أكد الدكتور محمد الكحلاوى، أستاذ الآثار الإسلامية والأمين العام لاتحاد الأثريين العرب، أن الخلفاء الأمويين أنشئوا مسجد "قبة الصخرة" بالقدس ليشد المسلمون الرحال إلى الحرم المقدسى بدلا من المسجد النبوى والمسجد الحرام، كى لا تعود الخلافة مرة أخرى إلى شبه الجزيرة العربية، مستندين فى ذلك إلى الحديث الشريف "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاث مساجد المسجد الحرام ومسجدى هذا والمسجد الأقصى"، ولذلك منعوا الحج إلى المسجد الحرام فى فترة من الفترات.
جاء ذلك خلال الندوة التى حملت اسم "مخاطر أعمال التنقيب على عمارة المسجد الأقصى" التى عقدتها لجنة العمارة بالمجلس الأعلى للثقافة مساء أمس، الأربعاء، وتحدث فيها الكحلاوى وأدارها الدكتور "طارق والى".
وأوضح الكحلاوى أن أعمال الحفر بالمسجد الأقصى بدأت منذ ما يزيد عن الـ300 عام ومنذ بداية القرن الـ18 حتى الآن وكان اليهود يستأذنون الباب العالى فى إجراء عمليات الحفر، ومرة يقولون إن "علم الآثار الإنجيلى" دلل على وجود هيكل سليمان، وتارة أخرى يقولون "علم الآثار التوراتى" وكلها محاولات من أجل إعطاء الحفر صبغة دينية، مشيرا إلى أن علم الآثار علم تحليلى لا يعترف بالروحانيات، إنما يعنى بالأدلة المادية.
وأشار "الكحلاوى" إلى لقائه بعالم الآثار الأردنى "رائف نجم" المسئول عن الحرم المقدسى، وقال "حكومة الأردن مثلها مثل أى حكومة عربية محددة الاختصاص ولا تستطيع أن تشكل لجنة من أجل بحث خطورة الأنفاق التى تحفرها إسرائيل أسفل المسجد الأقصى، وقال "الأردن أنفقت 3 مليار دولا من أجل ترميم قبة المجلس النورى رغم أن الأقصى سيسقط".
وألقى "الكحلاوى" باللوم على اليونسكو التى لا تسمح للعرب بالوصول إلى الأنفاق رغم أن القانون الدولى يمنع المحتل من العبث بآثار الدولة التى يحتلها، وقال "اليونسكو اعتبرت القدس من حق إسرائيل لذلك لم تعترض عما يجرى".
وأشاد "الكحلاوى" بموقف تركيا ووصفه بـ"المشرف" بعد أن أصدرت تقريرا منصفا عن أعمال الحفائر التى تجرى حول الأقصى وتحته. واستعرض "الكحلاوى" بالخرائط المساحية والصور التوضيحية أعمال الحفر التى حدثت للمسجد منذ إنشائه وحتى الآن، مؤكدا أن الحفر يجرى على قدم وساق فى الجانب الجنوبى من المسجد، واستطاع اليهود أن يحصلوا على كيلو متر فى الوقت الحالى، فى حين أن العرب استشهدوا عام 1939 عندما أرادت إسرائيل أن تتوسع مسافة 4 متر فقط.
وحذر "الكحلاوى" من أعمال الحفر والتفريغ التى تجرى أسفل الأقصى، وتوقع أن تؤدى أى رياح قوية إلى تحويله إلى أنقاض، وضرب مثلا بالهبوط الأرضى الذى حدث منذ أسبوع فى أرضية المسجد، مشيرا إلى أن كنيس الخراب الذى أعلنت إسرائيل عن بنائه هو خراب المسجد الأقصى وسيبنى على أنقاضه.
فيما رأى الدكتور "طارق والى" أن القدس لن تضيع بل سيتأخر زمن عودتها، وأكد أن القدس مصرية قبل أن تكون فلسطينية، فالأمن القومى المصرى يبدأ من السيطرة على البوابة الشرقية التى تبدأ من القدس.