سعيد شعيب

"متقدرش"

الأربعاء، 21 أبريل 2010 12:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أقصد الإساءة، فمع كامل الاحترام لأصحاب دعوة مقاطعة الانتخابات، فإننى أتذكر مشهدا رائعا فى مسرحية الهمجى التى كتبها المبدع لينين الرملى، كان رجلا نحيفا يريد العراك مع الفنان محمد صبحى، وكان الأخير يحذره ثم يحذره، لكن الرجل الهزيل كان يردد "متقدرش".

دلالة المشهد واضحة، وهى أن هذا الرجل يبالغ فى قدراته إلى درجة مضحكة، وهذا ينطبق على دعوة الدكتور أسامه الغزالى حرب رئيس حزب الجبهة، باقى أحزاب الائتلاف (الوفد والناصرى والتجمع) إلى مقاطعة الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة.

لا خلاف على أسباب الدكتور حرب، وهى أنه لا توجد ضمانات دستورية وقانونية لتأكيد نزاهة وحرية الانتخابات، وتحقق حسب قوله فى مؤتمر صحفى منذ عدة أيام، المنافسة السياسية المتكافئة التى لا تميز بين المصريين أيا كان انتماءاتهم.

لكن المشكلة هى أن المقاطعة ليست ورقة ضغط، لأن حزب الجبهة وباقى الأحزاب والقوى السياسية المعارضة ليس لها جماهير حقيقية على الأرض، بحيث يصبح امتناعها قوة مؤثرة، تجبر السلطة الحاكمة على تغيير شروط اللعبة.

أرجو ألا يغضب المقاطعون، ومنهم مثلا الدكتور البرادعى والأستاذ حمدين صباحى، فاتهامهم لمن يختلف معهم بأنه يمنح النظام الحاكم شرعية لا يستحقها، هو حجة العجزة الذين يستمتعون بالجلوس فى المدرجات، ولا يستطيعون النزول للملعب لتحسين الشروط تدريجيا. وأرجو أن ينتبهوا إلى أنه لن يتبقى مما يفعلونه سوى خبر مثير لمرة واحدة تنشره الصحافة والفضائيات، ثم تنساه، وينساه الناس. ولن ينفعهم سياسيا اتهام الآخرين بأنهم يشاركون.

ولذلك لابد من الإشادة بالمنطق النقيض، فعلى سبيل المثال أعلن الأستاذ أبو العلا ماضى وكيل مؤسسى حزب الوسط عن خوض الانتخابات تحت راية "المستقلين"، رغم أن تقرير مفوضى الدولة أوصى برفض حزبه. وهو ما أعلنه الدكتور أيمن نور كثيرا، فهو يرفض الشروط المتعسفة للترشح الرئاسى، ولكنه سيخوض المعركة حتى لا يترك الساحة للحزب الحاكم، وهذه المعركة ستحسن ولو قليلا المناخ السياسى.

هذا منطق صحيح، أى كسب المعارك السياسية "قطعة .. قطعة"، أما أصحاب الانتصار بالضربة القاضية، فهم واهمون، ومن حقهم الاستمتاع بوهمهم، لكن ليس من حقهم لعن الذين يناضلون من أجل تغيير حقيقى وليس فضائيا.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة