يفعل الجاهل بنفسه ما لا يفعله العدو بعدوه، هذه المقولة تصلح للحالة التى وصل لها بعض من ينسبون إلى أنفسهم كل نجاح، وأنهم أصحاب الحق دوماً، يسعون إلى المهاترات، وأعمال صبيانية، وسلوك مشين، بهدف تشوية صورة الآخرين ولإشعال نار الفتنة، فى كل ما هو ناجح حولنا، ونسبه إلى أنفسهم، ولكى يرتدوا حلة البطل المزيف فإذا بهم - دون دراية - يتعروا من آخر قطعة تستر عوراتهم القبيحة، وظناً منهم بأنهم هكذا يثبتون للدنيا بأنهم أصحاب الحق، وأن الفضل لهم فى كل شىء .
قد تكون كلماتى تحمل هجوماً موجهاً إلى شخص معين، لكن فى زماننا هذا، كثيراً هم من وقفت فوق رؤسهم الطير، وشاعوا بين الناس ينشرون الفتن، ويزرعون العداء، ويلقون بالشائعات التى من شأنها - فى نظرهم - تشعرهم بالفخر إيذاء انفسهم وبأنهم صادقين، وأنهم يستحقون تصفيق الناس، ولكن الحقيقة أصبحوا هم ومن يساندهم شتات من البشر الهمج تائهين فوق أرضٍ متحركة، لا شيء يربطهم بواقعهم سوى حقدهم، وألسنتهم التى تلقى بهم فى نفايات الزمن .
أتذكر قول الشاعرة نازك الملائكة ( كلما أبصرت عيونى أزهاراً .. تذكرت قاطف الأزهار) بالفعل هناك أشخاص يحيون بيننا لا يعنيهم شيئاً سوى الخراب، مستغلين عدم دراية البعض للحقيقة، فينشرون فوضاهم على إنها الحق، ويملكون من الحجج أضعفها، ومن الغباء أكثره، يشيدون معبدهم الهش من أسطوانات المديح فيهم معتقدين أن المعبد لن يسقط على رؤوسهم، لأنهم أصحاب الحق الأصيل ونظرتهم هى الصائبة دوماً، تراهم يسوقون الكذب ويدعون السلام، لكن فى الحقيقة هم مغرضون ومدعون كاذبون، ولولا أن عطفنا يذهب لمن يستحقه، لكانوا هم أولى به .
إن صادفت فى مجتمعك، أن فى مكان عملك شخص يملك هذه الصفات، اتركه لأن النصيحة لن تجدى معه نفعاً، بل على العكس قد تزيده تصلباً وإيماناً منه بفكرته، واعتقاده بأنه على صواب، وأن المجتمع هو الخطاً .
فكرة للتأمل :
ـــــــــــــــــ
ليس لكى تكون عاقل أن تملك قدرة التمييز بين الخطأ والصواب .. إنما أن تفهم لماذا لم يكن الخطأ صواب .
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة