قال الباحث الدكتور"سميح شعلان" إن كثرة الأزمات التى يتعرض لها المصريون، جعلتهم يلجأون للرموز الدينية كنوع من الخلاص فنجد على سبيل المثال الأقباط يعتقدون فى ظهور السيدة العذراء والمسلمون يتبركون بالأولياء الصالحين ويتمسحون فى مقامتهم أو يكتفوا برؤية الرسول صلى الله عليه وسلم فى المنام.
وأضاف: من خصائص المعتقدات الشعبية أنها نابعة من داخل كل فرد، والخيال الفردى يلعب دورا رئيسيا فى صياغتها ومدى الإيمان بها عند كل شخص، ونحن فى حاجة لظهور العذراء كطوق نجاة للتخلص من المشاكل التى تواجهنا يوميا فالمصريون يلجأون بطبيعتهم من فترة لأخرى للرموز الدينية باعتبارها هى الوسيلة الوحيدة لتخليصهم مما هم فيه.
جاء ذلك خلال الندوة التى عقدت صباح اليوم بمقر الهيئة المصرية العامة للكتاب لمناقشة كتاب " حقيقة ظهور العذراء " للكاتب الصحفى محمود صلاح، فى حضور الباحث الدكتور عمار على حسن والدكتور سميح شعلان.
وأتفق معه "عمار على حسن" قائلا: محمود صلاح اتبع منهجا وصفيا فى كتابه، ووضع الظاهرة كما يراها اصحابها بطريقة محايدة، ومن وجهة نظرى فقداسة البابا شنودة لخص الموضوع كله حين قال إن من يؤمن بالعذراء يراها ومن لا يؤمن بها لا يراها وبالتالى فالمسألة تحولت لقضية إيمان فقط، وهذا أيضا ما أكدته الكنيسة المصرية والفرنسية والبرتغالية عندما أشارت أن ظهور العذراء كان مجرد مشاهدات وايحاءات ولايمكن ان نسخر من معتقد ايمانى يراه أصحابه مهما كان رأى العلم فيه.
وأضاف: تجلى السيدة العذراء هى ظاهرة موجودة فى معتقدات الناس وأشواقهم وأمنياتهم وهى التى تدفع اقدامهم للالتفاف حول الكنائس، وقبل كل شئ علينا أن نفكر فى الآثار الإيجابية لتلك الظاهرة فهى تعظم الوحدة الوطنية والإيمان، وياريت تظهر علطول علشان تجمع بين المسلمين والمسيحين على شئ ايجابى بدلا من دخولهم فى مشاحنات وصراعات على أشياء تافهة.
فيما أشار مؤلف الكتاب الكاتب الصحفى محمود صلاح رئيس تحرير أخبار الحوادث أن الكتاب من أكثر الكتب التى استمتع بكتابتها، مؤكدا على أنه اعتمد فى كتابه على رصد وبحث أماكن تجلى السيدة العذراء بداية من ظهورها الأولى فى أوروبا وحتى الظهور الأخير لها فى كنيسة الوراق.
وأضاف: لا أحد ينكر أن السيدة العذراء لها مكانة عظيمة بين المسلمين والمسيحيين وكلاهما يتشوقا لرؤية تجليها فى السماء ويستقبلا ذلك الحدث بمنتهى الفرحة.