محمد حمدى

سحابتنا.. وسحابتهم!

الأربعاء، 21 أبريل 2010 12:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ مساء أول أمس، وحين أعلن عن اقتراب الغيمة البركانية المنبعثة من بركان أيسلندا من الحدود المصرية، ثارت حالة من الذعر المواطنين كافة، وانبرى خبراء الصحة العامة للتحذير من مخاطر مادة الكربون خاصة على الأطفال وكبار السن، والمصابين بأمراض صدرية مثل الربو.

أنا شخصيا أعرف عددا من الأصدقاء سارعوا إلى شراء "كمامات" من الصيدليات وارتدائها، خوفا على صحتهم، ومعهم حق، لكن ما لم يفكر فيه المذعورون أننا فى القاهرة على وجه الخصوص نعانى من سحابة سوادء شبه دائمة فى الأجواء منذ عشر سنوات.

وإذا كانت السحابة البركانية القادمة من أوروبا ستعبر أجواءنا لعدة ساعات، فإنها مثل الضيف الخفيف، الذى لا يطيل البقاء، وهى فى النهاية نتاج ظاهرة طبيعية لا نستطيع لها شيئا.. لكن المشكلة الأكبر والمزمنة هى السحابة السوداء التى صنعناها بأيدينا وجعلنا منها ضيفا ثقيل الظل حضر ولم يغادر.

لذلك ومع كل الاحترام للخائفين على صحتهم وصحة أولادهم، لا أشعر بأى خوف من السحابة البركانية، ولم اتخذ أية إجراءات احتياطية، ربما لأننا اعتدنا على تنشق ثانى أكيد الكربون الناتج عن السحابة السوداء، وعوادم السيارات والمصانع، وحرائق قش الأرز وحرائق القمامة التى تحيط بكل المدن المصرية.

ضحك سائق التاكسى هذا الصباح ونحن نتبادل الحديث حول السحابة البركانية وقال: من كثرة السحب السوداء والتلوث فى مصر اعتقد أننا أصبحنا نتنفس ثانى أكسيد الكربون ونخرج الأكسجين!

طبعا ما قاله سائق التاكسى هو على سبيل المبالغة، لكن فى العلوم الطبيعية والأحياء تتطور الكائنات الحية حسب الطبيعة المحيطة بها، صحيح أننا لا نزال نتنفس الأكسجين حتى الآن، لكننا على ما يبدو اعتدنا على ثانى أكيد الكربون وقد يأتى اليوم الذى لا نستطيع الحياة بدونه!





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة