اليوم السابع يزور أهالى القرية والأسرة المصابة بالمستشفى..

الذعر يسيطر على عزبة الزولاتى بالشرقية بسبب الدقيق المسمم.. والتقارير تثبت تلوث المطحن.. والأطباء أجروا عملية زائدة لأحد المصابين نتيجة تشخيص خاطىء.. ومخاوف من إصابة القرية بالتسمم دون علمهم

الجمعة، 02 أبريل 2010 08:30 م
الذعر يسيطر على عزبة الزولاتى بالشرقية بسبب الدقيق المسمم.. والتقارير تثبت تلوث المطحن.. والأطباء أجروا عملية زائدة لأحد المصابين نتيجة تشخيص خاطىء.. ومخاوف من إصابة القرية بالتسمم دون علمهم أسرة الزولاتى فى المستشفى
الشرقية ـ إيمان مهنا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سادت حالة من الذعر والفزع أهالى عزبة الزولاتى التابعة لقرية الشبروين مركز ههيا محافظة الشرقية بعد اكتشاف تسمم أكثر من 20 شخصاً من عائلة واحدة بارتفاع نسبة الرصاص بالدم لأكثر من 80% نتيجة تناول خبز مصنوع بدقيق مسمم بالرصاص.

اليوم السابع انتقل إلى القرية والتقى حسين الزولاتى عمدة قرية الشبروين، الذى أشار إلى أن حالة الفزع التى انتابت الأهالى تسببت فى امتناع البعض عن أكل الخبز، خاصة بعد تسمم جميع أفراد عائلة جودة الزولاتى واكتشاف وجود دقيق مسمم بالرصاص لدى أسر أخرى بالقرية، مثل أسرة السيد عبد المقصود وجمال إسماعيل، مضيفاً: "تم إعدام الدقيق بمعرفة الصحة".

وأضاف عمدة القرية، الصدفة وحدها كانت كفيلة باكتشاف إصابة 20 فرداً من عائلة واحدة، منهم 13 شخصاً اكتشفوا بالصدفة أمس دون أن تظهر عليهم أعراض التسمم، ومن المرجح أن يكون بالقرية آخرون، لأن ارتفاع الرصاص بالدم فى حالات كثيرة لا تظهر له أعراض، وذلك نتيجة طحن القمح لدى مطحن اتضح وجود صدأ على عمود ماكينة الطحن. ويضيف فتحى محمد من أهالى القرية، أنه من المحتمل أن تكون القرية كلها مسممة ولا أحد يعلم، وعلى الجهات التنفيذية والصحة فحص كل أهالى القرية والقرى المجاورة.

انتقل اليوم السابع للأسرة المحتجزة بمستشفى صيدناوى وعددهم 13 فرداً بينهم 8 أطفال يتراوح عمرهم من 14 سنة إلى عامين وزوجتهم، وهم الجد محمد جودة والابن الأكبر محمد وأبناؤه منة 4 سنوات وأسماء 10 سنوات وأحمد 11سنة والابن الثانى محمود وزوجته نبيلة عبد الحميد وثلاثة من أبنائهما، وكذلك أبناء الأخ الثالث فتحى.

وأثبتت التحاليل، أن نسبة الرصاص بالدم وصلت إلى 89% عند الجد وحالته خطيرة، كما وصلت إلى 80% عند أسماء، وناهد 82%. وأكد المصابون، أنهم لم تظهر عليهم أى أعراض ولم يشعروا بآلام، بل ظهرت الأعراض منذ أسبوعين على خمسة آخرين من أفراد العائلة، وعندما تم فحص الباقين اتضح أن أجسامهم مصابة بنسبة رصاص بالدم تفوق النسبة العالية.

يقول محمد محمد جودة الابن الأكبر والمحتجز بالمستشفى، إننا أكثر من 23 فرداً ونعيش فى منزل واحد، وقد ظهرت من حوالى أسبوعين أعراض التسمم بالعائلة عندما أصيبت صباح السيد زوجة أخى بمغص عادى وأخذت علاجاً، لكن دون جدوى، وبعدها بأيام أصيبت زوجة أخى الآخر وأبناؤها بنفس الأعراض وقمنا بعمل إشعات، لكن دون جدوى، فتم نقل كل من فتحى جودة ومها جودة وصباح السيد والسيد محمود ونبيلة عبد الحميد لمستشفى ههيا، حيث ظلوا يوماً كاملاً بقسم الحميات للعلاج فى ظل تزايد مستمر للألم.

ويستكمل جودة، قائلاً: "الغريب أن طبيب الجراحة شخَّص حالة ابن أخى السيد محمود جودة 18 سنة طالب بكلية التجارة على أنها "زائدة" وقام بإجراء عملية جراحية له، ولكن الألم لم ينتهِ، فتم نقلنا إلى المستشفى الجامعى ونحن فى حالة إعياء شديدة، فشخص الأطباء حالتنا على أنها تسمم، وتم نقلنا لقسم السموم، حيث تم احتجاز المصابين وقمنا بإجراء تحليل بالمعامل المركزية بالقاهرة مرتين إحداهما بمعرفتنا والأخرى بواسطة المستشفى.

ويضيف جودة: "نتائج التحاليل أكدت نسبة الرصاص بينهم ما بين 60 إلى 80% والمفترض أن تكون النسبة الطبيعية هى 20%، وجاءت لجنة صحية من الإدارة الصحية بمركز ههيا لفحص كل محتويات المنزل، فأخذت عينات من الدقيق والمياه والأرز والعيش، وكذلك نسبة من التراب بالمنزل، موضحاً أن نتيجة التحليل أكدت تلوث الدقيق، وهو ما دفع اللجنة لفحص ماكينات المطحن والتى اتضح تلوثها، حيث إن عمود الحديد بالماكينة ملوث وعلية قامت بإعدام الدقيق وكذلك الدقيق الموجود لدى بعض أهالى القرية بعد أن اتضح أن نسبة الرصاص فيه أعلى من المعدل الطبيعى.

وتقول الطبيبة عبير رمزى أخصائية السموم، إنه من الممكن أن يكون الشخص مصاباً بارتفاع نسبة الرصاص بالدم، لكن دون ظهور أعراض علية مثل حالة عائلة الزولاتى، مشيرة إلى أن خطورة ارتفاع نسبة الرصاص عن 20% حتى لو لم تظهر أى أعراض، حيث سيؤدى إلى مضاعفات على المدى الطويل على الجهاز الهضمى مثل الفشل الكلوى وتليف الكبد وكذلك الجهاز العصبى وإصابة الأطفال بالغباء وقلة التركز.

من جانبه أمر المستشار يحيى عبد المجيد محافظ الشرقية، بإغلاق مطحن الدقيق بالقرية، وكذلك تولى النيابة العامة التحقيق فى الواقعة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة