أكد المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة أن الدولة لابد أن تكون محفزة على الإنتاج، وأضاف رشيد أن مصر غنية فى مواردها ولكنها فقيرة فى أدائها، وهو ما تحاول الحكومة تغييره خلال فترة تواجدها.
وعن عدم شعور الشعب بالتحسن الذى تتحدث عنه الحكومة دائما أكد رشيد خلال حواره فى برنامج من قلب مصر مع الإعلامية لميس الحديدى أننا اليوم نتحدث فى ظل تضاعف الإنتاج الصناعى 3 مرات خلال الخمس سنوات الماضية، وهو ما ساعدنا أن نكون من أوائل الدول التى تجاوزت تداعيات الأزمة المالية العالمية، مشيرا إلى أن الناس لابد أن تفهم أن هذا التحسن يمر بمرحلتى "السرعة والتوزيع" وهو أمر ليس سهلا ولن يشعر به المواطن فى يوم وليلة، مستشهدا بالصين التى أصبحت من أقوى الدول إنتاجيا إلا أن أكثر من نصف شعبها لم يشعر بالإنجاز الذى صنعته خلال الـ 30 سنه الماضية.
وأعرب رشيد تخوفه من تعطل مسيرة الإصلاح وعدم الاستمرارية، قائلا "أنا همشى من الحكومة والناس اللى معايا هتمشى والفريق القادم لابد أن يستكمل مسيرة الإصلاح".
وأشار رشيد أنه يجب أن يكون هناك موقفا سياسيا يحمى الإصلاح الاقتصادى من التذبذب الذى يحدث مؤكدا أنه ضد أن تكون الدولة مالكة على الصعيد الدائم بل أننا نتحدث عن اقتصاد يحتاج إلى مرونة وثواب وعقاب ومنافسة، وهو ما يجب أن تدركة شركات القطاع الخاص لكى تعمل فى اقتصاد السوق لتوفير الإنتاج اللازم.
وعن عدم إحداث الحكومة التوازن المطلوب بين الشعب والإحساس الدائم بأن القطاع الخاص يتمتع بالفساد أكد رشيد أن هناك أمرين هامين لابد من تحقيقيهما الأول لابد أن يكون هناك مساواة فى الفرص بين المواطنين، فخريجى الجامعة الإقليمية لابد أن يشعر أنه مثل أى خريج آخر وهذا هو دور الحكومة، الدور الآخر الذى يجب أن تلعبه الحكومة هو حماية محدودى الدخل من تأثير السوق وارتفاع الأسعار، مشيرا أن لدينا تفاوتا كبيرا فى الدخل "واحد بياخد 500 ألف فى الشهر، وشخص آخر معاشه 250 جنيه" وهى المعادلة الصعبة التى يجب تحقيقها، فالحكومة واجبها أن تساوى بين الفرص وليس المساواة فى الدخل، لافتا إلى أن هناك شعورا عاما بأن القطاع الخاص يتمتع بالفساد وأنه مكروه، وهذا خطأ فالقطاع الخاص عبارة عن مشروع من شاب فى بداية حياته كافح واستمر فى عمله إلى أن أصبح مشروعا كبيرا وليس من المعقول أن أصفه بالفساد، لكن هذا لا يمنع أن هناك فسادا ولكن ليس الكل فاسدين.
وبسؤاله عن عدم كشف الدولة عن اسم الشخص المصرى المتورط فى قضية "رشوة مرسيدس" كشف رشيد أن هناك تحركا تم بالفعل من قبل وزارة الخارجية للإطلاع على البيانات من الخارج ومعرفه القضية بكل ما فيها وهو الأمر الذى تم بالفعل، مشيرا إلى أن التحقيقات مازالت مستمرة.
وعن هل مصر دولة صناعية أم زراعية أكد وزير التجارة والصناعة أن مصر اقتصادها متنوع لكن وهناك تطور بالفعل، وأوضح أن لدينا 20% من الاقتصاد صناعى، و12%سياحى، وأقل منه زراعى، بالإضافة إلى 15% من الاقتصاد يتمثل فى قطاع البترول والغاز، بجانب قطاع الخدمات مثل قطاعات المقاولات والبنوك والاتصالات التى ستزيد مساهمتها فى الاقتصاد فى المرحلة القادمة، وأوضح أن القطاع الصناعى هو الأساس لأنه القادر على خلق فرص عمل كثيرة وإنشاء مناطق صناعية قادرة على الإنتاجية والمنافسة، لافتا إلى أن التوسعات الصناعية التى تمت خلال الفترة الماضية كانت أهمها فى الصناعات الثقيلة مثل "الحديد والاسمنت والأسمدة والكيماويات والزجاج"، وهذه الصناعات هى التى تساعد على زيادة الصادرات لأن استثماراتها ضخمة وتعطى دعم كبير للصادرات.
وأكد رشيد خلال حواره أن مصر افتقدت التنوع فى كل شئ فى الآراء والأفكار والجنسيات، لافتا إلى أن أى مجتمع فى العالم يستمد ثقلة من التنوع الموجود به مع الحفاظ على ثقافتنا وشخصياتنا، فالتنوع جزء أساسى من التنمية الاقتصادية، مشيرا إلى أن الاحتكاك بالشعوب الأخرى أمر هام للغاية قائلا " إحنا محتاجين منخافش من الأجانب، إحنا مش اقل منهم فى حاجه".
وبسؤاله عن مصر رايحة فين؟ قال رشيد إن مصر لديها مقومات نجاح كبيرة ولديها شعب عظيم، فشباب مصر لديهم إمكانيات كبيرة لابد من استغلالها لبناء منظومة قادرة على الإنتاج والتنافسية، واصفا هذا بالمشوار الصعب الذى لابد أن نعمل جميعا على تحقيقه.
ووجه رشيد كلمة للشباب حثهم فيها على زيادة الثقة بأنفسهم وعدم الخوف من الفشل لأن الفشل جزء من التجربة واستكمال الطريق.
وبسؤاله عن هل المهندس رشيد عارف هو رايح فين؟ صمت الوزير وضحك ثم قال "أنا متفائل ومش خايف من ترك الوزارة"، وأتمنى أن أنهى مهمتى فى الحكومة فى الوقت المناسب الذى أشعر فيه أننى قدمت خدمة لهذا البلد".
فى حواره مع برنامج "من قلب مصر"..
رشيد محمد رشيد: الخارجية طلبت الإطلاع على تفاصيل قضية "رشوة مرسيدس".. و "إحنا محتاجين منخافش من الأجانب لأننا مش أقل منهم فى حاجة ومش خايف من ترك الوزارة"
الثلاثاء، 20 أبريل 2010 02:09 م