صبرى محمد على، أب يصارع أبوته، يحب أولاده كما يقول، وكما تقول أبجديات الأبوة، ولكنه على استعداد أن يبيع ابنًا من أبنائه، أو يضع أحدهم فى ملجأ للأيتام، وهذا هو ما حاول فعله لأجلهم، ولكن محاولاته كلها باءت بالفشل، يقول عم صبرى: «خالد ابنى 7 سنوات، عنده قصور عقلى، وعندى ولد وبنت تانيين مكملوش لسّه تلات سنين، ومراتى سماح سابت البيت والعيال، وسرقت عفش البيت هى وطليقها، ومشيت بعد 6 سنوات من زواجنا، وبعد ما فتح ربنا علينا وقدرت أجيب شقة فى بولاق وأجهزها «على ما قسم»، طمعت سماح فى العفش ورجعت فى يوم من الشغل لقيتها أخدته هى وطليقها، وسابتللى العيال، وعلى الرغم من أنى قدمت فيهم بلاغ برقم 3 ح.د ناهيا بتاريخ 21 - 2 - 2010، لكن محصلش أى حاجة، ولما مقدرتش على إيجار البيت بعد ما سبت الشغل ولاد الحلال ساعدونى آخد أوضة أرضى بسقف خشب فى شارع ناهيا، وساعدونى اشترى مرتبة ينام عليها العيال، وبقيت علشان أقدر أشتغل واصرف عليهم أوديهم حضانة بـ80جنيه فى الشهر».
الفقر، وتشتت الأسرة وتفككها، والمرض، كلها أشياء تجمعت على رأس عم صبرى السايس كما يقول: «كنت بعالج خالد فى مركز تأهيل تابع للقوات المسلحة، ولكن طبعا ماكملتش، وحاولت استخراج ورق لابنى من مجمع التحرير، علشان أوديه مدرسة تانية، فقالوا لى لازم يكون أبوه ميت علشان يتوافق عليه، يعنى معقولة لازم أكون ميت علشان ابنى يعيش؟!».
يضيف عم صبرى وعيناه تترقرقان بدموع الحسرة والانكسار: «اشتكى لمين، الولاد من غير أم تراعيهم، وأنا متبهدل بيهم، وكل اللى طالبه أوضة بسقف ألم فيه لحمى، المطر بينزل عليا أنا وعيالى فى الشتا، والله العظيم لو لقيت حد يشترى عيل علشان أقدر أصرف على إخواته هابيعه، هاعمل إيه؟ يمكن يلاقوا الرحمة اللى ملاقوهاش معايا عند حد يعطف عليهم».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة