صورة طبق الأصل..

ننفرد بنص الخطاب للرئيس مبارك فى عيد العمال

الجمعة، 23 أبريل 2010 12:55 ص
ننفرد بنص الخطاب للرئيس مبارك فى عيد العمال حسنى مبارك
محمد الدسوقى رشدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄أدعو إلى فتح تحقيق موسّع حول عملية الخصخصة لنعرف كيف تم توقيع عقود البيع دون وجود ضمانات كافية لحقوق العمال الدولة؟
◄◄ إحالة عدد من الوزراء وكبار المسؤولين إلى التحقيق كعنوان لمرحلة جديدة شعارها «المكاشفة» والمحاسبة
◄◄سوف أرعى بنفسى تحقيقاً موسّعاً حول ما تحقق ومالم يتحقق من برنامجى الانتخابى فى 2005 .. فمن حق هذا الشعب أن يعرف من هو المسؤول عن عدم تنفيذ البرنامج الذى اختار من أجله مرشح الحزب الوطنى لرئاسة الجمهورية
◄◄ يؤسفنى أن يأتى يوم عيدكم ياعمال مصر والحكومة مازالت عاجزة عن حل مشاكلكم.. يؤسفنى أن يأتى يوم عيدكم والكثير منكم مازال على رصيف مجلس الشعب فى صورة رغم كل ما تقوله من ديمقراطية تظل قاسية على قلب هذا الوطن

الإخوة والأبناء
عمال مصر الأوفياء.. كل عام وأنتم بخير.. كل عام ومصر كلها بخير.. كل عام ومصر ناهضة بسواعدكم، متقدمة بإخلاصكم..
أصوات متداخلة لعمال فى آخر القاعة:
ألف حمدلله على السلامة يا ريس.. البلد كانت مضلمة من غيرك يا ريس.. مصر محتاجاك يا ريس..
ثم تصفيق حاد..
شكرا.. شكرا
أيها الإخوة والأبناء.. عمال مصر الأوفياء
تحية عرفان وتقدير وحب فى يوم عيدكم.. عيد العمل والإنتاج.. عيد العطاء والوفاء.. عيد النماء والخير.. عيد كل مصرى شريف، يكد ويعرق، ويبذل غاية جهده لتعمير الوطن ونفع الناس، وتحقيق خير الجماعة، مصداقا لقوله الكريم «وقل اعملوا فسيرى اللّه عملكم ورسوله والمؤمنون».

تحية عرفان وتقدير وحب لكتائب التنمية وجنود التعمير وزراع مصر، الذين استطاعوا بجهدهم الدؤوب أن يستنبتوا هذه الأرض الطيبة، وتحية عرفان وتقدير لجنود النهضة فى مصر الحديثة، عمالا وصناعا، الذين شيدوا بجهودهم السد العالى، وأقاموا بعرقهم قلاع مصر الصناعية الضخمة فى فترة الستينيات والسبعينيات، فى حلوان، ونجع حمادى، وكفر الدوار، وغيرها.. والذين بنوا القلاع الجديدة لعدد ليس بضئيل من قلاع الصناعات الحديثة فى الثمانينيات والتسعينيات فى مدن السادات، والعاشر من رمضان، والعبور، والسادس من أكتوبر، وغيرها من المدن الجديدة.

أيها الإخوة والأخوات..
ليس هناك من هو أكثر سعادة منى وأنا أقف بين أيديكم الآن فى أول لقاء يجمعنى مع الجماهير بعد عودتى من رحلة علاج شاقة عرفت فيها طعم فراق الوطن وذقت خلالها حلاوة دعائكم، وحرصكم على متابعة رحلتى العلاجية، ضاربين فى ذلك مثلا تتمناه جميع دول العالم فى كيف تكون العلاقة بين الدولة والشعب؟
صوت من بين جموع العمال يصرخ قائلا: ربنا يخليك يا ريس، ثم تتبعه هتافات باسم الرئيس مبارك.. ثم تصفيق حاد.

إخوانى فى الوطن..
لقد تغير العالم من حولنا على نحو جذرى، بفعل أحداث ومتغيرات متلاحقة غيرت موازين القوى الدولية، وفرضت على الجميع عناصر جديدة ينبغى علينا أن نأخذها فى الحسبان، لتأثيراتها المتباينة، سلبا أو إيجابا، على أوضاعنا الداخلية بتفاعلاتها المختلفة، وعلى أمننا القومى بصورة مباشرة.. وبكم ومعكم نجحنا شعبا ودولة فى تخطى العديد من الأزمات، لنضرب معا مثلا ثانيا فى كيف يكون التعاون بين الدولة والشعب من أجل حاضر أكثر استقرارا ومستقبل أكثر رخاء لهذا الوطن.

أيها الإخوة والأخوات..
أعلم جيدا أننا نعيش ظرفا سياسيا مختلفا، يتطلب كثيرا من الوضوح ومزيدا من الشفافية، ولقد وعدتكم فى يوم مثل هذا أثناء احتفالنا بعيد العمال فى بداية مسيرتنا معا، أننا كدولة مؤسسات سنسعى لتطبيق القوانين بحذافيرها.. ولن نتهاون مع أى مخطئ، ولن نتسامح مع أى ضرب من ضروب التسيب والانحراف، ولن ندع أى متاجر بقوت الشعب يفلت من الملاحقة والعقاب، ولن يكون للمحسوبية أى مكان، وأنا مازلت عندى وعدى هذا، خاصة أن الفترة الماضية قد شهدت بعضا من التجاوزات والخروج عن المسار الذى نرتضيه لمسيرة النهضة والإصلاح.

إخوانى فى الوطن..
أعلم أن الشارع المصرى غير راض عن أداء حكومته، وأتابع بدقة مظاهر هذا الغضب فى اعتصامات العمال المتكررة وشكواهم المستمرة، ويؤسفنى أن يأتى يوم عيدكم يا عمال مصر، والحكومة مازالت عاجزة عن حل مشاكلكم، يؤسفنى أن يأتى يوم عيدكم والكثير منكم مازال على رصيف مجلس الشعب فى صورة، رغم كل ما تقوله من ديمقراطية، تظل قاسية على قلب هذا الوطن، لقد سمعت الدكتور زكريا عزمى رئيس الديوان، وهو يطالب الوزراء من تحت قبة البرلمان بضرورة التحرك لحل مشاكل العمال المعتصمين على رصيف المجلس، لأن شكل الدولة بقى وحش، ولا أعرف إن كان الوزراء المسؤولون قد سمعوا أم لا؟.. وسواء كانوا قد سمعوا وتقاعسوا عن إيجاد الحلول المناسبة أم لا، فأنا أعلنها من هنا أننى سأقاتل مع الحكومة من أجل إيجاد حلول سريعة لمشاكل عمال مصر، وتدبير الموارد اللازمة لصرف العلاوة الاجتماعية التى أعلنت عنها قبل أيام، ولن أسمح بأى تخفيض عن نسبتها المقررة بـ10%.

وسأخوض نيابة عنكم معركة الحد الأدنى للأجور، رافضا وبكل قوة تلك الأرقام الهزلية التى تطرحها الحكومة، فأنا وكما قلت من قبل سأظل منحازا للمواطن المصرى البسيط، سأظل منحازا لمحدود الدخل، وانحيازى لمحدود الدخل لا يعنى أن أقبل بما تم الإعلان عنه من أرقام كحد أدنى للأجور، فلا يعقل أن تتكلم الحكومة عن وضع حد أدنى للأجور بـ500 جنيه أو 700 جنيه فى ظل الارتفاع المتواصل للأسعار.. إن الظرف الاقتصادى الذى يعيش فيه كثيرون من أبناء الشعب المصرى يفرض علينا رفض أى نقاش حول إلغاء الدعم عن المواد الأساسية، فالدعم سيبقى حقا أصيلا للمواطن المصرى نسعى لتطويره وتنظيمه ووضع الخطط التى تضمن وصوله لمستحقيه، ولكننا لن نقبل أى كلام عن إلغائه أو حتى تقليله.

أيها الإخوة والأخوات..
إن ما يعيشه عمال مصر من أزمات فى الزمن الراهن، وما يرد إلينا من شكاوى لأمر وثيق الصلة بالعلاقة بين المستثمر الذى استحوذ على الشركات العامة التى تم بيعها فى إطار خطة الخصخصة، وقد أصبح واضحا للجميع أن عملية البيع هذه عانت من أخطاء فاضحة ربما تكون هى السبب الأساسى فيما يعانيه عمال مصر الآن، وبات واضحا أيضا أن الحكومة الحالية فشلت فى علاج أخطاء عملية البيع التى قادها وزراء ومسؤولون سابقون.. وبناء على ذلك فقد قررنا فتح تحقيق موسع حول عملية الخصخصة لنضع يدنا على عين المشكلة، ونحاسب من تخاذل من المسؤولين، ونضرب بيد من حديد على أيدى الفاسدين، تحقيق موسع نعرف من خلاله كيف تم توقيع عقود البيع هذه دون وجود ضمانات كافية لحقوق العمال وحقوق الدولة، ليتكشف لنا إذا ما كنا سنستمر فى تلك الخطة أم نتوقف عند هذا الحد ونعلن فشلها ونبدأ فى علاج أخطائها ومداواة الجراح التى نتجت عنها.

الإخوة والأبناء...
لقد فرضت المتغيرات المتلاحقة من حولنا أوضاعا دولية وإقليمية جديدة، يمكن أن يكون لها تأثيراتها المهمة على الأمن القومى المصرى بأبعاده المختلفة، وعلى دورنا المحورى فى الشرق الأوسط والعالم العربى، وهذا هو أحد التحديات الهامة التى نواجهها الآن، فلكى تستمر مصر - كما هى الآن - واحة للأمن والأمان، تحميها قواتنا المسلحة الفتية، القادرة على ردع أى عدوان، وعلى تلقين من تسول له نفسه الاقتراب من أرض مصر بسوء درسا قاسيا لا ينساه، لابد من أن نكثف مجهوداتنا لتقوية جبهتنا الداخلية سياسيا واقتصاديا، على نحو يجعلنا دائما فى مكان الصدارة، يزيد من اعتمادنا على أنفسنا ويقلل من اعتمادنا على الغير، يضيف إلى قدرتنا على التأثير فى المجريات الإقليمية والدولية، ويساعدنا فى أدائنا لمسؤولياتنا الرائدة، وأهمها دفع عملية السلام وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، ولن يحدث هذا إلا بقوة الجبهة الداخلية، ولن تقوى جبهتنا الداخلية طالما ظلت الحكومة على حالها متقاعسة عن تنفيذ ما اتفقنا عليه من خطط، أعلم أن كثيرا مما وعدتكم به ضمن برنامجى الانتخابى فى 2005 لم يتحقق بعد، وأعلم أن بعض ما تحقق لم يرق إلى الطموح المطلوب، ومن حق هذا الشعب علينا أن يعرف لماذا مرت السنوات الماضية دون أن يتحقق له ما وعدناه به؟ من حق هذا الشعب أن يعرف من هو المسؤول عن عدم تنفيذ البرنامج الذى اختار من أجله مرشح الحزب الوطنى لرئاسة الجمهورية، ولهذا سوف أرعى بنفسى تحقيقا موسعا يكون همه الأول الكشف عن أوجه القصور والخلل فى تنفيذ برنامجى الانتخابى للعام 2005، ومحاسبة من يثبت تقصيره أو تورطه من الوزراء والمسؤولين فى الحزب عن تعثر الجدول الزمنى المحدد لتنفيذ ما وعدت به فى البرنامج الانتخابى، وأعدكم من هذا المكان بأن الدولة لن تدخر جهدا فى كشف المقصرين وعقابهم، بما يردع كل من تسول له نفسه المساهمة بالغفلة أو بالعمد فى تعطيل مصالح الناس ومشروعات هذا الوطن النهضوية.

إخوانى فى الوطن..
إننا نعيش مرحلة مفصلية فى تاريخ هذا الوطن على جميع المستويات، نعيش أياما جعلتها الظروف العالمية الراهنة عصيبة على الجميع، نعيش مرحلة تستدعى أن نرفع لها شعارا واحدا، هو المكاشفة والمحاسبة.

لقد تركت الأزمة الاقتصادية الأخيرة آثارها على اقتصادنا الوطنى لا نزال نعمل على تلافيها، صحيح أن الثقة الكبيرة فى اقتصادنا الوطنى وقدرته على تجاوز هذه العقبات الطارئة قائمة، ولكن هذا لايعنى أن يلجأ بعض الوزراء والمسؤولين فى الحكومة إلى استخدام الأزمة الاقتصادية الأخيرة كشماعة يلقون عليها مسؤولية كل مشاكلنا الاقتصادية، وتجعلنا نتناسى الحاجة الملحة للاستمرار فى مسيرة الإصلاح الاقتصادى، وتحديث قطاعات الإنتاج، بعد أن أصبح عدد من مصانعنا دون المستوى التكنولوجى والفنى الذى يمكنها من إنتاج سلع عالية الجودة قادرة على المنافسة فى السوق العالمية.

كما أن القصور الذى لمسناه فى عدد من الخدمات العامة - وخصوصا خدمات النقل والسكك الحديدية والقطاع السياحى والصناعى والاستثمارى- يجعلنا أكثر إصرارا على مضاعفة الجهد لتلافى تلك الأخطاء والنواقص، ويحعلنا أكثر إصرارا على تطبيق الشعار الذى اخترناه لتلك المرحلة.. شعار المكاشفة والمحاسبة، ولذلك دعونى أخبركم أن الأيام القريبة القادمة سوف تشهد إحالة عدد من الوزراء والمسؤولين إلى جهات التحقيق الرسمية لبيان مدى مسؤوليتهم عن أوجه القصور والنقص فى قطاعاتهم المختلفة، خاصة بعد كوارث الهجرة غير الشرعية وحوادث الطرق والسكك الحديدية وقطاع الصحة والمحاصيل التى ترويها مياه الصرف الصحى، وارتفاع أسعار اللحوم، وهى كوارث لا يدفع ثمنها سوى المواطن البسيط.

الإخوة والأخوات..
إن الدولة وبمساعدة الشرفاء من أبناء هذا الوطن تخوض على مدار السنوات الماضية حربا ضروسا ضد الفساد الذى وصلت أرقام قضاياه كما تقول التقارير الرسمية إلى الحد المزعج الذى يهدد مسيرة التنمية على جميع المستويات، وسبق أن قلت فى بداية عهدى بكم لن أرحم أحدا يمد يده إلى المال العام حتى لو كان أقرب الأقرباء، وفى إطار شعار المرحلة المكاشفة والمحاسبة- دعونى أخبركم أن حملتنا على الفساد ستكون شرسة، ولن نفرق فيها بين الوزير والخفير، وبين سارق الملايين وسارق الملاليم، أو بين قريب أو بعيد..
هتافات متداخلة للحضور: أيوه كده يا ريس.. زى ما قال الريس.. الفاسد مصيره مش كويس.. يامبارك افرم.. افرم... ثم تصفيق حاد يملأ القاعة لمدة 5 دقائق كاملة.

الإخوة والأبناء..
إننا فى مصر نرفض أى تدخل فى شؤوننا الداخلية، وإذا كانت الولايات المتحدة ترى فى نفسها مبشرا بالديمقراطية فإننا نذكّر من فى البيت الأبيض بما حدث للعراق، إن مصر ياسادة دولة كبرى تسير مسيرتها الإصلاحية وفقا لأجندة يضعها أبناؤها سواء كانوا فى السلطة أو فى أحزاب وحركات المعارضة، وليس وفقا لإملاءات أو ضغوط خارجية، إن الدور الريادى الذى تلعبه مصر فى المنطقة ينأى بها أن تكون عرضة لأى تدخل أجنبى فى شؤونها حتى لو كان على شكل نصح وإرشاد، فمصر أكبر من أن ينصحها أحد أو يرشدها أحد.
إننى ومن هذا المنبر أؤكد أن مسيرة الإصلاح السياسى فى مصر مستمرة بسواعد أبنائها ورغبات رجالها فى صنع مستقبل أفضل، وأعلم أيها الإخوة أنكم متعطشون إلى المزيد، وأن بعضكم مازال غير راض عن الحالة السياسية الحالية، وأن أغلبكم لديه خطط ومطالب معلنة يرى فيها صالح مصر ويرى فيها داعما لمسيرة الحرية والديمقراطية التى بدأناها معا، ولقد اطلعت على ما اقترحته الأحزاب المصرية الكبرى بخصوص تعديل الدستور وتحديدا المادة 76 وباقى المواد الخاصة بالوضع الرئاسى، ومثلما أقدمت فى العام 2005 على الخطوة التاريخية الخاصة بتعديل الدستور، وشهدت مصر أول انتخابات رئاسية يختار فيها المواطنون رئيسهم من بين أكثر من مرشح، أدعو من مكانى هذا إلى استفتاء شعبى على تعديل المادة 76 لفتح آفاق جديدة نحو الديمقراطية الحقة، وليصبح حق المنافسة على الكرسى الرئاسى مكفولا للجميع دون قيد أو شرط، فكما سبق أن قلت فى ألمانيا إن البرادعى أو غيره من المواطنين المصريين لهم حقهم المكفول فى الترشح للرئاسة طالما انطبقت عليهم شروط الجدية، ووافقت ظروفهم ما حدده الدستور والقانون من شروط، لأن الكلمة الأولى والأخيرة للشعب المصرى ولا أحد غيره.

الإخوة والأخوات..
لقد كنا أول من أطلق أبواق التحذير فى العالم من الإرهاب منذ أواخر الثمانينيات، فبادر الجميع - برغم اختلاف وجهة نظرهم حول تعريف الإرهاب الدولى وأساليب معالجة أسبابه الكامنة - إلى تأييد حملتنا ضد الإرهاب، باعتبارها حملة تهدف فى المقام الأول لحماية الإنسانية من شروره، وتهدف فى نفس الوقت إلى القضاء على أسبابه الكامنة من نزاعات سياسية واختلافات فى الرؤى الاقتصادية والاجتماعية، واختلافات فى الثقافات والمفاهيم والأيديولوجيات بين الحضارات والأقاليم المختلفة، ولقد خضنا بمفردنا حربا ضروسا ضد منابع التطرف المختلفة، وعانينا معا من ويلات الغدر والنار، وتحمل المواطن المصرى بصبر وجلد صعوبات العيش تحت نار الإرهاب وقيود قانون الطوارئ.. والآن ونحن نقف بفخر على جسر الأمن والاستقرار يمكننا أن نتخلى عن حالة الطورائ وننطلق نحو عهد جديد نجنى فيه ثمار تلك المرحلة الفارقة التى نجحنا فى اجتيازها معا.

الإخوة والأبناء..
ليس أمامنا فى مواجهة هذه التحديات الضخمة إلا أن نعمل على كل الجبهات، من أجل تعزيز قوة مصر، وصيانة أمنها الوطنى، نبنى فى المجالين السياسى والديمقراطى مثلما نبنى فى المجالين الاقتصادى والاجتماعى، دون أن نعطى لأحد فرصة تهديد بنياننا الوطنى، فمجتمعنا القوى هو المجتمع الديمقراطى، مجتمع الحوار الحر، والرأى والرأى الآخر، الذى تنعم فيه الحياة الحزبية بضمانات سياسية وقانونية وقضائية تتيح لقواه الحزبية والسياسية أن تؤدى دورها دون رقابة.

الإخوة والأخوات..
ليس لنا من مصلحة أو هدف سوى صالح هذا الوطن، لا يعجزنا عن صالحه أى قرار، مادام فى طريق تقدمه، وفى صالح أمنه الوطنى لأن أمانة المسؤولية تقضى بأن يكون الوطن فوق الأشخاص وفوق اعتبارات الزعامة والشعبية، وفوق حسابات العواطف الجياشة والغضب العارم، وفوق نوازع المغامرة التى تقامر بكل ما حققناه من تقدم واستقرار. ولأن أمانة المسؤولية تقضى بأن تكون مصر القوية هى أولى الأولويات، لأن مصر القوية هى خير سند لعالمنا العربى من أجل التصدى للتحديات المصيرية التى تواجهنا جميعا.

أسأل اللّه العلى القدير أن يهدينا من أمرنا رشدا، وأن يجلو بصائرنا على الخير، ويفتح ما بيننا وبين قومنا بالحق.. إنه نعم المولى ونعم النصير.. والسلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته.
 طبعا مع نهاية الكلمة الأخيرة للرئيس مبارك ستنطلق موجة تصفيق حادة ربما لا تنتهى إلا بعد شهر من تاريخ إلقاء الرئيس هذا الخطاب، وستعلو بالتزامن معها موجة هتافات ساخنة ربما لا تنتهى هى الأخرى إلا بعد أن تصاب الأحبال الصوتية للمصريين بالتهاب حاد لا تعالجه أدوية وزارة الصحة.

لا أحد فى مصر يريد من الرئيس مبارك أكثر من هذا، ولا الرئيس نفسه يحتاج لأكثر من هذا الخطاب وما فيه من تصريحات لكى يضع اسمه بأحرف من نور فى دفتر تاريخ هذا الوطن.. الرئيس مبارك يستطيع بهذا الخطاب الذى تخيلنا سطوره أن يعبر كل الجسور والسدود نحو قلوب أبناء هذا الشعب مباشرة.. الرئيس مبارك يستطيع بهذا الخطاب أن يقلب الترابيزة على الجميع، وأن يقطع الطريق أمام كل منتقديه.. يستطيع بهذا الخطاب أن يهزم البرادعى وألفا غيره، وأن يبقى لمدة رئاسية أخرى ولكن بطعم مختلف.. طعم سيكون على قلوب كل المصريين زى العسل.. هذا هو الخطاب الذى يجب على الرئيس أن يقوله ليجنى كل ثمار المعركة الدائرة.. سنكون سعداء إن سمعناه فى عيد العمال القادم.. فهل يفعلها؟










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة