كشف التقرير الذى أصدرته اليونسيف بعنوان "وضع الأطفال فى العالم" لعام 2010 فيما يخص مصر أن الحملات العامة التى قامت بها وزارة الصحة لتعزيز استخدام أملاح معالجة الجفاف عن طريق الفم "محلول الجفاف"، ساهمت بشكل كبير فى خفض وفيات الأطفال الرضع الناتجة عن أمراض الإسهال.
كذلك نجحت مصر فى الفترة من 1992 إلى 2008 فى خفض معدل وفيات الأطفال دون الخامسة بمقدار الثلثين "من 85 الى 28 حالة وفاة لكل 1000 طفل رضيع، وبالنسبة للأمهات انخفض معدل الوفيات إلى 130 وفاة لكل 100 ألف حالة ولادة، بينما وصلت نسبة التحصين الروتين للأطفال ضد الأمراض إلى 98% لعام 2007.
وأكد التقرير على وجود تفاوتات كبيرة بين أوضاع الفتيات تختلف باختلاف المستوى التعليمى والاجتماعى لأسرهم، بالإضافة إلى أماكن إقامتهن، حيث تبلغ نسبة ختان الإناث فى صعيد مصر 85%، 75% من الفتيات من 15 إلى 17 عاما خضعن لهذه العملية، و24 % دون سن الثامنة "وفقا لبحث أجرته وزارة الصحة عام 2008، إلا أن هذه النسبة تنخفض بصورة كبيرة فى المدارس الحضرية الخاصة ولا تتجاوز 10%.
ونبه التقرير إلى أن مصر قامت عام 2008 بعد وفاة إحدى الفتيات أثناء إجرائها لهذه العملية، قامت بتعديل قانون حماية الطفولة لعام 1997 بحظر ممارسة ختان الإناث وفرض عقوبات تصل إلى السجن والغرامة لمن يقوم بممارستها، إلا أن ختان الإناث على الرغم من تراجعه الملحوظ لم تتوقف ممارسته حتى الآن.
وبالنسبة لمجال تزويد المياه شدد التقرير على أن مصر تواجه "تهديدا جسيما" لكل من التنمية البشرية و تنمية الطفولة، حيث جاء فى تقرير التنمية البشرية الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائى أن "أحد أعظم التحديات التى تواجهها مصر فى الوقت الحالى هو عدد الأسر الريفية والحضرية التى تحتاج إلى البنية التحتية الأساسية، وعلى رأسها بالدرجة الأولى تزويد المياه وشبكات الصرف الصحى"، مشيرا إلى أنه على الرغم من قيام الحكومة المصرية بتخصيص 13 مليار دولار لهذا الغرض،إلا أن التقديرات تشير إلى أن القرى التى سيتوفر بها نظام للصرف الصحى هى 40% فقط من قرى مصر.
فى الوقت نفسه أكد التقرير إلى استمرار زيادة التفاوتات فى تقديم الخدمة على مستوى مختلف المحافظات، حتى لم يتم إعطاء الأولوية لتوصيل برامج التنمية إلى الريف، خاصة بالصعيد الذى يمثل ثلث نسبة السكان فى مصر، فى حين يصل معدل الفقر فى ريف الصعيد إلى ضعف معدل الفقر الوطنى.
أما فى المناطق غير الكثيفة بالسكان فى شمال مصر فتفتقر إلى وجود المدارس والرعاية الصحية والمياه، بينما يعانى أطفال البدو من حالات هزال مرتفعة ووقف النمو، بالإضافة إلى التهابات المسالك البولية، فى حين أن هذه الأمراض الثلاثة من السهل الوقاية من الإصابة بها عن طريق استخدام تدابير وقائية وعلاجية.
ويختتم التقرير الجزء الخاص بحقوق الأطفال فى مصر بأن الوصول إلى الأطفال بالمناطق النائية والريفية يعد تحديا رئيسيا أمام الحكومة للوصول إلى تحقيق جميع حقوق الطفل، وهو الأمر الذى يتطلب مشاركة كافة الجهات المعنية، إلى جانب التعاون الدولى.
تقرير اليونسيف يكشف انخفاض معدل الوفيات فى مصر بمقدار الثلثين.. وأطفال البدو يعانون من هزال ووقف نمو.. وبلوغ نسبة ختان الإناث إلى 85%
الثلاثاء، 20 أبريل 2010 04:43 م