محمد عبد الرحمن

المسلمون هزموا إسرائيل على الـ"فيس بوك"

الجمعة، 23 أبريل 2010 07:27 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ماذا سيحدث لو اجتمع 10 ملايين مسلم فى مكان واحد، الحدث سيكون تاريخيا بكل تأكيد، لكن عندما يكون هذا الجمع موجوداً فقط على الشبكة العنكبوتية التى لم يخترعها المسلمون فإن الصورة تصبح أكثر بشاعة.

نعم الشعوب العربية والإسلامية تعانى من عجز عام لأسباب لا تخفى عن الجميع، العدو معروف لكن الأغلبية تظنه إسرائيل، بينما لو تأمل العرب والمسلمون ما يفعلونه على موقع إلكترونى شهير مثل الـ"فيس بوك" سيدركون أنهم أعداء أنفسهم لا محالة، فلا يوجد فى أى دولة متقدمة فى العالم استغلال سلبى للتكنولوجيا الحديثة كما يفعل العرب، ربما لأن أبناء الدول المتقدمة هم من صنعوا هذه المواقع ويعرفون كيف يستفيدون منها، بينما نحن كمستهلكين نتعامل معها كمن يريد الصعود للفضاء باستخدام القطار، فمن اخترع الـ"فيس بوك" أراده موقعا للتواصل الاجتماعى وتبادل الأفكار والخبرات، لكن المستخدمين العرب بقدراتهم غير المسبوقة على تطوير الاختراعات الغربية حولوه إلى ساحة لممارسة الجهاد بلوحة المفاتيح والمقاومة عبر شاشات الكمبيوتر، ولأننا نتفاخر بالأرقام حتى لو لم تشكل حقيقة على أرض الواقع يتم استخدام الأرقام بغرابة شديدة على الـ"فيس بوك"، فماذا سيحدث لو اجتمع 10 ملايين مسلم داخل مجموعة واحدة "جروب" على الـ"فيس بوك"، هل هذا دليل على وحدة المسلمين مثلا، وهل هناك من اهتم أصلا بمعرفة عدد المسلمين المشتركين فى الموقع الشهير من أصل 300 مليون مشترك حتى الآن، أم أن الأهم أن نسأل أين المواقع العربية فى سباق المواقع العالمية الطاحن بين "فيس بوك" و"جوجول" و"ياهوو"، ولماذا حدد صاحب هذا الجروب رقم العشرة ملايين لماذا ليسوا خمسة مثلا فى البداية، لا أحد يعرف بالطبع، لأن إنشاء "الجروب" يستغرق أقل من ثلاث دقائق، لتنتشر الدعوات كما كانت تنتشر قبل سنوات قليلة رسائل البريد الإلكترونى الدينية المشكوك أصلا فى صحة المعلومات الواردة بها، والكل يضغط على علامة قبول الدعوة ليشعر بعدها أنه مرتاح دينيا، قبل أن يغادر الـ"فيس بوك" عائدا للواقع الذى لا يجتمع فيه المسلمون أبداً، كما تأكد أهل القدس فى الأزمة الأخيرة.

والطريف أن عدد أعضاء جروب العشرة ملايين لا يزيد الآن عن خمسين ألفا فما زال المشوار طويل للوصول للرقم الصعب، لكن هذا الرقم لا يساوى شيئا بجوار "جروب" " 100 مليون شخص يكرهون إسرائيل" أى أن هناك من يتوقع أن يكون ثلث مشتركى الـ"فيس بوك" من كارهى الدولة العبرية، وهذا العدد الضخم الذى يزيد عن عدد سكان مصر لم يظهر منه حتى الآن سوى 20 ألف شخص، لكن صاحب فكرة المجموعة له أن يفخر بكل تأكيد، لأن جمع كل هؤلاء بينما "الجروب" الذى يدعو للوحدة الوطنية فى مصر لا يزيد عدد أعضائه عن 7 الآف، وهكذا هزمنا إسرائيل للمرة الأولى لكن على الموقع الأزرق الشهير الذى يشهد أيضا دعوات لانتفاضة إسلامية ضد مدعى الإلوهية لتنطلق "حملة 20 مليونا لإغلاق "جروب" الكافر الذى يدعى أنه "الله" ويشترك حتى الآن 95 ألف شخص، لا أعتقد أن معظمهم يعرفون الطرق الرسمية لمخاطبة الـ"فيس بوك" لحذف أى "جروبات" مسيئة للدين، كما أنهم لا يعرفون أيضاً أن "الجروبات" المسيئة تنتشر بكثرة الكلام حولها وأن تجاهلها هو الحل الأفضل، لكن الأهم أن كل هؤلاء لا يعرفون أنه قبل عشرين عاما انطلقت انتفاضة حقيقية كان سلاحها الوحيد الحجارة بينما استجاب هؤلاء الآن لانتفاضة إلكترونية لا تنفع لكنها تضر أصحابها بكل تأكيد.

*صحفى بمجلة صباح الخير.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة