واصل الأسبوع الثقافى المصرى فعالياته فى العاصمة القطرية بمناسبة اختيار الدوحة عاصمة للثقافة العربية للعام 2010، حيث تضمنت الفعاليات العديد من الأنشطة الفنية والثقافية حضرها الدكتور حمد بن عبد العزيز الكوارى وزير الثقافة والفنون والتراث القطرى، والسفير المصرى لدى الدوحة عبد العزيز داود، وحسام نصار مستشار وزير الثقافة والمشرف على قطاع العلاقات الثقافية الخارجية.
وخلال الفعاليات عقدت الفنانة نبيلة عبيد مؤتمرا صحفيا حول فيلم "كشف المستور" ضمن فعاليات السينما للأسبوع المصرى باحتفالية الدوحة 2010، وسط حضور جماهيرى كبير.
وتم تكريم الفنانة القديرة من قبل وزارة الثقافة والفنون والتراث وقام بتكريم النجمة الخبير الثقافى ومنسق الأسبوع المصرى موسى زينل بمنحها درعا تقديريا لما قدمته من جهود كبيرة أثناء مشوارها الفنى.
من جانبها أكدت نبيلة عبيد أنها تتابع أحداث الاحتفالية منذ أن كانت فى مصر وأن احتفالية الدوحة خلال ربعها الأول تركت صدى فى أركان الوطن العربى بأكمله، وعن الأسبوع المصرى أكدت أن وزارة الثقافة المصرية حاولت أن تأتى بفعاليات متنوعة تعبر عن الثقافة المصرية بمختلف مجالاتها ومختلف أشكالها.
وقالت الفنانة نبيلة عبيد إن سيناريو فيلم (كشف المستور) جيد وجرىء رسمه السيناريست وحيد حامد بعناية شديدة، على الرغم من حساسية الموضوع الذى يتناوله الفيلم وخطورته، حيث انتهج حامد الأسلوب الواقعى لأقصى درجة وكأنه يروى أحداثا من التاريخ.
من ناحية أخرى، أقيمت أمسية شعرية غنائية بمسرح قطر الوطنى أحيتها فرقة الشارع المعروفة بتقديمها أمسيات شعرية من أعمال أقطاب شعراء العامية المصرية منذ عام 2000 وحتى الآن، وقام بالإلقاء الشعرى كما هو معتاد لدى الفرقة كل من الشعراء أمين حداد وأحمد حداد نجلى الشاعر الكبير فؤاد حداد، وشاركتهم الإلقاء الشاعرة سامية جاهين.
وقدمت فرقة الشارع أمسية متميزة بعنوان "وطن واحد" وجاءت الأمسية عبارة عن مختارات من أشعار فؤاد حداد من دواوين المسحراتى ونور الخيال ورقص ومغنى وأيام العجب والموت ودواوين أخرى.
وقد تفاعل الجمهور الذى تدفق على مسرح قطر الوطنى بشدة مع الأشعار المميزة التى أعادت للأذهان صورة حية لزمن الشعر الجميل، حيث تذوقوا حلاوة الشعر العامى المنضبط الذى يعالج القضايا المجتمعية بأسلوب ساخر وكوميدي.
كما تميزت الأمسية بالأغانى التى غناها أعضاء الفريق واطرب لها الحضور وقام بالغناء حازم شاهين وسامية جاهين ومى حداد وعالية حسين وأشرف نجاتى ويوسف الشريعى، كما تميز العازفون بالفرقة بالمهارة الشديدة ومن العازفين هانى بدير (إيقاع)، حازم شاهين (عود)، أشرف نجاتى (عود)، يوسف الشريعى (بيانو)، شريف
المصري(جيتار).
وفى ندوة "السينما والمجتمع"، التى عقدت بالصالون الثقافى الذى يقام فى إطار فعاليات الأسبوع الثقافى المصرى، أجمع نقاد سينمائيون مصريون وقطريون على الدور المؤثر للسينما المصرية فى المحيط العربي، وأن الكثير من العادات واللهجات وطريقة التعبير شكلته السينما المصرية فى محيطها حيث لعبت دورا اجتماعيا.. واعتبروا أن السينما تعد ترجمة حقيقية لأوضاع مجتمعاتنا، فالمجتمعات القوية تفرز سينما قوية،
والمجتمعات الضعيفة يتمخص عنا أفلام دون المستوى وسطحية.
واستضافت الندوة كلا من الدكتورة درية شرف الدين الإعلامية المصرية، وخيرية البشلاوى الناقدة السينمائية، بحضور عبد العزيز داود سفير جمهورية مصر العربية والدكتور رياض عصمت سفير الجمهورية العربية السورية بالدوحة، والسفير الروسى بالدوحة، وموسى زنين منسق الأسبوع المصرى بالدوحة، وحسام نصار وكيل أول وزارة الثقافة المصرية وعدد من قيادات وزارة الثقافة والفنون والتراث وحشد من رجال
الإعلام.
وأكدت أن السينما إنتاج فكرى وأدبى ، مشيرة إلى وصف المفكر المصرى الراحل فؤاد زكريا لها بأنها "أول محاولة لحضارتنا الحديثة لإنتاج فن للجمهور العام"، مشيرة إلى تأثير الجماهير فى السينما، وتأثير المجتمع فى السينما.
وأشارت إلى أن السينما هى من الفنون التى ينبغى أن يكون لها مردود مادى، وذكرت بتأثير الرقابة والنظام السياسى على السينما، مشيرة إلى أنه فى مصر تنبهت بعض الجهات إلى تأثير الرقابة على الفن السابع، وقالت إنه منذ 1947 كانت هناك مجموعة من المحظورات مفروضة على السينما بلغت وقتها 64 محظورا، وظلت هذه القوانين الرقابية إلى سنة 1955، لافتة الانتباه إلى أن الرئيس الراحل محمد نجيب أكد على اهتمام الدولة بالسينما فى خطاب له للأمة.
من جهتها، قالت الناقدة السينمائية خيرية البشلاوى إنه منذ أن بدأت الصور تتحرك منذ سنة 1895 وللسينما الدور الأهم فى المجتمع، وأن الأرشيف السينمائى المصرى يعكس الكم الهائل على المواضيع التى اشتغلت عليها، موضحة أنها بصدد دراسة وترجمة كتاب بعنوان: "كيف شوهت السينما الشعوب العربية" الذى رصد حوالى ألف فيلم وكيف يعيد تصنيع الشخصية العربية طوال قرن.