أكرم القصاص

حزب “التجمع" فى زمن "التفرق"

الأحد، 18 أبريل 2010 12:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بالأمس احتفل حزب التجمع بعيد تأسيسه الرابع والثلاثين، ومع أن مؤسسه وزعيمه خالد محيى الدين غاب لأسباب صحية عن الاحتفال فقد كان حاضرا بقوة فى تاريخ الحزب ووجوده، نجح خالد محيى الدين عام 1976 فى إقامة بناء يجمع اليسار بكل درجاته من شيوعيين وناصريين وقوميين ووطنيين بشكل عام ليشكل كيانا تجاوز كونه حزبا إلى كونه تجمع وطنى يساري، يضم الاشتراكيين والشيوعيين والناصريين والقوميين وبعض الليبراليين من التوجهات اليسارية. شيوعيو الأربعينات والخمسينات من حدتو والعمال الشيوعى مع الناصريين والقوميين.

كان التجمع صيغة ابتكارية جمعت الشيوعيين من فصائل مختلفة مع الناصريين بتوجهاتهم المتباينة والاشتراكيين. ضباط أحرار بجانب نزلاء سجون الثورة، ومسئولين وقيادات سابقة فى الاتحاد الاشتراكى . ومثل التجمع معارضة شرسة لتوجهات الرئيس السادات، الذى سمح له بالخروج ضمن المنابر مراهنا على انه سيضم الشيوعيين فقط، بما يجعله منزوع الجماهيرية. لكن سكرتارياته العامة التى تشكلت من أطياف مختلفة من بينها الشيوعيين منح التجمع قوة، ظلت تلازمه، وبعد شهور على تشكيل منبر اليسار قامت مظاهرات يناير، واتهم عدد من قياداته بإشعال المظاهرات، وظلوا يحاكمون لسنوات حتى حكم القضاء ببراءتهم.

عارض التجمع الانفتاح الاقتصادى والأنشطة الاقتصادية التى اسماها الطفيلية، لم يكف التجمع وقتها عن التحركات السياسية من مؤتمرات وندوات وأمسيات شعرية وثقافية. وكان الرئيس السادات يتفاعل مع معارضيه وينتقدهم فى خطاباته، مما جعل للسياسة صوتا، كان التجمع والعمل والوفد فى فترة قصية قبل أن يجمد نشاطه، والأحرار يمثلون شكلا لعمل حزبي. اصطدم معه الرئيس السادات وبدا أحيانا نافذ الصبر خائب الأمل فى المعارضة، وحتى فى حلفائه لفترة قصيرة ـ الإسلاميين ـ . كانت قيمة التجمع الفكرية والثقافية كبيرة، وكانت قدرته على العمل بينما يضم متناقضين، أيضا احد نتائج الضغط. تصادم الرئيس السادات مع كل الأحزاب تقريبا قبل رحيله، واعتقل منهم كثيرين فى حملة سبتمبر. خرجوا ليبدؤوا عملا سياسيا سرعان ما اخذ منحى اقل واضعف، صدرت الأهالى أوائل عام 1978، كانت هى الأخرى صحيفة تجمع اليساريين من مدارس مختلفة من الأهرام والأخبار وروزا ليوسف والجمهورية . وإذا كان التجمع ابتكر تحالفا سياسيا واسعا يجمع ألوان الطيف اليساري، فقد كانت الأهالى " تجمعا" صحفيا من نوع آخر. كانت الأهالى دائمة التعرض للإغلاق والمصادرة بقرارات إدارية واجهها التجمع بالإجراءات القضائية كانت الأهالى تصدر لتعود إلى المصادرة.

بعد رحيل الرئيس السادات واصلت الأهالى صدورها بانتظام كل يوم أربعاء، وظل التجمع والعمل والوفد العائد بشكل مبشر فى منتصف الثمانينات، لكن الأحوال اختلفت، مسخت المعارضة ولم تعد ذات قيمة، ودخلت الأحزاب فى صراعات داخلية، وأصبحت مجالا وهدفا للعبث الأمني، تشققت وبعضها انقسم. وخرج من التجمع من خرج إلى أحزاب ناصرية أو قومية، وحتى التجمع نفسه واجه الصراعات التى كادت تعصف به خاصة بعد اعتزال مؤسسه خالد محيى الدين.

لقد بدا التجمع ضمن عدد صغير من الأحزاب بشكل كان من الممكن أن ينمو إلى حياة سياسية مع الوفد والعمل، أما اليوم فهناك أحزاب يصعب معرفة عددها الحقيقي، لقد نجح التجمع فى إقامة صيغة تجمعية، بينما الأحزاب كلها تتصارع داخليا، وهو جزء من أسئلة لابد أنها شغلت عقول الذين شاركوا فى إطفاء الشمعة الرابعة والثلاثين لحزب التجمع.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة