◄◄المعتصمون: النوم على الأرض صعب أوى وماكنش عندنا حاجة نفرشها كنا بنجتمع فى القهوة كل ليلة ونطلع بيان «مجلس قيادة الثورة»
◄◄ د.جهاد: اعتصمت مع المعاقين أمام مجلس الشعب فى لحظة يأس
◄◄ خالد: لم يكن معنا ثمن أكلنا واعتمدنا على المتبرعين
معاقون.. وعمال أمونسيتو وطنطا للكتان وبتروتريد رفضوا الإهانة والتشريد، وقرروا انتزاع حقوقهم بأيديهم فخرجوا إلى شارع مجلس الشعب، واعتصموا أمام البرلمان، ولم يفضوا اعتصاماتهم إلا بعد أن استجابت الحكومة لمطالبهم.. ولم يكن هذا هو الاعتصام الأول ولا الأخير، فقد انتشرت ثقافة الاعتصام، فى المجتمع المصرى فى الآونة الأخيرة وباتت مألوفة لدى العمال للحصول على حقوقهم المهدرة والتى لم يستطع حتى القانون أن يكفلها لهم.. وأيضا فى تعبير عملى عن ضعف المنظمات النقابية.
فكيف يقضى المعتصم أيامه، وكيف يرى الحياة من خلال الاعتصام وما الخبرات التى يضيفها له الاعتصام.. وكيف تتغير نظرته للحصول على حقوقه، وما الفوائد التى تعلمها له التجربة.. بانوراما حقيقية ترصدها يوميات المعتصمين، على اختلاف أعمارهم، وفئاتهم، ومشكلاتهم.. نتعرف عليها عبر السطور التالية..
لحظة يأس
جاءت من مدينة الزقازيق كى تكمل تعليمها الجامعى بجامعة عين شمس وتخرجت بتفوق، ولأنها من خارج القاهرة فقد حصلت على موافقة استثنائية من رئيس الجامعة بالإقامة فى المدينة الجامعية حتى تستطيع ترتيب مسكن خاص بها، وبعدها وفرت مسكنا كان يلتهم راتبها كله، فبدأت رحلة العذاب مع محافظة القاهرة كى تحصل «الدكتورة جهاد» على شقة من مساكن الشباب، أو إسكان مبارك، ولكنها قوبلت برفض ومهانة شديدة، وفى لحظة يأس وأثناء عودتها من المحافظة وجدت مجموعة من المعاقين معتصمين أمام مجلس الشعب، وعن يومياتها فى اعتصام المعاقين، تقول: »انضممت إليهم دون الاهتمام بالعواقب خاصة وأنا أعمل وليس من الطبيعى الغياب أكثر من أسبوع عن عملى دون وجهة حق ولكن من يقبل على الانتحار تهون عليه الدنيا بمن فيها ولا يفكر إلا فى الخروج منها، فحياتنا صعبة وظروفنا صعبة فكان لابد من مواجهة المسئولين كى ينتبهوا لنا وبمشاكلنا، وقد نجح الاعتصام إلى حد ما واستجاب محافظ القاهرة لمعظم مطالبنا، وحصلت على شقة من شقق الشباب بعد اعتصام دام أكثر من خمسة أيام، وخرجت بدروس مهمة من هذه التجربة أهمها أن الاتحاد قوة، وما ضاع حق وراءه مطالب حتى إن حصلنا على جزء من حقوقنا فهذا يعد إنجازا فى حد ذاته، لذا لن أتهاون فى حقى وحقوق المعاقين بعد ذلك حتى إن قررت خوض تجربة الاعتصام مرة ثانية وثالثة، مهما كانت مرارتها وصعوبتها طالما هى الوسيلة الوحيدة لسماع صوتنا والاستجابة لمطالبنا.
وأهم استفادة ومكسب حصلت عليه من هذه التجربة والحديث لا يزال على لسان جهاد هى صداقات جديدة ستستمر معى للأبد إن شاء الله، فالصداقة القوية تولد من رحم الأزمات والأصدقاء المتماسكون هم من يجمعهم فكر واحد وهدف واحد ومن ثم يتكاملون فيما بينهم لتحقيق هدفهم ومطالبهم.
وتضيف جهاد: يوم الاعتصام هو يوم مشحون بالمفاوضات والمقابلات مع المسئولين من أعضاء مجلس الشعب والإعلاميين ومنظمات حقوق الإنسان وحركات التغيير مثل كفاية التى انضمت لنا تساندنا وتقف بجوار قضيتنا، فكانت فرصة لسماع صوت المعاق والحديث عن أحلامه ومطالبه فى الحياة، فالمعاق ليس متسولا لعمل أو لمال وإنما هو مواطن مصرى من حقه الحياة فى ظروف أفضل، وهو ما جعلنى أشعر بأننى صاحبة رسالة أنتقل بين وسائل الإعلام المرئية والمقروءة خاصة بعد أن أصبح الكثير منهم أصدقائى يستضيفوننى فى برامجهم حتى بعد الاعتصام كى أتحدث باسم آلاف المعاقين الذين حققوا نجاح فى جميع المجالات ومازال البعض ينظر لهم نظرة غير آدمية، معتقدين أن الإعاقة تعنى الغياب عن المشاركة فى الحياة العامة ومن ثم ليس لنا أى حق فيها.
وتوضح جهاد عن يومياتها فى الاعتصام التى غلب عليها النشاط الإعلامى:» لا أشعر بالغرور من كثرة ظهورى الإعلامى، فهذا الظهور أضاف عبئا جديدا على كاهلى فأنا أتحدث باسم آلاف المعاقين الذين يعانون قسوة الحياة سواء فى مواصلات وطرق وسلالم.. لا تراعى سير المعاقين بها أو قوانين وقرارات إدارية لا تفعل مثل قانون 5% الذى يتعامل مع عمل المعاق كنوع من التسول خاصة فى شركات القطاع الخاص فلا تحرص على توافر عمل للمعاقين لديها بقدر حرصها على صرف رواتبهم..
كما أن نشاطى الإعلامى هذا كشف لى عن أحقاد بعض الزملاء الذى حاولوا التقليل من أهمية الحديث مع وسائل الإعلام وجدوى المطالبة بحقوقنا أو التعليق السلبى على المقابلات التليفزيونية التى أجريت معى، ولكننى تأقلمت مع الموقف فليس من الطبيعى أن تجد التشجيع والموافقة من الجميع، يكفينى مؤازرة أصدقائى المعاقين أصحاب المشكلة والذين يهمهم الحديث عن القضية أكثر من المتحدث ذاته، أما عن أهلى خاصة أمى فهى ترانى سوبر ستار وتفرح كلما شاهدتنى فى التليفزيون وتتصل بى تشجعنى وتدعو لى بالتوفيق والنجاح دائماً.
معاناة كريم
كريم محمد رضا شاب فى الثلاثين من عمره، وهو واحد من المئات الذين اعتصموا أمام مجلس الوزراء احتجاجا على قرارات شركة بتروتريد التعسفية، مؤخراً، كما كان واحداً ممن قادوا هذه الاعتصامات.
وعن يومياته فى الاعتصام وحكايته الكاملة مع الشركة، يقول: «أنا اتخرجت من كلية آداب قسم تاريخ وباشتغل فى الشركة من سنتين، واتعرضت للفصل من شهرين لما طالبت بتكوين لجنة نقابية للعمال، ومن وقتها رفضت الشركة تجدد لى العقد لأنى مش متعين واتفصلت، ومن وقتها وأنا باحاول أساعد العمال وباعلمهم وازاى ياخدوا حقوقهم، لأنى لقيت أغلبهم مش فاهم حقوقه ومش عارف إزاى يدافع عنها، واشتركت معاهم فى أول اعتصام من شهرين وبعدين تانى اعتصام كان الأخير».
يوميات كريم فى الاعتصام كانت مختلفة عن أى شخص، يقول: «كنت قائد المجموعة باقوم من النوم الساعة تمانية ونفطر أى حاجة، نلم من بعض ونجيب أى أكل وفى الغالب ماكنتش بادفع كانوا بيعزمونى، وبعد كده نقعد نتكلم فى ظروفنا وحياتنا، وممكن الشركة توافق على مطالبنا ولا مش هتوافق وهنعمل إيه، وعمرى ما هانسى أما واحد منهم قالى أنا والله مافيش فى جيبى غير خمسة جنيه ومفروض أودى مراتى بكرة تعمل تحاليل بـ300 جنيه ومش عارف أعمل إيه، والكلمة دى أثرت فيا أوى وحسستنى أد إيه العمال دول مظلومين».
يتذكر كريم تلك اللحظات بعين بائسة ويقول: «كمان البرد كان شديد أوى علينا، وماكوناش عارفين نعمل إيه ومافيش عندنا أغطية كفاية».
وتسجل يوميات المعتصم كريم، لقطة قاسية كما يصفها، يقول: «فى أحد أيام الاعتصام جالنا أحد لواءات الشرطة، وح أفضل طول عمرى فاكره وهوه بيقول لى، «أنا ممكن أدوس عليك بالجزمة إنت واللى معاك»، وحسيت وقتها بجد بالمهانة وبإهدار كرامتى، وهددنى وقالى خلّى الناس إللى معاك تتنازل أحسن لك وأحسن لهم».
«آخر ما زهقنا - يضيف كريم - عملنا وفد مننا وروحنا علشان نقابل نائب الوزير وعاملنا بصورة وحشة وقالنا بلا لجنة نقابية بلا زفت، دا غير إنه قالى هلطشك بالألم، ورجالته مسكونى وضربونى وعاملونى أسوأ معاملة، وبعدها أهل خطيبتى فسخوا الخطوبة، وطبعا اتضايقت أوى ومابقتش عارف أعمل إيه، لكن مافيش حل عندى غير الاعتصام، فأنا والدى متوفى، ووالدتى بتاخد معاش هو إللى بنصرف منه على البيت، وأنا كل الفلوس إللى كنت محوشها للجواز صرفتها لأنى مابقتش بآخد مرتب، وصعبت عليا نفسى أوى لأنى كمان عامل دراسات عليا، فإزاى يبقى ده وضعى، أنا كل زمايلى إللى فى سنى اتجوزوا وخلفوا».
أنا فى أيام الاعتصام كنت متواصل مع الناس علشان أعرفهم قضيتنا عن طريق الفيس بوك، فعملت للعمال مدونة، وجروب، لأنهم مالهمش فى النت خالص، وكان لابد أستخدم كل شىء باعرفه فى دعم الاعتصام.
حياة كريم - كما يصف - لم تختلف كثيراً قبل الاعتصام عنها بعده، ويوضح: «ماحدش اتخلى عنى الحمد لله، لا أهلى ولا جيرانى، ولا أصحابى، وكل الناس اللى أعرفهم بيعاملونى أحسن معاملة، وحتى العمال لسه بيكلمونى لحد دلوقتى، وباروح لهم فى باقى اعتصاماتهم اللى داخل الشركة دلوقتى، ومرة رحت من وقت قريب ونمت معاهم علشان أدعمهم نفسياً من غير ما الأمن يشوفنى، ده غير إنى باحاول أتفق مع الصحفيين والمذيعين علشان يتكلموا عنهم، وقضيتهم ماتتنسيش، ويفضل حقهم ضايع».
فى يوميات المعتصم كريم سلسلة من الفوائد، يقول عنها: «تجربة الاعتصام على الرغم من قسوتها، أنا مش ندمان عليها، لأنى اتعلمت منها إزاى أقاوم الإحباط والألم، وتحت أى ظرف وإزاى أدافع عن حقى للنهاية، وانى ما أخافش من حاجة أبداً».
الجمعيات الحقوقية
«لما لقيت الضباط بيحاولوا يقربوا من بنتى ويمنعوها من المرور ومقابلة الدكتور فتحى سرور، ومسكوها حتى كادت أن تقع على الأرض، وقتها فقط شعرت بالمهانة، وأننى أريد أن أنهى هذا الاعتصام». بهذه الكلمات بدأ خالد طلعت، رئيس اللجنة النقابية لشركة «أمونسيتو» وأحد قائدى الاعتصام، الحديث عن يومياته، وعن الأيام التى قضاها متنقلا بين رصيف مجلس الشورى، ومجلس الوزراء، لمدة زادت على 21 يوماً.
يقول: «هذه الأيام كانت بالنسبة لى حياة جديدة، على الرغم من أننى لى تاريخ خاص فى المشاركة فى عدد من الاعتصامات بدأت منذ عام 2000، وتعلمت من كل واحد منها شيئاً جديداً، وفى اعتصام أمونسيتو وزعنا نفسنا على المحاور المختلفة بين الشئون الإدارية وكتابة البيانات والطعام، فكان بيننا وزير للتموين وآخر للإدارة، وكانت الأيام الأخيرة صعبة أوى، الجو كان برد وماكنش عندنا غطاء كافى لدرجة أننى أيبت ببرد فى ذراعى ومازالت آلامه تذكرنى بالاعتصام».
وعن تفاصيل يومياته مع الاعتصام، يقول: «يومى كان يبدأ فى الثامنة صباحاً، أصلى مع زمايلى، وبعدين فول وجبنة من إمداد الجمعيات الحقوقية، أو المتبرعين، فأحوالنا سيئة ولم يكن معنا ثمن قوتنا، وكان يومنا مقسما بين الاجتماعات وكتابة المنشورات، وكل شىء له وقته، كنّا منظمين جداً، ولا يمكن أن يأتى شىء على حساب الآخر، فكل فرد له دور وكل شىء له ميعاد وأغلب اجتماعاتنا كانت على الرصيف، وساعات قليلة كنّا بنروح قهوة، علشان نشوف الأخبار بالمرة، ونتابع قضيتنا فى الفضائيات».
«كل يوم فى الاعتصام يضيف خالد كان بيعرفنى على حقيقة الشخصيات، اللى مناضلة بجد، واللى مزيفة، واللى بترفع شعارات علشان السياسة والمصلحة وبس، وعلشان كده ولأسباب كتيرة تانية قررنا نبقى إيد واحدة، كنّا بنعتمد على الشورى، فقبل اتخاذ أى قرار كنا نجتمع ونستشير بعض فيه وإن اختلفنا نتناقش حتى نصل لحل وسط».
وتسجل يوميات خالد فى الاعتصام، لقطة مختلفة، يقول: «فى أحد أيام الاعتصام فوجئت إن آية بنتى، وعمرها 13 سنة راحت للأمن وطلبت منهم تقابل الدكتور فتحى سرور، لكنهم رفضوا، وزقوها، وساعتها حسيت بمرارة ومهانة خليتنى أفكر فى إنهاء الاعتصام، فبنتى هيه كرامتى، لكن لقيت آية مجمعة أولاد المعتصمين، وكتبوا على يفط «يا حكومة خايفة ليه.. الرجالة هتعمل إيه»، ووقفوا جنبنا ورفعوها، والحقيقة أنا وزمايلى العمال كنّا بنستعين بالشعارات والأناشيد الحماسية لما عزيمتنا تهبط، أو نحس بالتعب واليأس، وكان تأثيرها علينا كأنه سحر».
عمل خالد فى الشركة بدأ منذ ما يزيد على 13 عاماً كعامل بسيط، وبسبب الأزمة الأخيرة وإيقافهم عن العمل، اضطر للعمل نجارا فى إحدى الورش حتى يستطيع تغطية نفقات بيته، ولكن هذا لم يعطله عن مشاركة زملائه فى المطالبة بحقوقهم، فكان التنظيم والتوفيق بين الأمرين هو الحل الوحيد.
سهر الليالى
«حسيت بالمهانة والتعب، كنّا بنام فى الشارع أنا وزمايلى من غير غطاء كافى، ده غير إن النوم على الأرض صعب أوى، وماكنش عندنا حاجة نفرشها ونام عليها».
بهذه الكلمات بدأ جمال عثمان، أحد قادة اعتصام عمال شركة طنطا للكتان، سرد ذكريات حفرتها 15 يوماً قضاها متنقلاً بين رصيف مجلس الشعب، ووزارة القوى العاملة، حيث وقف هو ومئات من زملائه طيلة هذه المدة للمطالبة بحقوقهم المهدرة فى الشركة.
وعن يومياته، يقول: «طبعاً كانت أيام مميزة فى كل شىء، فتقريباً كل شىء كان متغير، النومة، الأكلة، العيشة كلها، كنت مسئولاً بصفة أساسية مع مجموعة من زملائى من العمال عن طعامهم، ونومهم، وتنظيمهم، وماكنتش بنام غير ساعتين فى اليوم، واسهر طول الليل لتأمينهم أثناء نومهم، كنت باصحى من الساعة خمسة الفجر وأصحّى العمال، وأبعت واحد منهم يشترى العيش، وكنا بنشترى كمية كبيرة، ولأن أصحاب المخابز كانوا بيرفضوا يعطونا الكمية كلها كنا بنرسل أكتر من واحد لأكثر من مخبز، ونبعت مجموعة ثانية تجيب لنا الفطار اللى كان فى الغالب جبنة أو فول، يوم كده ويوم كده، وفى أوقات كثير كانت الجمعيات بتبعت لنا مساعدات خصوصاً للغداء اللى كان غالباً كشرى، أو سندوتشات طعمية، أو أى حاجة، وطبعاً ظروفنا السيئة دى كانت بتخلى الناس من أهل الخير اللى بيمروا علينا يتبرعوا لنا بأكل أو فلوس وطبعا ماكناش بنرفض».
ولكن أكبر المشاكل اللى كانت بتواجهنا - والكلام لجمال - الاستحمام وقضاء الحاجة، فكنا بنضطر نروح دورات مياه أحد البنزينات بجوار مسرح السلام، بالإضافة للمساجد هناك، بس بصراحة على أد التعب كانت أيام حلوة، وكنّا عاملين زى خلية النحل، كنا بنتقسم على ثلاث دوريات، كل فرد مسئول عن واحدة منها، وهوه اللى يجتمع بيهم ويشرح لهم أدوارهم، وقسمنا نفسنا إلى لجان، يعنى لجنة للإعاشة ودى مسئولة عن الطعام، ولجنة التنظيم، وكنّا بنجتمع يومياً بالليل على قهوة فى شارع قصر النيل، نحط خطة كل يوم بيوم، ونطلّع بيان، وكنّا مسمينها «مجلس قيادة الثورة»، ودى القهوة الوحيدة اللى صاحبها رضى يخلينا نقعد عنده، أما معظم القهاوى فكانت بترفض خوفاً من الأمن.
وعن يوميات جمال وزملائه مع الأمن، يقول: «طبعاً ده أهم مشهد من المشاهد اليومية للاعتصام، لأننا إحنا وهمّا فى الشارع مع بعض، وعلاقتنا معاهم كانت فى الأول شد وجذب، وبعد كده بدأوا يعاملونا معاملة أفضل، بعد التزامنا بمطالبهم وعدم تخطية السور الحديدى الذى التففنا حوله، وكانت المشادة الوحيدة بيننا أثناء محاولتنا بناء خيمة ورفضت قوات الأمن وقامت بالاعتداء علينا بالضرب بصورة مبرحة، ساعتها بقى ونتيجة أننا كنّا متبهدلين أصلا من غير حاجة، اتضايقنا منهم، واصطدمنا بيهم».
سطور أخرى فى يوميات جمال، يقول عنها: «أنا حسيت بالمهانة فعلاً لما لقيت العمال بيوافقوا على قرار الشركة بـ40 ألف جنيه، وعرضوا عليهم هذه المكافأة ورفضوا زيادتها، ساعتها حسيت إن التعب، واليأس، تمكنوا من العمال، وعلى الرغم من ذلك ممكن أقول إن الاعتصام كان فيه نواحى إيجابية كتير، فمثلاً اتعرفت من خلاله على عدد من الشخصيات المهمة التى كنت لا أتصور مقابلتها فى يوم من الأيام مثل النائب حمدين صباحى والنائب مصطفى بكرى، كما تقربت من زملائى بصورة أكبر، وتعلمت إزاى أقود جماعة حتى لو كانت بعدد كبير، كما تعلمت الصبر والتحمل وقد كان لنا شعار دائم لا ننساه ولانزال نكرره حتى الآن، «النهاردة إيه أول يوم، قاعدين أد إيه 6 سنين»، فكان هذا شعارنا اليومى منذ اليوم الأول للأخير».