قال الروائى الدكتور"شريف حتاتة" إن دار الهلال رفضت نشر سيرته الذاتية " نوافذ مفتوحة" لاعترافه فيها بواقعة اغتصابه صغيرا، على الرغم من كون مثل هذه الحوادث ليست جديدة على المجتمع ودائما ما تحدث داخل أروقة المنازل ومؤسسات العمل، وأضاف أنه أخفى حقيقة جدته اليهودية خوفًا من نظام عبد الناصر، الذى اتسم بالكراهية الشديدة لليهود والإسرائيلين وحتى لا يتم إقصاؤه عن الحركة السياسية، التى انضمّ لها وقتها، بمناسبة صدور روايته "الوباء" عن دار ميريت.
وكان لليوم السابع معه هذا الحوار:
لماذا تحرص على تيمة الاغتراب فى كتاباتك الأدبية؟
لازمنى الاغتراب أثناء عملى ودراستى فى الولايات المتحدة والهند وأفريقيا، ولم أتخلص منه عندما عدت لمصر، وفوجئت بأن وطنى يفتقر لأبسط حقوق الآدمية، وطبيعى أن يكون الكاتب أكثر حساسية عن غيره ويعبّر عن كل هذا.
ومن تقصد بعنوان روايتك " الوباء"؟
الوباء حالة عامة تمس كل الناس وأضرارها كثيرة جدا، وفى الفترة الحالية أرى أن الرأسمالية والإخوان المسلمين والمتظاهرين بالتدين جميعهم أوبئة.
وهل ترى أنّ حال مصر الآن أفضل أم فى الستينات ؟
أنا عاصرت كل الأنظمة بداية من الملك فؤاد وفاروق ، مرورا بالرئيسين جمال عبد الناصر والسادات وحتى عصر مبارك، وعلى الرغم من عيوب الفترة الناصرية وإعتقالى خلالها، إلا أن عبد الناصر منحنا الاستقلال وجعل لنا مكانة، أما فترة السادات والفترة الحالية فلم أرض عنهما تماما.
وكيف انعكست معاناتك فى السجون على كتابتك الأدبية؟
السجن يؤثر على نزلائه بطرق مختلفة، فهناك أشخاص يدخلون السجن ويخرجون حطاما، وآخرون يخرجون وهم أكثر جرأة وشجاعة، وتجربة السجن كان لها جانب إيجابى وسلبى، فهى علمتنى الشجاعة والصبر والتأمل، ولكنها فى نفس الوقت عزلتنى عن العالم وجعلتنى جاهلا بأشياء كثيرة.
ولماذا انتقلت فجأة من النشاط السياسى للكتابة الأدبية؟"نوال السعداوى" هى التى أدخلتنى عالم الكتابة فعندما تزوجنا رويت لها قصتى على أمل أن تستعين بها فى روايتها"الغائب" ولكنى فوجئت أنها تجاهلت قصتى، وعندما سألتها أجابت أننى أمتلك مهارة رائعة فى الحكى بالتأكيد ستنعكس عندما أكتب، وكان لها دور كبير فى حياتى، فهى التى أطلعتنى على قضايا المرأة وحقوقها.
تقول دائما إن الصدق مرتبط بالفن ورغم ذلك أخفيت أن جدتك كانت يهودية؟
وقتها كنت عضوا فى تنظيم حدتو و ناشطا فى المجال السياسى ولو ذكرت تلك الحقيقة كان سيتم إقصائى، خاصة أن تلك الفترة حملت درجة كبيرة من الكراهية للإسرائيليين واليهود بشكل عام، ولكن بعد ذلك شعرت أن القارئ له الحق فى معرفة كل شئ، ولذلك ذكرت فى سيرتى الذاتية أنى تعرضت لاعتداء جنسى وأنا صغير، وكان ذلك سببا فى رفض دار الهلال نشر مذكراتى وسبب هجوم حزب التجمع على واتهامى بأنى أقيم علاقات جنسية مع الرجال، رغم أنها أشياء تحدث داخل المنازل ومؤسسات العمل.
ذكرت أن الدين والعادات من الأشياء الجائز تغييرها كيف ذلك؟
كل شئ قابل للتغيير، لأن الشئ الذى لا يتغير هو الجماد الميت، ونحن أولا وأخيرا بشر، فأنا لا أنشغل بالدين، ولا يهمنى أن أكون مسلما، أو مسيحيا أو يهوديا، لأنى نشأت فى أسرة لا تعبأ بموضوع الدين إطلاقا وعلاقتى بربنا شئ خاص بى، وكل شخص له الحق فى الاعتقاد، طالما هذا لا يضر أحدا.
فى رأيك هل حصلت المرأة المصرية على حقوقها؟
مازالت المرأة المصرية تعانى من التمييز والاضطهاد، وأبسط حقوقها فى التعليم والعمل مسلوبة منها، ومن وجهة نظرى فالنضال من أجل منح المرأة كافة حقوقها مازال طويل وشاق.
ما هى أسباب إحجام الأقباط عن المشاركة السياسية؟
الأقباط يعيشون فى عزلة سياسية واجتماعية خوفا من التيار الأصولى ونظرة المجتمع لهم، وإحساسهم بالخوف شئ طبيعى، فهم قلة وسط أغلبية إسلامية متطرفة، ومن وجهة نظرى أن الحكام هم سبب حالة التعصب والفتنة بين المسلمين والأقباط، فالنظام يخشى دائما أن يتكاتف ضده أحد أو نتحرك فيتبع معنا سياسة" فرق تسد".
وأضاف حتاتة: الحكومة هى التى سمحت بمد التيار السلفى وسيطرة الفكر الوهابى علينا ونشر أفكار متطرفة كالحجاب ،على سبيل المثال، الذى ترتديه الكثيرات كنوع من الحشمة ولا تدرك أنها بذلك تسئ لأرقى جزء فى جسدها وهو عقلها.
ولماذا قل الهجوم عليك وعلى الدكتور نوال السعداوى من وجهة نظرك؟
الإسلاميون منشغلون الآن بالانتخابات الرئاسية، ولديهم أشياء أهم من الهجوم علينا.