تحت عنوان "هل العالم العربى مستعد لثورة فى القراءة؟" كتبت "مايا جاجى" فى الجارديان البريطانية أن فوز الروائى السعودى "عبده خال" بجائزة البوكر لهذا العام عن روايته التى منعت فى السعودية "ترمى بشرر"، سلط الضوء على مسألة الرقابة على الأعمال الإبداعية فى الوطن العربى وفتح باب الجدل حولها.
وتضيف "جاجى" قابلت "خال" بأبوظبى عقب حصوله على الجائزة مباشرة، وأخبرنى أن جميع رواياته ممنوعة من التداول فى السعودية، وكذلك أيضا فى الكويت وقطر والأردن، لذلك كان مندهشا مما قاله وزير الثقافة السعودى "عبد العزيز خوجة" عندما وصفه "بسفير الإبداع السعودى وفوزه بالبوكر انتصار للأدب السعودى".
وأشارت "جاجى" إلى أن "خال" كان مضطرا لنشر أعماله ببيروت، لأنه غالبا ما تتضمن ما أسماه "خال"، الثالوث المقدس أى الدين والجنس والسياسة، مؤكدة أن "السعودية" تحظر طباعة الكتب والروايات التى تتضمن تلك المضامين، كما تمنع أيضا دخولها المملكة، وأوضحت أن الناشر اللبنانى "الساقى" الذى نشر الرواية لخال، أكد لها أن السلطات السعودية تستخدم تعبير لطيف وهو "غير متوفر" بالمملكة للحديث عن الروايات التى تمنع دخولها حتى تنكر تهمة المنع والمصادرة، أما فى مصر فإن الحكومة تتبع استراتيجية مختلفة تتأرجح ما بين إرضاء المتشددين دينيا والليبراليين المنفتحين من أجل الصناديق الانتخابية.
وتؤكد "جاجى" أن "خال" كان يعمل بجيش الحركة السنية الوهابية التى يقودها جهيمان العتيبى لكنه سرعان ما تركه تحت تأثير حبه للسينما التى "أنقذته" حسب تعبير "جاجى"، فخال "يرى أن الأدب والسينما بدائل طبيعية للتفسيرات الدينية المتشددة، فهو السبيل الوحيد لفتح آفاق بعيدة أمام عينيك عن الموانع والمحظورات"، حيث يرى "خال" أن حركة جهيمان الوهابية هى السبب فى كل ما تعانى منه السعودية من مشكلات حاليا فهى الحركة الأولى التى استخدمت الدين ضد التطور والحضارة والمدنية.
وأضاف "خال" على الرغم من قمع انتفاضته بمكة المكرمة إلا أن الدولة تتبع نفس أفكاره حتى ترضى أتباعه فتحرم الغناء والسينما والتليفزيون" و"النتيجة هى الأحداث الإرهابية التى وقعت فى 11 من سبتمبر، وهددت الدولة السعودية".
ويؤكد "خال" أن المجتمع السعودى لم يعد محافظا كما كان من قبل، فثورة المعلومات والاتصالات عملت على تخفيف وطأة التشدد، فرواياتى تدخل السعودية عن طريق الإنترنت أو عن طريق هؤلاء الذين يشترونها من الخارج أو فى معارض الكتاب فى المملكة" فيقول "الرقابة أعمت عينيها عن الرواية بمعرض الكتاب لمدة 10 أيام ثم صادرتها لتطبق لعبة القط والفأر" ، بالإضافة إلى بعض بائعى الكتب الذين يتداولون رواياتى فى معارض الكتب بالمملكة فى غفلة من الرقابة"، ويلفت "خال" إلى أن منع السلطات للكتب والمعرفة خلق ثورة من القراءة فى السعودية ومجتمعا كبيرا من القراء، فالقارئ يشعر أن هذا الكاتب الممنوع يعبر عن وجهات نظره".
الجدير بالذكر أن خال أجرى هذا الحوار الذى نشرته الجارديان أمس فى أبو ظبى بعد فوزه بالبوكر وقبل أزمته الأخيرة مع الملحن محمد رحيم الذى اتهمه خال بالقوادة على صفحات روايته، ورفع دعوى قضائية ضده.
