وإنما لضعف بصره..

سلماوى: نجيب محفوظ لم يطلق لحيته تديناً

الجمعة، 23 أبريل 2010 02:16 م
سلماوى: نجيب محفوظ لم يطلق لحيته تديناً الكاتب الكبير نجيب محفوظ
كتب وجدى الكومى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الكاتب محمد سلماوى رئيس اتحاد الكتاب، إن نجيب محفوظ لم يطلق لحيته فى آخر أيامه تصوفاً أو "دروشة"، وإنما لأن حلاقة ذقنه لم تكن سهلة نظراً لضعف بصره، فالمسألة تتعلق بالحلاق أكثر منها تديناً.

جاء ذلك أثناء عرض سلماوى لبعض الصور النادرة لمحفوظ، خلال الاحتفالية التى أقامتها دائرة الثقافة والفن بالاتحاد الأوروبى لنجيب محفوظ أمس فى الجامعة الأمريكية، والتى تحدث فيها سلماوى عن ذكرياته مع الكاتب الراحل، قائلاً إن نجيب محفوظ أول صوت عربى طالب بدولة فلسطينية لأول مرة أمام محفل عالمى أثناء تسلمه جائزة نوبل للآداب، وتابع سلماوى: أصر الروائى الكبير نجيب محفوظ على أن يخصص فقرة كاملة فى خطاب نوبل طالب فيها بدولة فلسطينية وكان ذلك للمرة الأولى، حيث كان الحديث دائما عن حقوق الشعب الفلسطينى.

وتطرق سلماوى فى الحديث عن ذكرياته مع الروائى الكبير نجيب محفوظ، مؤكداً على أنه كان يتخوف من السفر، ولم يقم فى حياته سوى بثلاث رحلات خارج مصر، وعندما وصله خطاب أكاديمية نوبل السويسرية يؤكدون فيه على أن الجائزة شخصية، ويجب أن يتسلمها بنفسه أو إيفاد نائب عنه، وقد اختارنى محفوظ لتسلم الجائزة.

وأضاف سلماوى: كنت وقتها وكيلاً لوزارة الثقافة وعندما وقع اختيار محفوظ علىّ لأتسلم الجائزة، أعلمته لجنة نوبل أن الجائزة لا يجوز أن يتسلمها شخص رسمى ينتمى إلى إحدى الحكومات، فأصر محفوظ على أن يكون سلماوى هو من يتسلمها نيابة عنه، مؤكداً أنه سيتسلمها بوصفه كاتباً، وليس بصفته الرسمية.

وقال سلماوى: استاء الكثيرون من إختيار محفوظ لى وهاتفوه ليبدوا اعتراضهم على ذلك، لكنه أجابهم بأنه اختارنى لأنه أراد أن يمد يده بالجائزة كنوع من التشجيع للأجيال الشابة، ورغبته فى أن يوجه رسالة للعالم يقول فيها أن الأدب فى مصر لم يتوقف عند نجيب محفوظ.

وأشار سلماوى إلى تخوفه من النفوذ اليهودى فى السويد وربما يدفعوا القائمين على لجنة نوبل للاعتراض على خطاب محفوظ والذى يطالب فيه بالدولة الفلسطينية، مؤكداً على أنه حاول التهرب من الاتصال بمندوب اللجنة الذى ترك له رسالة فى فندق "جراند أوتيل" يطلب منه الإتصال به فور وصوله أستوكهولم، وقال سلماوى : لكنه أتصل بى بالفعل وأبلغنى برغبته فى مراجعة فقرة من فقرات الخطاب، فأجبته: لست مفوضاً بتعديل حرفاً فى خطاب الأستاذ الكبير نجيب محفوظ، لكنى مفوضا فقط باستلام الجائزة، فأجابه مندوب اللجنة: إذا أردت يمكننا أن نتصل بالأستاذ محفوظ فى مصر، فمنعه سلماوى متحججا بأن محفوظ ينام مبكراً، وسأله: ما الفقرة الذى تعترض عليها؟ فأجابه المندوب: الفقرة التى يتوجه بالشكر فيها إلى أكاديمية نوبل لأنها منحته الجائزة، فعقب سلماوى: بس كدا، غير اللى أنت عاوزه.

فيما أشار الناقد الكبير محمد عبد المطلب فى كلمته إلى أن نجيب محفوظ هو الروائى الأول فى العالم العربى، وأحد أكبر الروائيين العالميين فى العالم كله، مشيراً إلى أن نجيب محفوظ ولد فى أخصب مرحلة زمنية مرت بها مصر، حيث افتتحت الجامعة قبل مولده بثلاث سنوات، عام 1908، كما زاد الوعى فى المجتمع المصرى وبلغ ذروته عام 1919، وظهرت بوادر تؤكد أن الثقافة العربية بصدد استقبال فن أدبى جديد، وهو فن الرواية فجاءت رواية زينب عام 1914، وقال عبد المطلب: كل هذا كان امتداداً لنجيب محفوظ الذى أطل عليه من شرفة بيته فى حى الجمالية.

وتطرق عبد المطلب إلى نواحى جمالية فى إبداع نجيب محفوظ، وتأثره بالدرس الفلسفى وحرصه على الإطلاع على الإبداع العالمى مترجماً، وختم عبد المطلب: نحن كما نفخر بأن عندنا الهرم وأبو الهول، نفخر أيضا بأن عندنا نجيب محفوظ.

وعقب كلمة عبد المطلب عرض سلماوى مجموعة من الصور النادرة لمحفوظ مع الرئيس مبارك، مشيراً إلى أنه لم يلتق خلال حياته بالرئيس جمال عبد الناصر، أو الرئيس السادات، وعلق سلماوى على صورة أخرى لمحفوظ وهو يتقلد قلادة النيل، مؤكدا على أن هذه القلادة كان بها ميدالية اختفت أثناء الجنازة الرسمية المهيبة التى أقامتها له الدولة، كما اختفت قسيمة زواج محفوظ من منزله ويبدو أن أحد الصحفيين قد سرقها لنشرها فى جريدته.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة