محمد حمدى

تفكيك الحزب الوطنى

الإثنين، 19 أبريل 2010 03:49 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
با ستثناء بلدان قليلة فى العالم من أبرزها الصين وكوريا الشمالية، أى ما تبقى من الشيوعية التى اقتسمت حكم العالم طوال النصف الثانى من القرن العشرين، لا تعتمد النظم السياسية فى العالم على حزب واحد كبير، يمسك بمقاليد السلطة والحكم، وتندمج الدولة والحزب معا ويتحولان إلى عملة واحدة.

عرف العالم نظام الحزب الواحد الكبير حين تشكل الحزب الشيوعى السوفيتى، وقاد ثورة دموية ضد الحكم القيصرى فى روسيا، وأصبح هذا الحزب نموذجا تحتذى به معظم دول العالم الثالث فى اسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية فى مرحلة التحرر من الاستعمار.

وعاشت مصر هذه المرحلة على يد ثورة يوليو 1952 حين الغت الأحزاب وأقامت نظام الحزب الواحد عبر هيئة التحرير ثم الاتحاد القومى ثم الاتحاد الاشتراكى، الذى خرج منه ثلاثة أحزاب هى حزب مصر العربى الاشتراكى، الذى ورثه الحزب الوطنى، إلى جانب حزبان أخران هما التجمع والأحرار.

لكن الحزبية الجديدة التى عادت إلى مصر منذ 36 عاما لم تفارق بعد مرحلة الحزب الواحد الكبير، وإلى جواره 23 حزبا، باستثناء ثلاثة منها هى الوفد والتجمع والناصرى، لا يمكن اعتبار العشرين حزبا كيانات سياسية حقيقية، فليس لها عدد كافى من الأعضاء ولا النواب، ولا هى قادرة على التواجد فى الشارع.

أما الأحزاب الثلاثة الرئيسية المعارضة، فقد خفت بريقها كثيرا بحيث تكاد تكون هى الأخرى على هامش الحياة السياسية فى مواجهة حزب كبير، يمسك بتلابيب السلطة والثروة.. وكل شيئ له تأثير فى هذا البلد.

صحيح أن مصر تعيش حالة غير مسبوقة من حرية الرأى والتعبير، بما فى ذلك حرية الصحافة، وحرية التعبير عن المطالب، وتنظيم الاحتجاجات بكافة أشكالها وأنواعها السياسية والاجتماعية، لكن ما نعيشه من حراك لا يمكن البناء عليه للوصول إلى الديمقراطية الحقة كاملة الأركان والتى تصل إلى أقصى درجاتها فى القدرة على تبادل السلطة.

وحتى تكتمل التجربة الديمقراطية، وحتى تصبح حقيقة وليس هامشية، فإننا فى حاجة ماسة للعمل على محورين الأول هو تقوية الأحزاب القائمة، والعمل على منح القوى الحقيقة فى الشارع حق تشكيل أحزاب سياسية، لكن الأهم من ذلك أن نعمل جميعا على تفكيك الحزب الوطنى، ليس بمنطق نفيه مثلما حدث فى العراق عبر قانون اجتثاث حزب البعث، وإنما لكى يتحول إلى حزب سياسى حقيقى يعبر عن قطاعات اجتماعية واقتصادية معينة فى المجتمع، وليس كما كان الحزب الشيوعى السوفيتى السابق الذى ظل يتضخم ويضخم حتى انهار من داخله وانهار معه الاتحاد السوفيتى السابق، وتم تقسيمه إلى عدة دول.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة