رجب عبد الوهاب يكتب: لعب الشطرنج دون "الملك"!!!

الأحد، 18 أبريل 2010 01:01 ص
رجب عبد الوهاب يكتب: لعب الشطرنج دون "الملك"!!!

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كأى مباراةٍ، تكون لعبة الشطرنج بين خصمين، يريد كل منهما أن يفوز على الآخر، وتتكون مباراة الشطرنج من ثلاث مراحل متصلة تمر بها فى أغلب الأحيان: المرحلة الأولى هى مرحلة الافتتاح، ويقوم فيها كلا اللاعبين بالنقلات الأولى لقطعهما، والمرحلة الثانية هى مرحلة وسط الدور، وتختص بالمناورات والهجوم والدفاع بين الطرفين، ثم تأتى المرحلة الثالثة التى يتم فيها انتصار أحد الطرفين على الآخر بـ"موت الملك".

الملك- إذن- أهم قطعة فى لعبة الشطرنج (وإن لم يكن أقواها)، فهو القطعة التى التى يسعى اللاعب المنافس إلى الحصول عليها لكى تنتهى اللعبة بالنصر، وهو القطعة الوحيدة أيضًا التى لا تؤكل ولا تفارق رقعة الشطرنج، أما باقى القطع- حتى الوزير- فيمكن للاعب أن يلعب بدونها.

والواقع أن هناك العديد من نقاط التماس بين لعبة الشطرنج و"لعبة السياسة"، تنبه لها وزير المالية الألمانى بيير شتاينبروك، فقال فى تصريحات لصحيفة "زود دويتشه تسايتونج" إنَّ هناك أشياء مشتركة تربط بين الشطرنج والسياسة، فكل منهما له علاقة بالتخطيط الإستراتيجي، حيث يتحرى الشخص موقفه أولاً ثم يضع نفسه محل الخصم ليعرف ماذا ينوى فعله فى الخطوة التالية".

ومن أهم نقاط التماس بين اللعبتين، أن وجود الملك ضرورى لسير اللعبة، إذ لا يمكن إتمامها دون وجوده، فهل توفر لـ"لعبة" الترشح للرئاسة المصرية القادمة أهم أركانها، أعني: "الملك؟

قبل أن نجيب عن السؤال السابق، علينا بداية أن نحدد: من هما اللاعبان اللذان يمكن أن يتنافسا- أو قل يلعبا- فى هذه المباراة؟، وهو تحديد شديد الصعوبة فى ظل الأجواء السياسية المتوترة فى الفترة الحالية، فالمعروف فى أغلب الدول الديموقراطية أن التنافس على الرئاسة يكون بين حزبين كبيرين أو أكثر، فالرئاسة الأمريكية- على سبيل المثال- سجال بين الديموقراطيين والجمهوريين، غير أن الوضع مختلف بالنسبة للأحزاب المصرية، فليس هناك حزب يقوى على منافسة الحزب الوطني، ومن ثم فإن "ملوك" الأحزاب لا وجود لهم على "رقعة" الترشح/ الشطرنج.

يفضى بنا الكلام السابق إلى أن الحزب الوطنى هو "القطب" الأول من قطبى اللعبة، فمن يكون القطب الآخر إذا لم يكن حزبًا من الأحزاب؟

إن الإجابة عن السؤال السابق تتطلب أن ننظر فى واقعنا السياسى المضطرب، خاصة فى الشهور القليلة الماضية، وفى السيناريوهات التى طرحت لتقديم مرشح للرئاسة يخلف الرئيس مبارك، فأغلب هذه الأسماء- عدا الأسماء المطروحة من أبناء الحزب الوطني- ليسوا من الأحزاب، وإن كان لهم انتماء حزبى، فإن أحزابهم ليست من الأحزاب الداجنة، خذ مثلاً "البرادعى"، "حمدين صباحى"، "جمال زهران"، "عمرو موسى"، "أيمن نور"، وهو ما يعنى أن المنافس للحزب الوطنى سيكون "الشعب" نفسه.

ومع هذا التحديد للمنافس/ اللاعب الآخر نجد أنفسنا أمام احتمالين:
الاحتمال الأول: أن يترشح الرئيس مبارك لفترة رئاسة أخرى، ومع هذا الاحتمال سيظل الحزب الوطنى هو اللاعب الوحيد، لأن "ملكه" لا منافس له فى الأحزاب أو فى غيرها.
الاحتمال الثاني: ألا يترشح الرئيس مبارك، وفى هذه الحالة يمكن للمعارضة والشعب أن يقدما مرشحًا، أو قل "ملكًا" لتكتمل أركان اللعبة.

وهنا قد يتبادر سؤال بديهي: هل تصلح الأسماء المطروحة أن تلعب دور "الملك"؟ ولا أظن أن الإجابة عن هذا السؤال بالإيجاب أو السلب، سواء اختصت بأحدهم أو بهم جميعًا ذات قيمة، فـ"الملك" فى لعبة الشطرنج ليس أقوى القطع، فهو لا يكون ذا قوة إلا بما حوله من القطع وبمدى توظيف اللاعب لهذه القطع للذود عن الملك والدفاع عنه، فهل تم للاعب تزويد "مَلكه" بهذه الآليات؟.

أهم من ذلك أن على هذا اللاعب ألا ينسى أن رقعة الشطرنج لا يجتمع عليها إلا ملكان ملكه والملك المنافس، فمتى يتمَّ له "الاتفاق" على اختيار هذا "الملك"؟.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة