القمة الجميلة بين الأهلى والزمالك قدمت لنا المتعة وأكدت لنا بعض الحقائق يمكن رصدها على النحو التالى:
• أن ملاعبنا يمكن أن تستدعى الروح الرياضية عندما تريد وعندما تتخلص من التعساء فى وسائل الإعلام خاصة فى مجلتى الأهلى والزمالك الذين يتاجرون بالتعصب ويفزعون إذا اختفت مظاهره وإلا سيفقدون تجارتهم الرائجة ومشروعية بقائهم .. ولا أجد نموذجا لهذه النوعية أكثر وأبرز من هذا الأحمد التعيس الذى يستخدم لغة إعلامية معصوبة العينين تعانى من الازدواجية أو الانفصام فى الشخصية.. فهو "السعيد" دوما بتعصبه والتعيس على طول الخط إذا فاز فريقه أو انهزم ..هو فى حالة توتر مستمرة ويصيب زملاءه ورؤساءه بالعدوى، فينضمون له ويظهرون على صفحات المجلة وكأنهم فى حفلة "شتيمة" بالأسماء مباشرة وأحيانا بدون مناسبة.. يعبرون عن احتياجاتهم الشخصية وكأنهم يعانون من اضطراب فى التبول .. فهم مقهورون باضطراب مشاعرهم بين إرضاء الله وإرضاء تعصبهم.. يريدون أن يكونوا موضوعيين ويريدون فى نفس الوقت أن يكونوا حمقى يخدمون تعصبهم لكى يرضى عنهم أولياء أمورهم .
هذا "التعيس" السعيد دوما بحماقته رغم أنه يصلى ويصوم ويحج ويعتمر ويربى ذقنه لو أنه يستحق أن أذكر اسمه لذكرته وخدمته بتعريف الناس به.. هذا النموذج الذى لا يفهم ما يقرأ فيكتب ما لا يفهم هو وأمثاله الذين حملوا على عاتقهم رعاية التعصب وجعلوا الجمهور يذهب إلى الملاعب وهو جاهز للشغب والانفلات.. ومن حسن الحظ تلقى هؤلاء ضربة قاصمة من ملعب ستاد القاهرة حيث أثبتت مباراة القمة أن الروح الرياضية ممكنة وأن التخلى عن هؤلاء الحمقى ممكن.. لو ذهبوا إلى الاستاد وشاهدوا كيف تعامل اللاعبون مع بعضهم البعض قبل وبعد المباراة بمحبة وأخوة وصداقة لخجلوا من أنفسهم واعتزلوا الحماقة.
• وأكدت القمة أن حكامنا ما زالوا فى الحضانة لأن الحكم السويسرى ماسيمو بوساكا قدم لهم درسًا "جامعيًا" فى الكفاءة.. وتنبهنا بفضل هذا الحكم أن أزمة التحكيم فى مصر ليست جماهيرية أو إعلامية أو نفسيه وأنها بالفعل فى صميم الكفاءة الشخصية للحكام.. الرجل السويسرى وجهه جامد وبارد لا يتصنع ابتسامة ولا تكشيرة.. مع كل لعبة فى كل موقع بسلاسة ورشاقة وسرعة بديهة.. ويساعده حاملا راية شديدا الدقة فى رصد حالات التسلل ومراجعة الحكم.. حتى شعرنا ونحن نتابع المباراة أنها بدون طاقم تحكيم.. فلا مشكلة صغيرة أو كبيرة ولا انفعال ولا تذمر فى المدرجات أو دكة البدلاء..كيف ومتى إذن يتخرج حكامنا من الحضانة.
• وأثبتت القمة أن حسام حسن أفضل مدرب مصرى بلا منافس ولا أعرف سببًا مقنعًا للكراهية الشديدة والمنظمة ضده حتى تخيلنا أن الأهلى سوف يلعب مع التوأم وليس مع الزمالك.. لماذا يكرهه هؤلاء بدون سبب هل لأنه كلما ذهب إلى مكان نجح..ولماذا يجتمع عليه الكارهون بهذه الغلظة و"اللدد" الشديد فى الخصومة وكأنه ارتكب خطيئة لا تغتفر حتى اضطروه وأجبروه على خلع هدومه والإعلان صراحة عن مبادلتهم الكراهية..ألا يعرف أولياء أمور هؤلاء أنهم يضرون الأهلى الكيان العظيم ويجرون الناس إلى كراهيته جرًا.
• وكشفت لنا القمة عن الوجه الجميل للخبرة..البصمة الرائعة التى يتركها النجوم المخضرمون فى المناسبات الكبيرة وفى التوقيت المطلوب.. هكذا رأينا محمد بركات وعماد متعب.. هما من "رجال" المباراة أصحاب الكلمة وأصحاب القرار.. بركات الذكى سريع البديهة المبدع الذى راوغ أحمد غانم برأسه وكأنه فى سيرك يقدم عرضًا فى اللامعقول ويرسل الكرة ليستثمرها المهاجم الأبرز فى مصر عماد متعب الذى أكد فى هذه المباراة أنه يستحق المكانة التى اختاره لها حسن شحاتة.. وأعود لبركات وهو مبهر فى توقد ذهنه وقراءة المساحة التى يتواجد فيها عندما "غربل" دفاع الزمالك بالإيحاء ليهز الشبكة فى المكان الوحيد الصحيح، لأنه لو لعبها منخفضة على الأرض كانت ستصطدم فى محمود فتح الله أو عبد الواحد السيد ولو رفعها أكثر من ذلك كانت ستضيع إلى أعلى العارضة.
• ونجوم المباراة فى رأى الأغلبية شيكابالا وبركات ومتعب وحسين ياسر.. بينما سقط فى الاختبار أحمد غانم وأحمد على وعن طريقهما مر الأهلى والزمالك نحو المرمى كثيرًا وبالذات أحمد غانم الذى جاءت أهداف الأهلى الثلاثة من جهته وبمواجهة مباشرة معه..وتلاهما فى السقوط مدافعو العمق فى الفريقين الذين لم يكونوا على مستوى الضغط الهجومى.. وأسوأ سلووك كان من أحمد الميرغنى ورحيم أيوا وأحمد حسن احتجاجاً على عدم المشاركة أو التغيير.. ويعتبر رحيم أيوا "نكتة"القمة لأنه مستاء جدًا لأنه لم يشارك مش عارف بأمارة إيه..أمّا حارسا المرمى عبد الواحد السيد وأحمد عادل عبد المنعم تلاشت فوارق الخبرة بينهما ولم تكن هناك أفضلية ويكفى أن كل منهما دخل فى مرماه ثلاثة أهداف.
• وأخيرًا كان حسام حسن واحدًا من نجوم المباراة ولكن يجب أن نخصم درجات كثيرة من نجوميته لأنه أقام حوارًا غير طبيعى مع جمهور الأهلي، وكان عليه أن يكمل رسم اللوحة الجميلة التى قدمها لنا فى مباراة الزمالك واتحاد الشرطة وألا "يشخبط" عليها فى لقاء القمة.
الهدف الأول للزمالك
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة