عندما تتحدث إليها تشعر بطاقة تنبعث منها ترغمك على التعرف على تجربتها، إنها راوية صادق المرأة الخمسينية، التى لم يعقها سن ولا انشغال عن مزاولة فنها، فهى فنانة تشكيلية ومترجمة.. «الفن» هو كلمة السر فى حياتها.
تحكى راوية عن قصتها مع الفن، وتقول: «تخرجت فى كلية الآداب قسم فرنساوى فى عام 1977 ثم التحقت بعدها بالمعهد العالى للسينما، حيث ترددت وقتها بين مزاولة الرسم أو ممارسة الإخراج والتصوير السينمائى، وعملت معرضا من استخدام أدوات بسيطة لتعبر عما أريده، فاستخدمت أدوات المطبخ البسيطة، بالإضافة إلى وضع أجزاء من أوراق النخيل عليها، وهكذا أحاول دائما استخدام أشياء من الطبيعة من حولى».
أول معرض شاركت به راوية كان عام 1988 وآخره كان عام 2009، خلال تلك الفترة نظمت راوية أكثر من 11 معرضا بمفردها، بالإضافة لعدد من المعارض الجماعية، التى اشتركت بها مع عدد من الفنانين تقول: «استغللت حبى للغات وشطارتى فيها للعمل فى وكالة أنباء الشرق الأوسط بقسم الترجمة، فللترجمة مذاق خاص فى معانى الكلمات وتعبيراتها المختلفة، يعنى حتى الترجمة فن»، والدى كان رافضا احترافى للرسم، لكن بدعم والدتى نجحت أن أتم رسوماتى حتى انتقلت للمرحلة الثانوية، وواجهت وقتها موقفا أثر فىّ لدرجة جعلتنى أترك الرسم تماما، فأثناء زيارتى لأحد المعارض وبصحبة والدتى شاهدنا أحد اللوحات ووجدنا صاحبها يخفض من سعرها بصورة مبالغ فيها مما جعلنى أشعر بالقلق، وأن الفن من الممكن أن يمتهن وبصورة تجعل الفلوس أقوى منها».
لم تكتف راوية بحب الفن، وموهبتها، وإنما تعلمت أيضًا التصوير فى معهد السينما، مما ساعدها على استخدامها فى الرسوم وبطرق مختلفة وتوضح: «بدأت أستخدم الرسوم فى عام 2008 فى معرض البحر، حيث جمعت بين عدد من الرسومات والصور التى ألتقطها، ووقتها قابلت أحد الفنانين الذين عرضوا على إقامة المعرض فى بيت الأمة، ففكرت فى أن أقيم معرضا عن سعد زغلول وبيت الأمة وفترة العشرينيات، فى محاولة لربط الفن بالتاريخ».
وتضيف: «بدأت بالتجربة من خلال جمع الصور للفترة التى عايشها سعد زغلول فى مجلتين، هما اللطائف والمصور، ونجحت من خلال الصور فى التعرف على شخصية زغلول و«الكاريزما» التى كان يتمتع بها».
المعرض كما توضح راوية كان به تحد حقيقى، خاصة فى كيفية التعبير عن التاريخ بشكل فنى، ففكرت أن تضيف جديدا للصور التى التقطتها بطباعتها على ورق قش الأرز.
وحول رحلتها مع قش الأرز، تقول: «ذهبت للمكان الذى يتم تجفيفه فيه، وفكرت فى كيفية الاستفادة منه بدلا من حرقه والإضرار بالبيئة».
وترى راوية أن مشكلة الفن التشكيلى، ترجع إلى أسباب كثيرة، تقول: «السبب الرئيسى فى رأيى هو عدم تعليم الأطفال أو الشباب قيمة الفن التشكيلى أو أهميته، فالفجوة بين الفن التشكيلى والأفراد موجودة منذ القدم، بالإضافة إلى أن العائد المادى من الفنون غير موجود فى عدد كبير من الدول الأوروبية وليست المصرية فقط،.