«كنت بازوغ من الكمسارى فى الأتوبيس، عشان أوفر خمسين قرشا يوميا أشترى بيهم أدوات الرسم»، هكذا بدأت موهبة أحمد عبدالوكيل أبوزيد ومعاناته فى وقت واحد.
أحمد يبلغ الآن 41 سنة، عمل فى كل المهن التى تناسبه والتى لا تناسبه بهدف واحد، هو توفير النقود لشراء الخامات التى يستعملها فى الرسم، ورفض أى شئ يمكن أن يشغله عن تحقيق حلمه، لدرجة أنه رفض فكرة الزواج لأن الفن «ما يحبش شريك».
حين حصل على المركز الرابع فى مسابقة الأجيال التى تقيمها كلية الفنون التطبيقية سنة 1993، وطلب منه أساتذة الكلية العمل معهم، ظن أحمد وقتها أن الطريق صار سهلا، إلا أنه قفل فى وجهه مرة أخرى، كما يقول، حيث طلب منه الأساتذة عمل لوحات دون توقيعه، وظل على هذا الحال حتى قرر أن يدور بأعماله فى شوارع حى المعادى، وفى يوم من الأيام قابل سيدة إنجليزية أبدت إعجابها الشديد بأعماله التى تتمثل فى رسم أسماء الأشخاص على شكل طيور من النحاس، وتفريغ العملات المعدنية، فكانت تشترى ما يرسمه بالنقود التى يطلبها.
وتدفع له ما يشاء، ويقول أحمد: الست دى هى الوحيدة اللى ساعدتنى فى حياتى بدون مقابل.
الحلم الكبير الذى سيطر على أحمد، هو ان يدخل موسوعة جينيس عن طريق تجميع أكبر عدد من أنواع العملات المعدنية، وتفريغها بمنشار الأركيت، لكنه تعرض لمشاكل فى القلب، وأجرى عملية جراحية صعبة، ولم يجد أمامه بعد الشفاء سوى طريق واحد، وهو أن يضحى بالمبلغ الذى كان يدخره ليستأجر شقة صغيرة، لشراء كاميرا ليصور بها العملات التى فرغها حتى يصنع أرشيفا يستطيع أن يدخل به موسوعة جينيس ليحقق حلمه.
لمعلوماتك...
◄1955 فى أغسطس صدر لأول مرة كتاب جينيس للأرقام القياسيه الذى يترجم سنويا الآن إلى 40 لغة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة