ذكرت صحيفة "السوسنة" الأردنية أن إدارة الإعلام الخارجى بوزارة الإعلام السودانية نظمت مساء أمس الجمعة، حفلاً ضم الإعلاميين المصريين والجزائريين الذين ذهبوا إلى الخرطوم لتغطية الانتخابات السودانية.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ ممثلى الوفدين المصرى والجزائرى تبادلوا التحية والترحيب، مشددين على أهمية تجاوز ما حدث من آثار المباراة، مؤكدين أن العلاقات بين البلدين أعمق من هذه الخلافات البسيطة.
وأضافت الصحيفة، فى البداية كانت التعاملات بين الوفدين يسودها شىء من الحذر، ولم يكن يعلم أحد أن هذا الحفل للمصريين والجزائريين معا، حيث كان بمثابة مفاجأة لأن الدعوة وجهت على أنه حفل عشاء، وعندما تقابل الجميع داخل القاعة، خيم الصمت فى بداية الأمر، ولكن بعد فترة وجيزة قام المصريين والجزائريين وحيوا بعضهم البعض وبالرغم من المفاجأة التى أدهشت الجميع، إلا أنهم اعتبروها مفاجأة سارة، وتبادلوا الصور التذكارية وأرقام الهواتف، وألقوا وعوداً بالاتصال وتحقيق ترابطات جديدة، فى مصر أو الجزائر.
ونقلت الصحيفة عن "أسماء الحسينى" الكاتبة الصحفية المصرية المتخصصة فى الشئون السودانية قولها إن العلاقات المصرية الجزائرية متينة بعمق التاريخ المشرف بين البلدين، مستنكرة أن تأتى مباراة لكرة قدم لتهدم كل هذا الترابط الدموى العريق، وأضافت أنّ المصريين يحبون الجزائر وشعبه، ويعتقدون أن الشعب الجزائرى يحبهم أيضاً ولذلك يجب أن نترك ما فعلته مرارات المباراة جانباً، وأن نتجه سوياً لعلاقاتنا الوطيدة المبنية على الحب والمودة، ودعت الإعلاميين فى البلدين للتحرك تجاه هذا، لأن لديهم دورا كبيرا فى إعادة العلاقات إلى مجاريها مثلما كانت.
واستشهدت أسماء بأشعار "فاروق جويدة" فى حب الجزائر منها: "أنا أحب الجزائر من سنين، أحب الجزائر شعباً وأرضاً، أحب الدماء التى حررته أحب الشموخ ونبل السرائر".
والطريف أن المصريات والجزائريات قد ارتدين الثوب السودانى الذى أهدى إليهم فى الحفل، وجاء ذلك وسط فرحة شديدة وتصفيق حار من السودانيين بأنهم استطاعوا إذابة التوترات بين الطرفين.
ومن جانبه أعرب "مصطفى سوكحال" رئيس تحرير بالإذاعة الجزائرية عن سعادته البالغة للقاء أشقائه المصريين، وتمنى إغلاق هذا الملف السلبى الذى تم فتحة فجأة وفى غمضة عين بسبب مباراة لكرة القدم.
وقدم د. محيى الدين تيتاوى نقيب الصحفيين السودانيين الشكر للإعلاميين على تعبهم ومشقتهم فى الحضور إلى السودان، لتغطية الانتخابات، مؤكداً أنّ هذه التجربة مشرفة ولم يصحبها أى تزوير بشهادة المراقبين الدوليين، وأنها تجربة تستحق أن تُنقل للعالم أجمع، بأن السودان سليم ومعافى.
ووجه الوفدان فى نهاية الحفل الشكر لإدارة الإعلام الخارجي، ولتيتاوى، مؤكدين على أهمية السودان، والذى يمكن أن يلعب دوراً هاماً تجاه أمته العربية وقارته الأفريقية.
وحيا "تيتاوى" الوفدين المصرى والجزائرى، معربا عن أمله بأن يكون هذا الحفل هو إعادة لتقارب حميم بين الأشقاء.
على هامش الانتخابات السودانية..
مصالحة إعلامية مصرية جزائرية فى السودان
الأحد، 18 أبريل 2010 12:34 ص