أعحبنتى صراحة اللواء شريف جمعة، مساعد وزير الداخلية للشرطة المتخصصة فى مجلس الشورى أثناء مناقشه أزمة المرور.. الرجل حمل كل هيئة مسئوليتها عن الأزمه المرورية فى القاهرة الكبرى بمحافظاتها الخمس والمدن الكبرى فى المحافظات وأشار إلى أن الطاقة الاستيعابية لشبكة الطرق بالقاهرة الكبرى لم تعد تتحمل حجم المركبات التى تيسر فى شوارعها والسيارات التى تدخل القاهرة يوميا والسيارات الجديدة ولكنه أرجع الأزمة إلى سبب واحد فقط عندما قال " توقف حركة المرور فى عديد من المحاور الرئيسية يرجع أساسها إلى التخطيط القديم لشوارع القاهرة، فضلاً عن قلة عدد الجراجات مقارنة بعدد المركبات التى تسير فى شوارع القاهرة.
وهنا اختلف معه فى هذه القضية شوارع القاهرة أوسع من شوارع باريس وروما ولا نجد هناك أى أزمات مرورية إلا نادرا عندما تحدث كارثة مرورية مروعه جدا ولكن المرور ينساب بصوره طبيعيه وبالسرعة المحددة أما قلة عدد الجراجات فهو بسبب الفساد فى المحليات والذى أدى كما قال إلى تحويل جميع الجراجات إلى محلات ومخازن وكافتيريات وصالات بلياردو وغياب التنسيق بين إدارة المرور والمحليات فى إقامه المولات التجارية ففى كل الدنيا المولات التجارية تقام خارج المدن إلا القاهرة فقط المولات داخلها وفى قلبها، وهذه المولات تعطل المرور حتى التى بها جراجات لأن قيمة دخول السيارات بها مبالغ فيها جدا وتصل الساعة إلى عشرين جنيها، لأن أصحاب المولات وكلهم من رجال الأعمال يؤجرون الجراجات بأسعار خيالية فيقوم المواطنين بركن سيارتهم فى الشوارع الجانبية خاصة وأن مرتادى هذه المولات من الشباب، وهنا يجب أن تتدخل الحكومة ممثلة فى إدارات الحكم المحلى لتحديد أسعار مناسبة للناس لركن سياراتهم فى هذه الجراجات.
والأهم فى قضيه الأزمه المرورية ولم يشر إليها اللواء جمعة هو مواكب المسئولين التى تسد الشوارع وأخص هنا موكب وزير الداخلية نفسه هذا الموكب الذى يؤدى إلى إغلاق مناطق بأكملها بداية من وسط البلد والدقى والمهندسين والقصر العينى فى وقت واحد ويؤدى إلى إصابة هذه المناطق فى ساعات ذهاب وعودة الوزير لمنزله بالسكتة المرورية وأعتقد أن الوزير لو علم بما يفعله رجال المرور فى الناس لعاقبهم خاصة وأنهم يغلقون كبارى كاملة مثل كوبرى أكتوبر والدقى ومايو وشوارع مثل جامعه الدول العربية والدقى فور صدور تعليمات بأن الوزير سيغادر مكتبه وحتى يصل منزله.
نعم هذا ما يحدث يا سيادة اللواء وفور وصول الوزير إلى مكتبه أو منزله يختفى رجال المرور من الشوارع ويتركون السيارات وسائقيها كل وشطاراته فى القيادة نعم رجالك يختفون ولا يبقون حتى لتنظيم المرور وفك الاشتباكات التى تحدث بعد مرور الموكب وكان الأمر لا يعنيهم كما يظهرون قبله بدقائق قليله ونفس الشيء لرئيس الوزراء وباقى الوزراء ولابد من البحث عن وسيله جديدة لمواكب الوزراء والمسئولين ومنها تخفيف حالة التأمين المبالغ فيها كثيرا ولدرجه مستفزة جدا ونقل مقر إقامه الوزراء بجوار وزارتهم حتى يكون الوصل إلى منازلهم سيرا على الأقدام لراحة الناس الذى هو هدف هؤلاء المسئولين وتولوا مناصبهم من أجله.
وسبب آخر هو رجال المرور أنفسهم وكيف يتعاملون مع سيارات الميكروباص التى يركبها يوميا كما قال اللواء جمعة 6 ملايين مواطن ومن الملاك الحقيقيين لعدد كبير من هذه السيارات وأتمنى من اللواء جمعة أن يقوم بزيارة مثلا لشارع فيصل بسيارته الخاصه وبدون أن يقول لأحد، وسوف يشاهد العجب، ففى هذا الشارع فشلت فيه كل جهود قيادات مرور الجيزة لتنظيمه أو تحريك المرور فيه سيرى فشل دولة بأكملها فى هذا الشارع وعليه أن يسأل لماذا فشلوا؟
قضية المرور فى مصر لا تتحملها إداره المرور بوزارة الداخلية لوحدها ولكن المحليات مسئولة ووهيئة الطرق والكبارى ونقابة النقل البرى التى لاهم لها سوى تحصيل الاشتراكات من السائقين وصرفها على أعضاء مجالس الإدارات وللأسف إدارة المرور تساعدهم فى ذلك وجهاز السرفيس الذى لا أعرف يتبع المحليات أم النقابة وهو الجهاز المفترض فيه مراقبة التزام السائقين بخطوط السير لسيارات السرفيس ولكن رجاله لا ينزلون للشارع إلا لجمع الإتاوات من السائقين ويقوم سائقى السرفيس بتقطيع خط سيره إلى عدة مسافات للحصول على أجرة مضاعفة أربع مرات على أمام أعينهم وهذا الجهاز يجب نقل تبعيته إلى إدارة المرور نفسها أو تخضعه لمراقبتها أو ضمه إلى الجهاز الجديد الذى يعتزم رئيس الوزراء إصدار بتشكيله ولكن قبل أن يصدر الدكتور نظيف القرار يجب يجد حلا لموكبه ومواكب السادة الوزراء التى تعطل المرور لساعات طويلة فى القاهرة الكبرى.
• نائب رئيس تحرير جريده الوفد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة