"أيتام غيروا مجرى التاريخ" كتاب لعبد الله بن صالح

الجمعة، 02 أبريل 2010 08:55 م
"أيتام غيروا مجرى التاريخ" كتاب لعبد الله بن صالح
كتبت دينا عبد العليم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن كان الرسول صلى الله عليه وسلم هو أعظم وأشرف يتيم غير مجرى التاريخ، سيرته لا تستطيع الكتب على حملها، كذلك السيدة مريم العذراء، فما بالك بكتاب صغير يتناول بعض الشخصيات الهامة فى تاريخ البشرية ولدت ونشأت يتيمة لكنها استطاعت التحدى والصمود وبفكرها وعلمها غيرت مجرى التاريخ.

هكذا بدأ الكاتب "عبد الله بن صالح الجمعة مقدمته لكتاب "أيتام غيروا مجرى التاريخ"، والصادر له عام 2007 عن دار نشر العبيكان، والذى يتناول مجموعة من أشهر الشخصيات العالمية التى أثرت فى البشرية.

وكان أولهم الإمام الغزالى، وابن الجوزى والإمام أحمد بن حنبل، والإمام البخارى، والإمام الشافعى وعبد الرزاق السنهورى، ثم فريدريك سميث، الإمام عبد العزيز بن باز، والمتنبى والإمام سفيان الثورى، وليوناردو دافينشى، وحافظ إبراهيم، ونيلسون مانديلا، والشيخ المجاهد أحمد ياسين، وياسر عرفات، وبيل كلينتون، ثم سيمون بوليفار، وكونفوشيوس، وجوزيف ستالين، ثم جنكيز خان الذى انتهى بسيرته الكتاب.

عدد من القصص وراء كل شخصية من هؤلاء كان أبرزها قصة حياة الزعيم "نيلسون مانديلا" الرئيس الأسبق لجمهورية جنوب أفريقيا وأحد أبرز المناضلين والمقاومين لسياسة التمييز العنصرى التى كانت متبعة فى جنوب أفريقيا، ودائما ما اعتبر المهاتما غاندى المصدر الأكبر لإلهامه فى حياته سواء لفلسفته حول نبذ العنف والمقاومة السلمية ومواجهة المصائب والصعاب بكرامة وكبرياء، كان والده رئيساً لقبيلة التيمبو الشهيرة، وقد توفى ونيلسون لا يزال صغيراً، إلا أنه انتخب مكان والده، وبدأ إعداده لتولى المنصب.
تلقى "مانديلا" دروسه الابتدائية فى مدرسة داخلية عام 1930، ثم بدأ الإعداد لنيل البكالوريوس من جامعة فورت هار، ولكنه فصل من الجامعة، مع رفيقه أوليفر تامبو، عام 1940 بتهمة الاشتراك فى إضراب طلابى، ومن المعروف أن مانديلا عاش فترة دراسية مضطربة وتنقل بين العديد من الجامعات.

ولقد تابع مانديلا الدراسة بالمراسلة من مدينة جوهانسبورغ، وحصل على الإجازة ثم التحق بجامعة ويتواتر ساند لدراسة الحقوق، وكانت جنوب أفريقيا فى تلك الفترة خاضعة لحكم يقوم على التمييز العنصرى الشامل، إذ لم يكن يحق للسود الانتخاب ولا المشاركة فى الحياة السياسية أو إدارة شئون البلاد، بل أكثر من ذلك كان يحق لحكومة الأقلية البيضاء أن تجردهم من ممتلكاتهم أو أن تنقلهم من مقاطعة إلى أخرى، وهو ما دفع مانديلا للمعارضة السياسية لنظام الحكم الذى كان بيد الأقلية البيضاء، فانضم إلى المجلس الأفريقى القومى، الذى كان يدعو للدفاع عن حقوق الأغلبية السوداء حتى أصبح مانديلا قائدا لحملات المعارضة والمقاومة.

كان مانديلا فى البداية يدعو للمقاومة الغير مسلحة ضد سياسات التمييز العنصرى، لكن بعد إطلاق النار على المتظاهرين وإقرار قوانين تحظر الجماعات المضادة للعنصرية، قرر مانديلا وزعماء المجلس الأفريقى القومى فتح باب المقاومة المسلحة، وفى عام 1961 أصبح مانديلا رئيسا للجناح العسكرى للمجلس الأفريقى القومى، وبعد عام اُعتقل وحُكم عليه لمدة 5 سنوات بتهمة السفر الغير قانونى، والتدبير للإضراب، ثم حكم عليه مرة أخرى بتهمة التخطيط لعمل مسلح والخيانة العظمى فحكم عليه بالسجن مدى الحياة، وخلال سنوات سجنه السبعة والعشرين، أصبح النداء بتحرير مانديلا من السجن رمزا لرفض سياسة التمييز العنصرى، وبعد سنوات تم نشر رسالة استطاع مانديلا إرسالها للمجلس الأفريقى القومى قال فيها: "اتحدوا وجهزوا وحاربوا إذ ما بين سندان التحرك الشعبى، ومطرقة المقاومة المسلحة، سنسحق الفصل العنصرى".

وفى عام 1985 عُرض على مانديلا إطلاق السراح مقابل إعلان وقف المقاومة المسلحة، إلا أنه رفض العرض، وبقى فى السجن حتى 11 فبراير 1990 عندما أثمرت مثابرة المجلس الأفريقى القومى، والضغوطات الدولية عن إطلاق سراحه بأمر من رئيس الجمهورية فريدريك وليام دى كليرك الذى أعلن إيقاف الحظر الذى كان مفروضا على المجلس الأفريقى.

بعد خروجه من السجن بعام ونصف تولى مانديلا منصب رئاسة المجلس الأفريقى، وحصل وقتها على جائزة نوبل للسلام، بعدها وفى عام 1994 تولى مانديلا رئاسة جنوب أفريقا ليصبح أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا، وخلال فترة حكمه شهدت جنوب أفريقيا انتقالا كبيرا من حكم الأقلية إلى حكم الأغلبية.

ولكن ذلك لم يمنع البعض من انتقاد فترة حكمه لعدم اتخاذ سياسات صارمة لمكافحة الإيدز من جانب، ولعلاقاته المتينة من جانب آخر بزعماء معارضين للسياسات الأمريكية كالرئيس الكوبى فيدل كاسترو، وتقاعد مانديلا عام 2000.

وتابع تحركه مع الجمعيات والحركات المنادية بحقوق الإنسان حول العالم، وتلقى عددا كبيرا من الميداليات والتكريمات من رؤساء وزعماء دول العالم، وكان له كذلك عدد من الآراء المثيرة للجدل فى الغرب مثل أرائه فى القضية الفلسطينية ومعارضته للسياسات الخارجية للرئيس الأمريكى جورج دبليو بوش، وغيرها، وفى عام 2004 قرر نيلسون مانديلا ذو الـ 85 عاما التقاعد وترك الحياة العامة، ذلك أن صحته أصبحت لا تسمح بالتحرك والانتقال، كما أنه فضل أن يقضى ما تبقى من عمرة بين عائلته.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة