أحمد تيموريكتب: أمن مصر المائى

الثلاثاء، 20 أبريل 2010 03:54 م
أحمد تيموريكتب: أمن مصر المائى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد انتهاء اجتماع وزراء دول حوض النيل، المنعقد فى شرم الشيخ اليوم، الأربعاء، بانقسام حاد بين فريقى دول المنبع السبع ودول المصب(مصر والسودان) توزيع الحصص وإقامة السدود على مجرى النهر ومع تواتر أنباء بأن وزارة الخارجية المصرية لديها معلومات بأن وفدًا إسرائيليًا قام بزيارة العاصمة الإثيوبية أديس أبابا الأسبوع الماضى للتدخل فى مسار المفاوضات، ومع تصريحات الدكتور محمد نصر الدين علام، وزير الموارد المائية والرى، أن الموقف المصرى تجاه مياه النيل ومفاوضتها يرتكز دائما على قاعدة الفائدة للجميع، والمحافظة على الثوابت المصرية لحفظ حقوق مصر التاريخية واستخداماتها الحالية من المياه، بل والعمل على زيادة حصتها المائية من النيل عند تنفيذ المشروعات المشتركة مع دول أعالى النيل، من خلال مبادرة حوض النيل التى يدعمها البنك الدولى مع الجهات الدولية المانحة، فيجب أن نقف هنا لنسأل أنفسنا ما وضع مصر الأمنى المائى؟ وهذا الملف هو أهم ملف أمنى فى مصر، إذ أن النيل هو شريان الحياة لكل المصريين ولا يخفى على الجميع أن مصر تشهد أزمة فى مياه الشرب مع نهاية تسعينيات القرن الماضى، وهو ما دفع د. محمود أبو زيد وزير الرى السابق إلى الدخول فى مفاوضات بين دول الحوض فى سويسرا عام 1997، لزيادة حصة مصر من النهر، بعد أن أصبحت الحصة الأساسية التى تقدر بـ 55 مليار متر مكعب، لا تكفى احتياجات المواطنين ومشروعات التنمية المختلفة، وانتهت هذه المفاوضات إلى وضع "مبادرة دول حوض نهر النيل" فى عام 2000، التى تهدف إلى زيادة موارد النهر لدول المنبع أيضاً (أثيوبيا وكينيا وتنزانيا وأوغندا وبوروندى ورواندا والكونغو الديمقراطية)

وفى تصريحات هامة، يجب الوقوف عندها، للصحفى يحيى غانم نائب، رئيس تحرير جريدة الأهرام، قال لا يستبعد دور إسرائيلى بهذا الخصوص رغم أن التكهن صعب جدا وقال إنه فى المستقبل ربما سترغب إسرائيل بحصة فى مياه النيل، وأضاف إن إسرائيل متواجدة وبقوة فى هذه المنطقة فى العالم منذ مدة طويلة وهذا حق لها كدولة تختار لنفسها الدول التى تود إقامة علاقات معها، ولكنه لا دلائل على وجود توجه معلن.

تقوم الإستراتيجية الإسرائيلية عليه ولا نغفل أن إسرائيل لديها مبدأ فى غاية الخطورة على الأمن المائى العربى، بل وعلى الأمن القومى العربى ككل، هذا المبدأ هو "أن المياه مصدر استراتيجى تحت السيطرة العسكرية"، ولذلك سعت إسرائيل منذ البداية للسيطرة على مصادر المياه العربية، وتقول رئيسة وزراء إسرائيل رئيسة الوزراء السابقة "جولد مائيير لذلك وقالت إن التحالف مع تركيا وإثيوبيا يعنى أن أكبر نهرين فى المنطقة "النيل والفرات" سيكونان فى قبضتنا "وقد بدأت إسرائيل بتنفيذ خطتها لاستغلالهما المياه العربية منذ منتصف الستينيات وخاضت حرب يونيو 1967 من أجل هدف الوصول إلى المياه العربية، فاحتلت مصادر مياه نهر الأردن ومرتفعات الجولان، وأكملت ذلك بغزو لبنان عام 1982 لتكمل سيطرتها على نهر الليطانى، وبذلك حققت حلمها التاريخى وها هى الآن تتوغل فى دول حوض النيل بإقامة علاقات متكاملة مع دولها وتقديم مساعدات اقتصادية وعسكرية واستثمارات وتدريب أمنى للأجهزة الأمنية بتلك الدول، لقد لفت نظر الرئيس الراحل أنور السادات عبارة مكتوبة على باب الكنيست(حلم إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات) إنه الحلم الراسخ فى الوجدان الإسرائيلى والذى لن تتوانى ولا تتراجع عنه مهما طال الزمن.

إن حل الأزمة الحالية لن يأتى فقط بالاجتماعات والمفاوضات وإن كنت أرى أن هذا الملف يجب أن يحال إلى جهة سيادية وأن تشترك فيه كافة أجهزة الدولة ومؤسستها يجب أن يكون لمصر تواجد فى دول حوض النيل يجب أن تلتفت مصر لتلك الدول وتحافظ على أمنها المائى عن طريق التواجد الدبلوماسى المكثف وضخ الاستثمارات وترسيخ العلاقات وإرسال بعثات علمية من أجل النهوض بالتعليم فى تلك الدول وتدريب أجهزتها الأمنية، هنا يكمن الحل، والحد من التوغل والنفوذ الإسرائيلى فى تلك الدول للحفاظ على أمن مصر القومى المرتبط بمياهها، إن المعركة نقلت إلى ساحة جديدة يجب أن ندرك ذلك.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة