الصراعات الداخلية تهدد بفشل ائتلاف المعارضة

الثلاثاء، 20 أبريل 2010 04:48 م
الصراعات الداخلية تهدد بفشل ائتلاف المعارضة محمود أباظة رئيس حزب الوفد
نرمين عبد الظاهر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رغم مرور أكثر من شهر على اجتماع ائتلاف الأحزاب والذى عقد بأحد الفنادق تحت عنوان "التعديلات الدستورية العاجلة‮.‬. البديل الآمن للوطن"، والذى خرج منه ممثلو الأحزاب بخطط واَليات جديدة للعمل، إلا أنه لم يحدث حتى الآن أى فعاليات لهذا الاجتماع ومازال الصمت والسكون يحيطان بالأحزاب السياسية.

حزب الوفد انشغل بانتخابات رئاسته التى ستقام بعد أسابيع، والتجمع دخل فى صراع مرير بين أعضائه بسبب الموقف من الحوار مع الإخوان، أما الناصرى فكان خضوعه واستسلامه سببا فى ضعفه داخل الائتلاف، بينما كان وضع حزب الجبهة بما أنه أضعف هذه الأحزاب على حد توصيف الدكتور حسام عيسى نائب رئيس الحزب الناصرى مختلفا لبحثه الدائم عن وسائل تجعله كيانا مساويا للأحزاب السابقة.

حزب الوفد الذى طالب رئيسه محمود أباظة خلال المؤتمر بدستور جديد يمثل عقدا اجتماعيا يحقق التوازن بين السلطات، ويجعل للشعب الحق فى اختيار حكامه بإرادة حرة كاملة، وفى ظل قلقله الشديد من الوضع الحالى، تجاهل كل هذا بسبب شعوره أن كرسيه فى رئاسة الحزب بدأ يهتز لدخول منافس جديد فى الانتخابات المقبلة هو فؤاد بدراوى.

أباظة وجدها فرصه ليهرب من تعهداته بحثا عن طريقة تدعم وتضمن استمراره فى مقعده، بل حاول أن يستعين فى ذلك بأكبر عدد من قيادات الحزب، واختفى كلامه عن التصدى لفساد النظام، والتعاون مع القوى السياسية الأخرى لتقوية ائتلاف الأحزاب بهدف تكوين جبهة موحدة تسعى إلى تحقيق هذا الأمل.

ولم يكن انشغال الوفد باختيار رئيسة أو التصديق على اقتراح أباظة بمد فترة الهيئة العليا عام لتصبح5 سنوات بدلا من أربع، وأصبح موقف أباظة بمثابة انتهاك واضح وصريح لمبادئ الائتلاف التى جاءت فى البيان الجماعى فيما يخص ضرورة إعادة التوازن بين سلطات الدولة وتقرير الحريات العامة والقضاء على احتكار السلطة، وتوفير الضمانات لتداولها السلمى.

وسار حزب التجمع على نفس نهج الوفد بتجاهل الدفاع عن مطالب الائتلاف أو التعاون مع بقية القوى السياسية، وهو الذى صرح به الدكتور رفعت السعيد رئيس الحزب خلال الاجتماع، مؤكداً أنه سيمد يده للجميع الذين يقبلون الدعوة للتغيير المرتبط بمصالح الجماهير، لكن تصرفاته لم تؤكد على هذا المعنى حيث استمر فى محاربة جماعة الإخوان المسلمين خاصة بعد إجراء الحزب حوار معهم، دون الالتفاف إلى أن استمرار هذه الحرب سيكون سببا فى أمرين، الأول خلق انشقاق داخل صفوف الحزب بعد إن أكد أنيس البياع نائب رئيس الحزب تجميد عضويته، بالإضافة إلى تقديم عبد الرحيم على عضو الأمانة المركزية استقالته من الحزب وتأكيد الاثنين أنهم لن يتراجعوا عن قراراتهم.

أما الأمر الثانى فجعل قيادات الحزب وعلى رأسها السعيد تلهث وراء إنهاء هذه الخلافات والانشقاقات أملا فى إعادة السكينة إلى الحزب على حساب الدور الذى يجب أن يقوم به التجمع على الساحة السياسية، خاصة مع تقارب موعد الانتخابات البرلمانية.

الحزب الناصرى ثالث أضلاع المربع الذى يشكله ائتلاف الأحزاب، أكد نائبه الأول سامح عاشور ضرورة استبعاد الحقبة التاريخية الماضية والتركيز على المرحلة التى نعيشها الآن ومستقبل الديمقراطية فى مصر، مؤكدا أن التعددية الحزبية فى مصر أصبحت فى خطر الآن.

الضلع الرابع وهو حزب الجبهة أجدد هذه الأحزاب كان موقفة مختلف، حيث وجد أن العمل سواء داخل الائتلاف أو خارجة هو الهدف الأول بالنسبة له، ليس بهدف المصلحة العامة، ولكن لصالح إعادة روح الميت التى ساءت بعد تقديم استقالة عدد كبير من قياداته وأعضائه، تحت مبرر أن الغزالى والأمين العام مارجريت عازر استغلوا الحزب لصالح أغراضهم الشخصية.

واعترف منير فخرى عبد النور سكرتير عام حزب الوفد أن سبب تعطل أعمال الائتلاف كل هذه الفترة هو انشغال الحزب بأموره الداخلية، إلا أنه تراجع قائلا "الائتلاف سيباشر عملة بعد أن أنهى مهامه الداخلية من خلال عقد اجتماع قريب بينهم ".

من جانبه برر الدكتور حسام عيسى، أستاذ القانون، ضعف تلك الأحزاب فى تنفيذ وعودها وانشغالها بخلافاتها الداخلية بأنها من صنع النظام .

بينما أكد الدكتور عمرو هاشم ربيع الخبير بشئون الأحزاب بمركز الدراسات السياسية بالأهرام إن مصير هذا الائتلاف لن يخالف بقية الائتلافات السابقة والتى واجهت مصير ها بـ"الفشل"، مؤكدا أن اهتمام قيادات تلك الأحزاب يكون شاغلها الشاغل الاستمرار فى مقاعدها داخل أحزابها دون الالتفاف إلى دورها الأساسى فى الدفاع عن المواطنين .

وأوضح ربيع أن الفترة القادمة ستثبت أن الحركات الاحتجاجية واللجان الشعبية هى الأقوى من تلك الأحزاب.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة