قصص كبار الكتاب هدية منهم لكل يتيم..

كتاب عاشوا أيتاماً فكان الفقد سبباً فى وجودهم

الجمعة، 02 أبريل 2010 07:55 م
كتاب عاشوا أيتاماً فكان الفقد سبباً فى وجودهم
كتبت دينا عبد العليم وسارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وراء كل كبير قصة كبيرة، وخلف كل منا حكاية لا يعرفها سواه، ولأن حياة الكتاب الشخصية عادة ما تظهر منها بعض الملامح بمؤلفاتهم وكتاباتهم، فقد استوقفتنا بعض الحكايات لعدد من كبار الكتاب والروائيين الذين عاشوا أيتاما، فكان اليتم سبباً رئيسياً فى نجاحهم.

أسامة أنور عكاشة: غياب أمى دفعنى لتأكيد وجودى
الأم هى كل ما يمت للحياة بصلة‏،‏ وإذا أنكرنا دورها ننكر أصل الوجود‏، هكذا يرى الكاتب أسامة أنور عكاشة أمه وكل الأمهات، وهو السبب الذى يجعله "حسب قوله" يتعاطف مع الأم فى كل كتابته.‏

توفيت والدة عكاشة وهو فى سن السابعة، وهذا ما دفعه لتأكيد وجوده، على الرغم من عدم وجودها "حسب قوله أيضاً"، فسبب ومصدر وجوده بالحياة لم يعد موجوداً، ولذا يجب التأكيد على وجودى أنا.

يقول "عكاشة"، إن موت أمه هو ما دفعه نحو الكتابة، فيعتقد أن غياب الأم المبكر عن حياته ووفاتها وهو صغير وراء تفجر موهبة الكتابة لديه، حيث إنه لم يجد سوى الكتابة رفيقاً له‏، وهكذا انغمس فى دنيا الكتابة والأدب مبكراً، وهنا يقول: لم أجد بعد وفاة أمى سوى الورقة والقلم، أمسكت بهما وعبرت من خلالهما عن ما يدور بداخلى، ففضفضت لهما بعد أن كنت أقول لأمى، ووجدتهما يحملان كل ما بأعماقى، وهو ما جعلنى أحترف عالم الكتابة، وكانت أمى هى الدافع والمحرك لذلك حتى وإن غابت عن الوجود‏، ولذلك فتبقى الأم عطاء دائم لا ينتهى حتى بالموت‏.‏

صلاح منتصر: لا أذكر من أمى سوى طرف ثوبها
الكاتب الصحفى صلاح منتصر الذى عاش اليتم والفقد والألم بعد وفاة والدته واستطاع أن يحول معاناته كطفل إلى نجاح مبهر، ورغم إنه لا يذكر من أمه سوى طرف ثوبها الذى أمسك به خلسة قبل أن تموت، إلا أنه جعلها تنام فى قبرها آمنة مطمئنة لا يقلقها خوفها عليه ولا يوقظها سوى صوت ملائكة الموت تحوم من حولها.

منتصر فارقته والدته قبل أن ينطق سوى بحرفى أسمها "ما ما" ولم يكن قد تجاوز عامه الثانى، أخذه والده إلى دمياط حيث منزل عمته التى أحسنت تربيته وسط أبنائها الخمسة فعوضته عن حنان الأم وغمرته بدفء الأسرة وصخبها.

ولكن تبقى لوالدته ذكرى وحيدة ظلت فى ذاكرته الطفولية العنيدة فيقول ذات مرة أحسست أننى تمكنت من التسلل زاحفا‏:‏ على يدى من فرجة الباب المفتوح إلى البسطة ومنها إلى درجات السلم وقد فزعت هى لما فعلت هذا وتحاملت على نفسها وتمكنت من ترك سرير مرضها واللهاث خلفى ومناداتى بصوت ضعيف أن أعود‏,‏ وكنت قد تمكنت من هبوط ثلاث درجات من السلم‏,‏ وعندما شاهدت أشارتها وقرأت فى عينيها الفزع أمسكت بترابزين السلم واتجهت إليها إلى أن ضمتنى إلى صدرها‏، ولم تعش أمى طويلاً فى مرضها ماتت فى زمن كانت الأمراض تحصد حياة الكثيرين فى سن الشباب".

سلوى بكر: لا أعرف ماذا تعنى "الأبوة"؟
"توفى والدى وأنا صغيرة جداً، فقد كان عمرى وقتها أقل من عام، فلا أذكر أننى رأيته ولا أتذكر ملامحه"، هكذا تقول الكاتبة سلوى بكرى وتضيف: وفاة والدى وأنا فى هذه السن الصغيرة حرمتنى من الاستمتاع بشعور الأبوة، فلا أعرف حتى الآن ماذا تعنى الأبوة وماذا يفعل الأب مع أبنائه؟، هل يضربهم إذا أخطئوا؟، هل يكافئهم إذا أثابوا؟، ولكننى فى الوقت نفسه لم أشعر بالفقد فعدم رؤيتى لوالدى منعتنى من المقارنة بين وجوده وعدم وجوده، وربما شعر إخوتى الأكبر منى بهذا الشعور لأنهم عاشوا معه.

وتكمل "ولكننى أحيانا أعزى نفسى وأقول "رب ضارة نافعة" لا أعرف، فربما منعنى أبى من التعليم مثلما يحدث من الكثير من الآباء تجاه بناتهن، ولا أنكر فى الوقت نفسه أن هناك آباء يفتحون لبناتهن طرقا للنجاح والتفوق".

وتقول "بكر" شعور "اليتم" لم يشكل لى مرارة فى نفسى، لكن كان لدى مشكلة كبيرة فى التعامل مع الرجال من كبار السن وأنا صغيرة، لأننى لم يسبق لى التعامل مع رجال كبار ولا أعرف كيف يفكرون وكيف يشعرون ولكننى استطعت التغلب على هذا الشعور بعد فترة من الوقت والتمرس فى الحياة".

خالد منتصر: قررت أن أصبح طبيبا لأعرف سبب موتها
طبيب متخصص فى أمراض الجلدية والذكورة، هكذا أرادت والدته، وإعلامى يكتب المقالات ويقدم البرامج التلفزيونية على شاشات الفضائيات، هكذا أراد هو.

لم يستطع "خالد" الطفل الصغير الذى توفيت أمه أمام عينه وهو لم يدخل المدرسة أن يخالفها أو يغضبها، حتى بعد أن تحولت من جسد يتحرك ويضحك ويتحدث إلى لا شىء، أطاعها وعمل على تحقيق حلمها فأصبح طبيبا بعد أن قرر التنازل عن حلمه "الإعلام"، فقط لينفذ رغبة أمه التى عاشت معه ثلاثة سنوات.

يتذكر طفولته ومرض أمه قائلاً: كنت فى الثالثة من عمرى، وكانت تكرر دوما "نفسى أشوفك دكتور بالبلطو الأبيض"، كانت لديها رغبة ملحة فى أن أصبح طبيبا، ويضيف.

مرضت أمى وقمنا بإجراء عملية لها كانت الأولى من نوعها فى مصر، وكانت صعبة ومؤلمة، وتوفيت بعدها مباشرة، وبعد وفاتها تفجرت فى رأسى الأسئلة، لماذا كانت موجودة، ولماذا اختفت، لماذا هذه الدنيا، لماذا يمرض البشر ولماذا يضحكون؟، كم هائل من الأسئلة تفجر وما زال يتفجر حتى اليوم، لا أرى فى الحياة سوى الأسئلة، كل المظاهر والأحاديث والعلاقات مجرد أسئلة تحتاج جميعها لإجابة، أصبحت شغوفا جدا بمعرفة المزيد عن كل الأشياء "الطب، الدين، العلاقات الاجتماعية، قررت أن أصبح طبيبا حتى انفذ لها رغبتها ولأعرف لماذا ماتت، ولم أنسى حلمى أيضا فكتبت المقالات وقدمت البرامج، وأصبحت مزيجا بين حلم أمى وحلمى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة