أحمد صلاح محمود يكتب: حكايات البنت نانى

السبت، 17 أبريل 2010 01:59 م
 أحمد صلاح محمود يكتب: حكايات البنت نانى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ونانى- ياسادة- فتاة صغيرة فى مقتبل العمر لم تتجاوز خمسة عشر عاماً، أو هكذا يبدو لى
بنت مسكينة حزينة تواجه الأيام بدون أسلحة، اللهم إلا الصبر والدعاء والبسمات الخاطفة
منذ ولدت، والجميع يتهمونها بأنها غير طبيعية وأنها تعانى نفسياً، كذلك تم تصنيفها قهراً وهكذا يتم التعامل معها، أجبروها على أن تعيش فى عالم الجنون، وحكموا عليها ظلماً بأن لا تشفى، وأن تبقى هكذا كما رسموا هم لها إلى الأبد.
مع أنى أقسم أنها غير ما يدعون، ولدى من الأدلة الكثير، لكنهم لإثبات الحق والاعتراف به كارهون.
حين تراها ستجد نفسك تتعاطف معها ودون أن تدرى تجدك تحنو عليها،
أتذكر حين تزوجت وتأخرت أنا وزوجتى فى الإنجاب، وكنت قلقاً جدا، وقابلتها صدفة، دائماً ألتقيها صدفة، وأوقفتنى فى الشارع ببسمتها الشهيرة وقالت( مراتك هتخلف قريب بس ابقى ادينى الحلاوة، عاوزه ربع فرخة وعشرة جنيه ) أكبر مبلغ وصل إليه خيالها البرئ عشرة جنيه، وأشهى طعام عرفته ربع فرخة، خليط من البساطة والبراءة والنقاء، هكذا هى وهكذا خلقت فى زمن لايرحمها ولا يبدو أنه سيفعل.
ولا تمر أيام وتأتى البشرى ويأتى الحمل المنتظر، وتجرى الأيام وتمر الشهور وتنجب زوجتى وتتكرر الصدفة وألتقيها لتهتف فى فرحة( مراتك ولدت ) تذكرت طلبها البسيط وأردت أن أعطيها الحلاوة كما طلبت سابقاً، غضبت وقالت( لا يا أخويا لما آجى عندك البيت عشان اتغدى ربع الفرخة، وبعدين آخد العشرة جنيه ) وبعد أيام جاءت، كيف عرفت طريق المنزل؟ هكذا تساءلت ونسيت أن أسأل نفسى السؤال الأهم، كيف عرفت أن زوجتى أنجبت والنبوءة تحققت؟ ونسيت من فرط سذاجتى أن من أعطاها النبوءة أعطاها الأجوبة.
أصرت على حمل الطفلة، خفت أن تقع منها، لكنها حملتها برفق أكثر مما أفعل وقبلتها، فعاتبت نفسى على ظنونى.
من فرحتى أعطيتها ما قدرنى الله عليه، لكنها رفضت بشدة وقالت( عاوزه بس عشرة جنيه )
ومن أيام التقيت بها فرحت جدا، إذ أن لقاءها دوماً بشرى وخير.
كان بعض الأطفال فى الشارع يضايقونها
يا إلهى كم هى مسكينة هذه البنت، دوماً تحمل للناس الفرح والبشرى، ودوماً يردون الجميل بالمعايرة والاتهام بالجنون.
عندما اقتربت منها صاحت ( ازيك بنتك عاملة أيه )
قلت لها ( كويسة، المهم انتى عاملة أيه )
ابتسمت ابتسامة لم أر مثلها قط وقالت بلهجة فيها ما فيها، وهى تنظر إلى السماء ( سبحانه أرحم منه مفيش )






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة