الكنيسة.. لتحقيق أقصى استفادة.. البابا يؤكد دعمه لجمال مبارك وسكرتيره يحتفى بالبرادعى

الجمعة، 23 أبريل 2010 12:54 ص
الكنيسة..  لتحقيق أقصى استفادة.. البابا يؤكد دعمه لجمال مبارك وسكرتيره يحتفى بالبرادعى البابا أثناء استقبال البرادعى فى احتفالات عيد القيامة
عمرو جاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄أقباط المهجر سلاح واضح لابتزاز الدولة فى مواسم الانتخابات
◄◄ مع سخونة أجواء المعركة الانتخابية ستبدأ الكنيسة فى طرح مطالبها بقوة

رغم الحنكة السياسية التى يتمتع بها البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، فإن معاونيه فشلوا فى أول اختبار حقيقى لتعاملهم مع السياسة، وليس دليلا أكبر على ذلك من حالة التضارب والتداخل التى سادت عند إعلان الدكتور محمد البرادعى مشاركته فى قداس عيد القيامة، فى البداية كان الأمر فى إطار دعوة رسمية من الكنيسة، ولكنه تحول فى النهاية إلى تهمة حاول كبار القساوسة التملص منها، حتى إنهم أكدوا فى آخر لحظة أن البرادعى لم يتلق دعوة كنسية «ولكنه مرحب به فى الكنيسة كأى مواطن مصرى».

قبل ظهور البرادعى، كان الابتزاز السياسى الذى تمارسه الكنيسة على الدولة محددا ومدروسا ومقبولا أيضا، فهى تترك أبناءها فى المهجر يقولون ما يشاؤون، ويهاجمون النظام المصرى كما يرون، وربما يتطرقون أيضا إلى قضايا ومطالب حساسة لا تستطيع الكنيسة فى الداخل الخوض فيها، مثل تعديل المادة الثانية من الدستور، وإلغاء المناهج الدينية بالمدارس، وقد يصل الأمر إلى مباركة المظاهرات التى ينظمونها بالخارج تنديدا بسياسة النظام فى الداخل، وتبرر ذلك بأنهم فى النهاية أبناؤها ويعبرون عن آرائهم، ولا تستطيع أن تمنعهم منه، وربما تضطر للتدخل فى أحوال معينة مثلما حدث مؤخرا عندما ذهب الرئيس للعلاج بألمانيا، وترددت أنباء كثيرة عن مظاهرات ستنظم أمام المستشفى، ولكن هذا لم يحدث، وهو أمر يبرز مدى سيطرة الكنيسة على أبنائها فى الداخل والخارج حينما تريد.

لذلك يعلم البابا شنودة الثالث جيدا أن مطالب الأقباط لن تتحقق فقط بهجوم ومظاهرات المهجر، لأنها تحتاج من حين لآخر إلى تدعيم صورة الكنيسة كنسيج متداخل فى الجماعة الوطنية، ففى الوقت الذى لا تردع فيه الكنيسة أقباط المهجر فى تهجمهم على النظام، نجد البابا شنودة يخرج ليؤكد دعمه للرئيس مبارك، ولابنه جمال من بعده، وهو أمر يحقق مكاسب أكبر مما يتخيل البعض أنها خسائر من تدخل المؤسسة المسيحية الرسمية فى المعترك السياسى، ولكنه فى حالة البرادعى انسحبت صورة البابا المتصدرة للواجهة السياسية للكنيسة، لتحل بدلا منها صور بعض معاونيه مثل الأنبا بيشوى، والأنبا أرميا سكرتير البابا، والأخير استقبل البرادعى بحفاوة فى القداس. وهو الاستقبال الذى أعطى صورة غائمة لحقيقة العلاقة بينهما، جعلت النظام ينظر إليها بطرف عينه متشككا فيما تنتويه قيادات الكنيسة نحو البرادعى.

والكنيسة بنجاحها فى صنع هذه الصورة، ستتمكن فى وقت قريب من إعادة طرح مطالبها بشكل أكثر جرأة، مادامت قياداتها يلوحون بالتودد للبرادعى، خاصة أن ما أعلنه الرجل حتى الآن من مبادئ يريد تطبيقها، ستنهى حالة الألم التى يشعر بها الأقباط، جراء ما يعتبرونه تمييزا يتعرضون له، فى المقابل أيضا تحسب الكنيسة هذه الخطوة جيدا قبل المغامرة بها، لأنها مطالبة فى الفترة القادمة بعدم الدخول فيمن استغلوا غياب الرئيس للاستشفاء، وعاثوا فى الأرض للمطالبة بالتغيير.

أقباط المهجر هذه المرة سيكونون أكثر المستفيدين من موسم الابتزاز السياسى الذى فرضته هوجة البرادعى، فالرجل يتوجه من حين لآخر إلى الخارج، ولن يعدم طريقة فى كسب تأييد المهجريين، حينها سيستمد هؤلاء نوعا من التعاطف الداخلى، بعد جهود عديدة بذلها النظام لتشويه صورتهم وإفقادهم التعاطف، ولكنهم بالدخول تحت لواء البرادعى أو حتى التلميح بذلك، سيجعلهم خصما للحكومة فقط بعدما كانوا فى مواجهة الحكومة والشعب معا، وفى كلتا الحالتين، فإن الانتخابات التى صارت على الأبواب تضع الجميع كنيسة ونظاما وأقباط مهجر على خط واحد، يتسابق من خلاله الجميع أيهما يحقق مآربه أولا.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة