أبدى عدد كبير من المسئولين فى بريطانيا تخوفهم من نقص المواد الغذائية بسبب توقف حركة الطيران بسبب بركان أيسلندا.
ومددت بريطانيا حتى الساعة السادسة من صباح الأحد العمل بقرار إغلاق المجال الجوى بسبب كثافة سحابة الرماد البركانية الآتية من أيسلندا، وقد شلت حركة النقل الجوى منذ الخميس فى البلاد كما هى عليه الحال فى غالبية الدول الأوروبية.
وقال المسؤلون "كلما طال إغلاق المجال الجوى، كلما كانت العواقب أكبر، ليس فقط بالنسبة إلى الشركات وإنما أيضا بالنسبة إلى المزارعين فى الدول النامية الذين تتوقف معيشتهم على تصدير منتجاتهم إلى أوروبا، وقد تشمل مشاكل التموين منتجات غذائية طازجة ولا سيما بعض الفواكه والخضار، وكذلك منتجات صيدلانية (لقاحات).
ومن ناحية أخرى كشف مدير إدارة العمليات فى الإدارة العامة للطيران المدنى الكويتى عصام الزامل عن أن حركة الطيران من مطار الكويت إلى بعض الدول الأوروبية، تأثرت بسبب الرماد الناتج عن بركان أيسلندا على مدى اليومين الماضيين.
وقال الزامل اليوم، السبت، إن إدارة الطيران المدنى فى الكويت، تلقت إخطارا عاجلا أمس بإغلاق 6 مطارات أوروبية هى هيثرو وفرانكفورت وشارل وديجول وروما و وجنيف وأمستردام ، مضيفا تم إلغاء هذه الرحلات، بسبب التأثيرات الضارة لرماد البركان وأبخرته المتصاعدة على الطائرات، كما أن الأجزاء الصخرية والبلورية فى الغيوم تعطل عمل محركات الطائرات، مما يعرضها لخطر السقوط.
وأوضح أن الأجواء تأثرت بسبب بركان أيسلندا، الذى عطل حركة الملاحة الجوية فى كثير من الدول، كما أغلقت مطارات ابردين وجلاسكو وأدنبرة إضافة إلى مطارات أوروبية كبرى تحسبا لأى خطر.
يذكر أن بركان أيسلندا مازال ينفث المزيد من الرماد البركانى، فى سحابة ضخمة عطلت حركة الطيران، عبر أوروبا ولا يبدو أنها ستنقشع قريبا، وقال أحد الخبراء إن ثورة البركان الذى يبعد حوالى 120 كيلومترا جنوب شرق العاصمة ريكيافيك، قد تخف فى الأيام القادمة، لكن مسئولا حكوميا قال إن الرماد سيواصل انتشاره فى سماء أوروبا.
وقد تسببت سحابة الرماد البركانى البنى الكثيف التى ارتفعت عدة كيلومترات فى الهواء وتحركت مبتعدة عن الجزيرة التى تقع فى شمال المحيط الأطلسى فى تعطيل حركة الطيران عبر شمال أوروبا وما زالت القيود المفروضة على الرحلات الجوية مطبقة فى مناطق عدة.
ومن ناحية أخرى أعلنت رئاسة مجلس الوزراء الفرنسى اليوم أن مطارات باريس ونانت وليون سيتم مد إغلاقها حتى الساعة الثامنة من صباح بعد غد الاثنين بالتوقيت المحلى، بسبب سحابة الرماد المتصاعد من بركان أيسلندا.
وقالت رئاسة مجلس الوزراء فى بيان عقب اجتماع عقد اليوم برئاسة رئيس الوزراء فرنسوا فيون مع الوزراء المعنيين، إن مطارات بوردو وجرونوبل سيتم إغلاقها وفقا لمسار سحابة الرماد.
ومن ناحية أخرى، أوضح مجلس الوزراء الفرنسى انه حتى الآن لا توجد خطورة على الصحة من جراء سحابة الرماد المتصاعد من بركان أيسلندا وذلك نتيجة الارتفاع الكبير لهذه السحابة وتفرق جزيئاتها فى الجو، مضيفا أنه سيتم الاستمرار فى مراقبة نوعية الهواء والوضع الصحى الذى قد ينتج عن سحابة الرماد.
وفى مدريد قال بيان للشركة المكلفة بمراقبة حركة الطيران فى إسبانيا وأمنها، إنه بسبب "قرب السحابة" فقد تم إغلاق قسم من المجال الجوى بين برشلونة وبعض المدن الإسبانية، ورغم أن المجال الجوى الإسبانى يظل مفتوحا تماما أمام حركة الملاحة الجوية، فان سحابة الرماد البركانى تسببت فى فوضى اليوم، السبت، فى مطار مدريد- باراخاس أكبر مطارات البلاد.
وأجبر رئيس الوزراء الإسبانى خوسيه لويس ثاباتيرو على إلغاء رحلة كانت مقررة صباح الأحد إلى كراكوفيا للمشاركة فى جنازة رئيس بولندا، بسبب سحب الرماد، وفق ما علم لدى الحكومة، وأجبرت شركة الطيران الإسبانية إيبيريا على إلغاء رحلاتها الأوروبية باستثناء تلك المتجهة إلى البرتغال وجنوب إيطاليا واليونان وتركيا ودعت ركابها إلى الوجهات المتأثرة إلى عدم التوجه إلى المطار.
وأوضحت أينا أنه يتوقع إلغاء 2384 رحلة السبت من وإلى مطارات إسبانيا وأنه تم إنشاء خلية أزمة فى مطار مدريد.
وأضافت أن خلية الأزمة "بدأت الاتصال مع شركة السكك الحديدية وشركات الحافلات لإيجاد بدائل للمسافرين العابرين".
واعتبر متحدث باسم الجمعية الدولية للنقل الجوى (اياتا) اتاليوم، السبت، أن الشلل الذى يصيب حاليا حركة النقل الجوى بسبب سحب الرماد البركانية، يشبه باتساعه الشلل فى المجال نفسه الذى أعقب اعتداءات الحادى عشر من سبتمبر 2001.
وقال المتحدث باسم اياتا فى واشنطن ستيف لوت "انه بالتأكيد شيء يشبه الشلل الشامل الذى أعقب الحادى عشر من سبتمبر" 2001.
وبعد اعتداءات 2001 اقفل المجال الجوى فى شمال أمريكا لمدة ثلاثة أيام ما أجبر كل شركات الطيران الأوروبية على تعليق كل رحلاتها عبر الأطلسى.
وأضاف المتحدث "نحن اليوم فى اليوم الثالث من الشلل ولا نرى بعد أى نهاية محتملة".
وتابع "أن المشكلة الأساسية هى عدم التمكن من التكهن بنهاية الأزمة كما نستطيع أن نفعل فى حال حصول عاصفة ثلجية مثلا".
وكانت نحو 17 ألف رحلة ألغيت اليوم، السبت، فى أوروبا بسبب السحب الرمادية المنبعثة من بركان فى أيرلندا.
بركان أيسلندا
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة