لا يوجد حتى الآن حصر شامل لخسائر شركات الطيران الأوروبية والعالمية من جراء ثورة بركان أيسلندا، وفى حين تذهب بعض الأرقام إلى أن الخسائر فى حدود 200 مليون دولار فى أربعة أيام، ترى تقديرات أخرى أن الرقم قد يصل إلى عدة مليارات، إذا أخذنا فى الاعتبار عشرات الآلاف من المسافرين الذين استضافتهم شركات الطيران العالمية فى فنادق خمسة نجوم لحين استئناف رحلاتها.
ورغم أن الأزمة اقتصادية بالمقام الأول، لكن التعامل الأوروبى معها لم يضع الاقتصاد فى مقدمة الأسباب الداعية لوقف رحلات الطيران، وإنما كان الهدف الأهم هو الحفاظ على حياة المواطنين الذين يستقلون تلك الطائرات.
ورغم أن بعض الآراء كانت تذهب إلى أن السحب البركانية لا تمثل خطرا مباشرا على الملاحة الجوية، وأن الطائرات يمكنها الاستمرار فى الطيران المخفض، لكن السلطات الأوروبية رأت أنه لا يجوز إقلاع الطائرات من مطاراتها حتى ولو كانت نسبة الخطر لا تتعدى 1% فقط، لأن مهمة أى حكومة هى الحفاظ على سلامة مواطنيها.
وفقا للإعلان العالمى لحقوق الإنسان، ومواثيق حقوق الإنسان الدولية والأوروبية وحتى العربية منها، يعتبر الحق فى الحياة هو أول وأهم وأعلى الحقوق التى يجب أن يتمتع بها الإنسان، لأنه إذا لم يأمن الإنسان على حياته فلا معنى لأية حقوق أخرى مثل التعبير والسكن والمأكل والعمل... إلخ.
وهذا هو الدرس الأهم الذى يمكن الخروج منه من هذه الأزمة الاقتصادية العابرة، فحين يتعلق الأمر بالوقوع فى خسائر اقتصادية بالغة، أو الحفاظ على حياة الناس يختار المسئولون حياة البشر، فالخسارة الاقتصادية مهما زادت حدتها، لا يمكن أن تساوى حياة مواطن واحد.
لكن السؤال المهم: هل نحن فى مصر وعالمنا العربى من الخليج للمحيط، نعطى حياة البشر مثل هذه الأهمية والقدسية والحصانة، أم أن الناس هى أخر ما تفكر فيه الحكومات؟.. فعلى الأقل لا يزال لدينا نواب يطالبون بإطلاق النار على متظاهرين يعبرون عن آراءهم بطرق سلمية؟!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة