أكد الدكتور فاروق الباز أستاذ الفضاء والجيولوجيا ومدير مركز الاستشعار عن بعد بجامعة بوسطن ومستشار وكالة ناسا وأحد أعضاء فريق أبولو أنه "كان يعمل مستشارا للشئون العلمية للرئيس الراحل السادات وبعد رحيله لايزال اسمه مقيدا برئاسة الجمهورية كمستشار علمى للرئيس مبارك ولكن عمليا مع إيقاف التنفيذ".
جاء ذلك فى الندوة التى أقيمت مساء أمس بقاعة إيورت بالجامعة الأمريكية بالتحرير والتى كانت بعنوان "استخدام صور وتقنيات الفضاء فى التخطيط لتنمية مصر وحوار تفاعلى حول العلم ودوره فى التنمية ونهضة مصر" وذلك فى إطار افتتاح مهرجان القاهرة للعلوم بالجامعة الأمريكية وذلك فى حضور د.على هادى نائب مدير الجامعة الأمريكية وأستاذ العلوم الاكتوارية و د.علاء إبراهيم أستاذ علم الفيزياء بكلية الهندسة والعلوم بالجامعة الأمريكية والمشرف على مهرجان القاهرة للعلوم وبحضور نخبة من العلماء والباحثين والدارسين والإعلاميين.
وحذر الباز من البناء حول وادى النيل واصفا ذلك بأنه جريمة فى حق مصر لأن هذه الأرض الزراعية مكونة منذ ملايين السنين "وهى اللى بتأكلنا " ولن نستطيع استرجاعها مرة أخرى ولذلك لابد أن نضع حدا قانونيا يجرم أى بناء على الأراضى الزراعية حتى وإن كان بناءً حكوميا ولابد من إيجاد مدن وقرى جديدة بعيدة عن النيل لإعطاء بدائل للناس من البناء على الأراضى الزراعية والتمركز حولها.
ووصف الباز مشروع "الممر المصرى" الذى يحلم بإقامته منذ 30 عام والذى يصل مابين العلمين والسودان موصلا إلى توشكى بأنه خطوة للتوسع حضاريا وزراعيا وتجاريا وصناعيا بعيدا عن وادى النيل وهو الآن مطروح للدراسة على طاولة الحكومة المصرية معبرا عن سعادته من ترحيب الشباب المصرى بمشروع "الممر المصرى" وتبنى الفكرة وإنشاء جروب "ممر التنمية المصرى" على الفيس بوك لأنه مشروع للشباب الصاعد فهو مشروعهم والأجيال القادمة هم المستفيدين منه.
وأوضح الباز أن أهم سبب لإنجاح أى مشروع هو وجود هدف محدد ومفهوم لكل أعضاء الفريق وأن يكون محددا فى فترة زمنية محددة وأن يكون هناك قائد وأفراد كل واحد له مسئولية محددة وهذا ما حدث فى مشروع أبولو وإعداد ناسا رواد الفضاء للهبوط على سطح القمر.
وأكد الباز أن الهدف وراء اهتمام الولايات المتحدة الأمريكية بالصعود للقمر والتحضير للسفينة أبولو هو رفع مستوى العلوم والتكنولوجيا فى أمريكا وأوضح أن من أهم أسباب انحدار الإتحاد السوفيتى هو سبق علماء الفضاء الأمريكان للروس وصعودهم إلى القمر قبلهم.
وأوضح الباز كيف أفادت تطبيقات علم الفضاء فى فهم طبيعة تضاريس الصحراء الغربية ووجود تشابهات كبيرة بين كوكب المريخ والصحراء الغربية وانتقد الباز سوء التخطيط فى مشروع توشكى موضحا أنه لا يوجد توصيل بين المياه والأراضى فى مشروع توشكى.
وأشار الباز على أنه لابد أن نتفق فيما بيننا على أن التعليم فى مصر "خربان" ولابد أن يكون لدينا هدف محدد وجدول زمنى محدد لإصلاح التعليم وعلى الحكومة أن تعطى التمويل اللازم ونعلن أنه فى خلال 15 سنة القادمة سيكون لدينا جيل قادر على التفكير والإبداع الاختراع.
وأضاف الباز أن سر نجاح حياته العملية هو الإصرار على المعرفة وعلى جمع أكبر عدد ممكن من المعلومات فهذا الذى ميزنى عن الآخرين وإنى أخذت الآية الكريمة "اقرأ" منهاج لحياتى فأبى الذى كان عالما جليلا فى الأزهر الشريف ومعلما للشيخ الشعراوى هو الذى زرع فى حب العلم والمعرفة.
وصرح الباز أننا "مش عايزين نروح القمر إحنا عايزين بس نأكل نفسنا" فأكد الباز على أنه لابد أن نؤمن وجود الغذاء فى مصر كما فعل نهرو لكى يوقف المجاعات فى الهند .
وفى تعليق الباز على مستقبل الإصلاح السياسى فى مصر وحالة الحراك السياسى فى المجتمع المصرى قال "لما نلاقى نأكل نفسنا نبقى نسأل مصر رايحة على فين".
بقاعة إيورت بالجامعة الأمريكية....
فاروق الباز: مازلت مستشارا علميا للرئيس مبارك ولكن مع إيقاف التنفيذ
الثلاثاء، 20 أبريل 2010 02:40 م