحى بمنطقة جوس دان، بهدف الاستفادة من الخبرات الإسرائيلية فى هذا المجال، وتحويل مياه الصرف إلى مياه صالحة للاستخدام الآدمى...".
وذكر أيضا "لم تقدم إسرائيل على تلك الخطوة أملاً فى انفتاح سياسى مع الحركة المسيطرة على قطاع غزة، ولكن خوفاً من انهيار أحواض تجميع مياه الصرف الصحى فى القطاع وتسرب هذه المياه إلى جنوب إسرائيل ورغم نفى حركة حماس للواقعة، إلا أن مصلحة المياه ببلديات الساحل بقطاع غزة أكدت صحة المزاعم الإسرائيلية"، وهذا ما ذكره الكاتب بالضبط.
وإننى فى هذا السياق أكشف ما وقع فيه الكاتب من سقطات منها أولا: اعتمد الكاتب فى مصادره على "وسائل إعلام إسرائيلية" ولم يذكر اسم الجريدة أو القناة التى ذكرت الحادثة، ثانيا لم يذكر متى حدثت الواقعة، فضلا عن أنه لم يكلف نفسه العناء بالاتصال بأحد قادة حماس، أو حتى أحد قادة الإخوان بمصر، ليستفسر منه عن هذه الواقعة، ولماذا أقدمت الحركة على هذه الفعلة، ليعرض ما توصل إليه من نتائج، أى أنه سيّـر المقال فى اتجاه واحد، ولم يطرح وجهة النظر الأخرى، فهذه "إكسسوارات العمل الصحفى"، لا بد منها، وهذا أولا.
ثانيا وبالمناقشة مع أحد قادة الإخوان – رافضا ذكر اسمه - للاستفسار عن الحادث قال، ولنفترض أن الواقعة قد حدثت فعلا، ما المانع من أن تقدم الحركة على هذا، لأن هذا من قبيل "المصلحة العامة"، بمعنى أنك مثلا مريض بمرض ما، ولا يوجد دواء يعالج هذا المرض غير تناول الخمر كدواء، لأن فيه مادة تعالج هذا المرض، لذا فنحن أمام أمرين كلاهما مفسدة "الموت وشرب الخمر"، غير أن هناك مفسدة أقل خطرا من الأخرى، لذا فطبيعى أن تشرب الخمر، رغم أنه حرام، لدفع الموت.
وهذا ما حصل بالفعل فالمصلحة تقتضى أن تتعامل مع العدو، "ولا يعد هذا تطبيعا"، لأنه فى حالة عدم التعامل مع العدو سيغرق أهالى غزة، خصوصا أنهم فى مرحلة إعمار ما بعد، ولا يملكون الخبرة أو المال لتنفيذ هذا المشروع الضخم، فضلا أنه كثيرا ما يتم التنسيق بين الحركة والصهاينة فى الأشياء الإستراتيجية مثل الكهرباء والماء ولا يعد هذا تطبيعا، لأن هذه الأشياء متعلقة بالمصلحة العامة.
ثانيا اعتمد الكاتب فى مصادره على "وسائل إعلام إسرائيلية" ولم يذكر اسم الجريدة أو القناة التى ذكرت الحادثة، ثانيا لم يذكر متى حدثت الواقعة، فضلا عن أنه لم يكلف نفسه العناء بالاتصال بأحد قادة حماس، أو حتى أحد قادة الإخوان بمصر، ليستفسر منه عن هذه الواقعة، ولماذا أقدمت الحركة على هذه الفعلة، ليعرض ما توصل إليه من نتائج، أى أنه سيّـر المقال فى اتجاه واحد، ولم يطرح وجهة النظر الأخرى، فهذه "إكسسوارات العمل الصحفى"، لا بد منها، وهذا أولا.
ثالثا إن رئيس البلديات "منذر شبلاق" الذى اعترف بالواقعة لا يمت بصلة لحماس مطلقا، لأنه اعترف - وفق تصريحات موقع "فلسطين اليوم" التابع لحكومة حماس - وقال "نحن موجودون قبل تشكيل الحكومة، ونعمل بشكل مستقل والجميع يعرف ذلك"، وأيضا قال: "أى سرية اعترت الزيارة المذكورة؟؟، مستغرباً إثارة الإذاعة الإسرائيلية لهذا لأمر"، إذن الأمر معلن وليس سرا، وبعيد كل البعد عن حكومة حماس، وفى الوقت نفسه استغلت "الصحف الإسرائيلية" وألصقتها للحركة، وقالت الأخيرة وفقا لموقع "فلسطين اليوم": "إن المزاعم الصهيونية تأتى فى إطار الحملة الإعلامية المكشوفة والمشتركة بين الاحتلال، وللأسف جهات فلسطينية باتت معروفة للجميع لتشويه صورة الحكومة ومؤسساتها، إن الهدف من تسريب مثل هذه الإشاعات والافتراءات هو "التشويش على عمل المؤسسات الحكومية والتأثير على خدماتها التى تقدمها للجمهور رغم كل ما يحيط بقطاع غزة من حصار ومؤامرات، إضافة إلى صرف الأنظار عن إضراب ومعاناة الأسرى ومخططات الاحتلال فى تهويد الأراضى والمقدسات ومعاناة شعبنا اليومية من ممارسات الاحتلال فى الضفة الغربية وقطاع غزة".
وأخيرا فإننى أتشكك أصلا فى وقوع الحادثة الخبر، لأنه بالعقل هل إسرائيل التى تحتل مرتبة متقدمة فى التسليح، وتمتلك أسلحة نووية، ويمولها السيد الأمريكى، وهو من هو، تستعصى أن تسد مواسير صرف صحى؟؟؟؟؟
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة