أعادت دار "آفاق" للنشر، إصدار رواية "مثل صيف لن يتكرر" للناقد المغربى "محمد برادة"، والرواية تقع فى 200 صفحة تقريبا من القطع المتوسط وتتناول مذكرات "برادة" خلال إقامته بمصر، فيرسم صورة لمصر تمتد على مدار ثلاثة وأربعين عاماً، من عام 1955م إلى عام 1998م، وتغوص فى مختلف طبقات وألوان المشهد المصرى.
يفتتح محمد برادة روايته بالإهداء التالى: إلى أصدقائى وصديقاتى فى مصر: ما أكثرهم، لن أستطيع أن أعدهم! وإلى ليلى هذه المحكيات عن مصر التى جمعنا أيضا، حبها،".
فالرواية تعكس حب "برادة " الكبير لمصر وليس أدل على ذلك من كلمات برادة نفسه التى اختار أن يضعها على الغلاف الخلفى لكتابه:
فى مثل صيف لن يتكرر ، حاولت أن أكتب جزءا من ذاكرتى التى انسجت خيوطها خلال إقامتى بمصر وأنا طالب ثم خلال زياراتى التالية، لكن الذاكرة ليست معطى خالصا ولا يمكن فصلها عن التخييل ولا عن القيمة المضافة للكلمات والصور والنصوص والاستيهامات الكامنة بالأعماق.
ظللت أمدا طويلا أحوم حول عتبة السفر إلى القاهرة ولم أطمئن إلى تأويل راجح, ما هى المعابر إلى ذلك الصقع الجديد الذى حملتنى إليه رحلتى إلى مصر وأنا دون السابعة عشرة؟ الوجدان، لغة الكلام التى التقطتها من الأفلام والأغاني؟ الفضاء الضاج بالرومانسية فى الشوارع والحارات؟
أفكر فى تلك الثقوب التى كان يمكن أن أملأها لو أن جميع الذين استحضرتهم فى محكياتى كتبوا هم أيضا عن نفس فضاءات الذكريات والأحداث المعيشة.
لكن ما الفائدة؟ لقد استجبت لرغبة الكتابة التى سرعان ما استحوذت على المواد الخام وعجنتها وحولتها إلى ترجيعات ذاكرة مكتوبة لا تخلو من رؤية شعرية لماض فيه بقايا من التيقن المتدثر بالغواية وحب المغامرة والجرأة على الأمل.