اجتمعن والبسمة تعلو وجوههن
تظهر فى مشيتهن .. وحركاتهن .. وأعينهن الصغيرات
يشبه مشيهن رقص الباليه.. ولكنهن أبدا لا يعلمن أى شئ عن الباليه
ولا حتى اسمه ..
ولا أدرى إن كن اتخذن الجمال صفة للانضمام لهن؟
أم أنها مصادفة القدر؟
فقد كن جميعا جميلات.. يجذبن أى عين محبة للجمال
ولكن استقر رأيى على أن جمالهن ينبع من عينى
ولا ينبع منهن أنفسهن
فقد رأيتهن جميلات.. لأن عينى أرادت ذلك..
ورأيت فى أيديهن الطباشير
قد أحبوه وأحبهن.. وصار لا يفارق أيديهن إلا وقت الطعام ووقت النوم
أطفال فى عمر الزهور
فتيات يشبهن القمر ليلة التمام
يَسبحن فى الكونِ بلا قيود.. بلا حدود.. ولا سدود.. تمنعهن
ولا شئ قادر على إعاقتهن.. ولا حتى نحن .. معشر غير الأبرياء..
يرسمن مسارهن على الأرض بالطباشير
كم تروقنى تلك اللعبة ..
وكل همومهن ألا ينكسر الطباشير، أو لا يظهر الخط فيه اعوجاج
يقفزن .. ويتلاعبن.. ويتضاحكن ..
كأن صوت ضحكاتهن.. صوت البلبل الشادى
وكأن حركاتهن، تتعلم منها الفراشات ..
وقلبى يحسدهن، ويكاد ينفطر من فرط البراءة فى قلوبهن ..
الكون عندكن ساحة لعب كبيرة
وكل الأدوات والأشياء، ما هى إلا للهو والطيران ..
الشمس توقظكن.. والليل ينمكن
انقطاع النور يخيفكن
والبدر تشبهونه ويشبهكن ..
والسرير عندكن قوس قزح ..
والطريق.. مرسومٌ بالطباشير
أما نحن -الكبار- فالطريق ملئٌ بالشوك، والحدود والقيود
والطباشير.. لا يقدر أبدا على رسم طريقنا
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة