لم يكن يعلم مخترع آلة التنبية أو الكلاكس أنها ستستخدم بهذا الشكل العشوائى الذى يسبب هذا الكم من الضوضاء والتلوث السمعى الذى تشهده شوارع القاهرة من قبل سائقى السيارات..حيث أصبح من المعتاد جدا أن تستمع إلى انواع مختلفة من آلة التنبه (الكلاكس) وكأنها مباراة فى الإزعاج بين مجموعة من الناس التى تعزف على آلات موسيقية وهى لا تعرف العزف.
ويتبارى قائدى سيارت الميكروباص والأجرة على استخدام كلاكسات ذات أصوات مرتفعة بينما يفضل الكثير من قائدى السيارات الملاكى تركيب كلاكسات تصدر الأصوات الخاصة بسيارات الشرطة والإسعاف مع عدم التزام بعض السائقين بآداب وفن القيادة التى تحتم عليهم مراعاة شعور الآخرين وعدم إزعاجهم.
"اليوم السابع" قام بجولة ميدانية بين السائقين والمواطنين لمعرفة إلى أى مدى يسبب الكلاكس إزعاج لهم..
وفى البداية أوضح هشام فرج- سائق بشركة خاصة - أنه يستعمل الكلاكس فى الحالات الضرورية فقط، إذا كان فى تقاطع ما ويلجأ إلى تنبه القادم أو لتنبيه السيارات التى أمامه إذا كان الطريق خاليا، وأشار إلى أنه لا يستخدم الكلاكس بشكل مستمر، وأشار إلى أن سائقى الميكروباصات هم أكثر الأشخاص استخداما لآلة التنبيه بشكل مزعج يعمل على توتر مستخدمى الطريق بصورة مستمرة، وأشار إلى أن سائقى التاكسى يتعاملون بشكل أقل قليلا من الميكروباص .
وأكد محمد مرسى صاحب سيارة ملاكى أنه يعانى من الاستعمال المتكرر لأله التنبه من قبل سائقى المواصلات العامة لأن كل ما يشغل بالهم التقاط الزبون قبل غيرهم، فيعمل على استخدام الكلاكس بصورة مستمرة حتى يخطف انتباه الزبون وهذه سمة أصبحت تميز الشارع المصرى .
محمد نبيل سائق سيارة ملاكى قال:"أنا أستخدم الكلاكس بصورة كبيرة فى المناسبات العامة مثل مباريات كرة القدم وبشكل اكبر فى الأفراح".
وفى المقابل جاء رد المواطنين على سوء استخدام الكلاكس ليعكس مدى انزعاجهم منه حيث أوضحت ريهام مجدى – موظفة - أنها تعانى عند الذهاب للعمل من صوت الكلاكسات المرتفع بالرغم من عدم وجود زحام ومن المفترض ألا يستخدمه السائقون بسبب أو بدونه، وأحيانا يستخدم الشباب الكلاكس لمعاكسة الفتيات فى الشارع وأصبحت عادة لديهم كما يلجأ كثير من الناس إلى استخدام الكلاكس كلغة أشارة فيما بينهم وأحيانا يستخدم كوسيلة للسباب .
فيما أوضح كريم فتحى– طالب- أن أغلب الذين يستخدمون الكلاكس بصورة عشوائية لم يقوموا بتطبيق أبسط قواعد القيادة وأكثر فئة استخداما للكلاكس هم فئة سائقى الميكروباص لأن مبدأهم سرعة للحاق بالزبون قبل غيره.
ومن المفترض أن يكون قانون المرور الجديد صارما وحازما فى عقاب المستخدمين للكلاكس بشكل عشوائى ولكن لا نرى ذلك بصورة صحيحة فى الشارع المصرى.
ومن الناحية القانونية أوضح خالد فؤاد المحامى بالاستئناف بان القانون ينص على معاقبة سوء استخدام الكلاكس خاصة فى الأماكن الممنوع فيها استخدامه إلى سحب الرخصة أو غرامة تصل إلى 200 جنيه كحد أقصى.
وقد تم تطبيق ذلك فى محافظة الإسكندرية بصورة صحيحة لأن قيادات المرور هناك مهتمين بهذه المسألة وهناك تشديد على ذلك بالإضافة إلى تطبيقه فى محافظات أخرى.
التلوث السمعى ضار جدا
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة