قال مدير عام آثار الوجه البحرى الدكتور محمد عبد المقصود، إن البعثات الأثرية التى تعمل بمنطقة شمال سيناء اكتشفت مدينة ثاور التى تعد أكبر منظومة دفاعية فى مصر القديمة، وهو ما يعكس أهمية المنطقة عبر العصور التاريخية باعتبارها البوابة الشرقية لمصر.
وأوضح أن هذا الكشف الأثرى الذى يوضح طريق حورس الحربى القديم بكافة ملامحه بين مصر وفلسطين من القنطرة شرق وحتى رفح المصرية، يرسم لنا بذلك خريطة لحدود مصر الشرقية منذ عهد الفراعنة.
وأكد عبد المقصود، خلال الندوة التى عقدت اليوم، الجمعة، فى مكتبة الإسكندرية، أن أهمية الكشف يفسر لنا إستراتيجية الدفاع المصرية عن سيناء عبر العثور القديمة، وتوضيح صدق المصرى القديم من خلال النقوش العسكرية التى تحاكى الواقع، وترسم خريطة طبوجرافية فريدة لحدود مصر الشرقية، وتدل على أهمية التضحيات التى بذلها أبناء مصر منذ القدم للحفاظ على أرضها.
وعثرت البعثات أثناء عملها على عدد من التماثيل والمقتنيات الأثرية الهامة، منها لوحة نادرة للملك رمسيس الأول وقطع أثرية تخص الملك "توت عنخ آمون"، فضلا عن معبد للإله "حورس" والملك "تحتمس الثانى"، بالإضافة إلى مرايا برونزية، وأدوات كانت تستخدم فى الأغراض العسكرية، مما يعكس أهمية المكان وموقعه الإستراتيجى منذ أقدم العصور.
وأضاف عبد المقصود أن الكشوف الأثرية تمثل قيمة تاريخية هامة، وتتسم إلى جانب أهميتها التاريخية بالجمال والروعة والألوان المتميزة، مما يبهر السياح ويجذبهم إلى زيارة المكان.
وأوضح أن أعمال الحفائر والمسح الأثرى التى نفذتها بعثة المجلس الأعلى للآثار بالتعاون مع البعثة الإيطالية استمرت عدة سنوات، واستخدمت التقنيات الحديثة للكشف عن الآثار التى تؤكد قيمة المنطقة التاريخية عبر العصور المتتالية.