وقف الشباب فى طابور طويل ممل وبعد شروط مجحفة يحمل من المستندات والأوراق ما يفيد أنه مصرى مطحون قد يستحق الشفقة وإن شئت فقل الزكاة والصدقة وكل هذا من أجل الحصول على شقة تؤويه ثم ينتظر دوره سنوات طويلة مضت وهو ينتظر وعلى الجانب الآخر توزع الأراضى على الأباطرة الكبار يشترونها بالملاليم والقروش ويبيعونها بالملايين وتمتلئ الكروش بآلاف الأمتار والأفدنة يسقعونها ثم يبيعونها، هل وقف هؤلاء الأباطرة الكبار فى طوابير كتلك التى عانى شبابنا منها؟ إنهم قوم لم يألفوا الطوابير.
أما شبابنا المطحون فبينه وبين الطوابير ود كبير لأن حياته كلها طوابير فهو ينتقل من طابور الخبز إلى طابور استخراج الرخص إلى طابور الأنابيب إلى طابور قطع التذاكر فى السكة الحديد إلى طابور التعيين لكنه الآن فى طابور العاطلين.. إن الذى نراه تقتيرا هنا وتبذيرا هناك.
متى نهتم بالشباب وخاصة البسطاء والفقراء منهم إن الواجب الوطنى يحتم على الحكومة أن تعيد للشعب حقوقه من الأباطرة الكبار، ونقول لهم كفى ما فات.. نحن نعرف أنها لا تتستر على الفساد لكن نريد مزيدا من سقوط المفسدين.. متى يعود الود بين شبابنا وبين الحكومة. ولكن يبدو أنه لا ود ولا عشق إلا مع الطوابير هى عشرة العمر وقصة السنين التى تبدأ فى الصباح مع طابور الخبز.
علاء الطاهر مفتاح - الأقصر
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة